هل يصبح سد النهضة طريقًا لتعزيز نفوذ “إسرائيل” في القاهرة؟

تتمتع «إسرائيل» بنفوذ واسع داخل العواصم العربية، ولا سيما تلك التي وقعت على اتفاقيات سلام مع “تل أبيب” كالقاهرة وعمان، إضافة إلى الهيمنة الصهيونية الكاملة على “أبو ظبي” وتسخير نظامها الحاكم من أجل تحقيق المصالح الصهيونية في المنطقة، على حساب الإسلام والعروبة والشعوب العربية.

ويبدو أن النفوذ الإسرائيلي في القاهرة على موعد مع تعزيزه وتعظيمه خلال المرحلة المقبلة؛ فرغم أن العلاقات مع الكيان الصهيوني في عهد السيسي تتمتع بأعلى درجات الدفء منذ انقلاب 30 يونيو 2013، إلا أن هذا النفوذ ربما يتعاظم بصورة أكبر مع توسلات نظام العسكر لتل أبيب بالتدخل لحل أزمة “سد النهضة الإثيوبي”، بعد فشل جميع المفاوضات السابقة منذ توقيع الجنرال عبد الفتاح السيسي على اتفاق المبادئ في الخرطوم 23 مارس 2015م.

وكشف مراسل الشئون العربية بصحيفة مكور ريشون العبرية، آساف غيبور، عن أن مصر “توجهت بطلب للحصول على مساعدة «إسرائيل» للحفاظ على ضخ مياه نهر النيل، من خلال إقناع أصدقائها في إثيوبيا لإقامة نقاش إضافي في موضوع سد النهضة؛ لأنه قد يستقطع بعضا من مياه نهر النيل”.

وأضافت الصحيفة أن “العلاقات المصرية الإسرائيلية تشهد مزيدا من الدفء والسخونة، لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية للمنطقة، وباتت تتعزز مؤخرا مع دخول حافز جديد عليها يرتبط بمياه نهر النيل”.

وأوضح أن رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي “طلب مساعدة إسرائيل في إيجاد حل لهذا الموضوع الذي يشغل المصريين وهو مياه نهر النيل، على اعتبار أن المصدر الأصلي للنهر الذي يشق الجمهورية المصرية من جنوبها إلى شمالها، يعود إلى النيل الأزرق في إثيوبيا، ولذلك فإن مصر التي تعتمد بالكلية على مواردها المائية من نهر النيل قلقة جدا من التبعات المتوقعة لبناء سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النهر”.

وأشار غيبور إلى أن “القلق المصري يعود إلى أن السد الذي يجاور حدود إثيوبيا والسودان من المتوقع أن يحصل على كميات إضافية من نهر النيل، مع العلم أن الإثيوبيين يطلبون تشغيل 16 توربيناً للكهرباء لصالح السد، من أجل تعويض مليارات الدولارات التي تم إنفاقها في الاستثمار ببناء السد”.

وأضاف: “في حين أن الهدف الأساسي للسد يتمثل بأن تنجح إثيوبيا في مضاعفة إنتاج الكهرباء لديها، لكنه في الوقت ذاته يغلق الطريق أمام أنابيب المياه في وجه قرابة مائة مليون مصري متعطشين للاستفادة من مياه النهر، مما دفع السيسي للشروع في مفاوضات جديدة مع الإثيوبيين لمنع تحقق هذا الخطر، عقب عشرات السنين من تجاهل مصر لدول إفريقيا الجنوبية، حتى إن مصر في عهد مبارك هددت إثيوبيا بهجوم عسكري”.

الصحيفة الإسرائيلية نقلت عن أوساط دبلوماسية في القاهرة، أن مصر طلبت من إسرائيل مساعدتها في إيجاد حلول لها لهذه الأزمة الجديدة.

وقال غيبور: “في ضوء الموقف الحاد الذي وقفته مصر لمواجهة مسيرات العودة بقطاع غزة، وموقفها المنضبط تجاه صفقة القرن للرئيس دونالد ترامب، فإنها تتوقع من إسرائيل أن تساعدها في مفاوضاتها مع إثيوبيا، حيث بدأت المفاوضات في الخرطوم أوائل أبريل المنصرم، بمشاركة ممثلين من السودان ومصر وإثيوبيا، لكنها منيت بفشل ذريع، ورغم تحديد موعد جديد للمفاوضات في القاهرة، لكن أديس أبابا أعلنت اعتذارها عن المشاركة”.

وختمت الصحيفة بالقول: “طلب المصريون من الإسرائيليين إقناع أصدقائهم الإثيوبيين بالحضور للمفاوضات، كما أن القاهرة دعت واشنطن للتدخل لدى أديس أبابا، حيث قام وفد من الخارجية الأمريكية بزيارة الخرطوم والقاهرة لبحث الأزمة الناشبة، لكن أديس أبابا لم تستجب للطلب الأمريكي حتى الآن”.

وكان خالد رفعت، رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية، وهو مركز بحثي مدني ذي صلة بالمخابرات المصرية، قد دعا إلى ضرورة الاستعانة “بإسرائيل” في حل أزمة سد النهضة، وقال رفعت بصفحته الخاصة على “فيسبوك”: إن الحل الوحيد لأزمة سد النهضة هو وساطة إسرائيل؛ لأن مصر لن تستطيع القيام بعملية عسكرية أو عمل مخابراتي ضد إثيوبيا التي وقعت اتفاقيات دفاع مشترك مع إسرائيل وتركيا والسودان.

ويرى الكاتب الصحفي المتخصص في الشئون العسكرية والمخابراتية، كمال علام، أن إسرائيل يمكنها أن تلعب دورا في أزمة السد؛ لأنها في الأساس تبحث عن مصالحها الخاصة، ومن ضمن مصالحها استمرار واستقرار نظام السيسي، وكذلك أن تقوم بدور لم تكن تحلم به في مصر. كما أنها تمتلك علاقات قوية للغاية بإثيوبيا التي تعتبر تل أبيب محطة أساسية في دعمها الاقتصادي والسياسي والعسكري.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...