بالقروض وصناعة الوهم .. هكذا أغرق نظام السيسي مصر كلها

تلخص عناوين الفشل في السنوات الماضية، الحقبة التي حكمها قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، واعتمدت في مجملها على الانهيار والاقتراض في آن واحد، ما بين مشروعات وهمية هنا، ومليارات من الدولارات لا يتوقف السيسي عن إغراق البلاد بها من ناحية أخرى هناك، حتى عبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه الحالة مصحوبة بصور أمطار التجمع الخامس، من خلال صورة مركبة للسيسي وهو يقف في سفينته الغارقة خلال افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة على بحر التجمع الخامس بعد غرق مدينة الوزراء والسفراء والفنانين ولاعبي الكرة في شبر مياه.

ولم يعتذر نظام الانقلاب عن غرق المدينة التي أنفق عليها مليارات الجنيهات ويروج لها بأنه كريمة الأحياء الراقية، ولكن خرج نائب محافظ القاهرة لواء العسكر أيمن عبد التواب، يعلن أن منطقة التجمع الخامس “بنت حرام” وأنه غير مسئول عما حدث فيها، بدعوى أنها خارج نطاق المحافظة إدارياً، مشيراً إلى أنه فى المنطقة الغربية تم التوجيه لكل الأحياء بتوخى الحذر والاستعداد للأحوال الجوية السيئة.

في الوقت الذي لا يعرف فيه سكان التجمع الخامس من هو الأب الشرعي لهذه المدينة بعد أن أعلنت سلطات الانقلاب أنها مدينة “بنت حرام”، وما هي المحافظة التي تقع فيها مدينة التجمع الخامس ضمن نطاقها الجغرافي.

وبالتزامن مع انهيار مدينة التجمع وطريق “القاهرة – العين السخنة” الذي افتتحه السيسي منذ أسبوع تقريبا ، وانهار أول أمس بمياه الأمطار، انهارت باقي مصر بالقروض التي يحصل عليها السيسي في السر والعلن.

فرغم ارتفاع الديون الخارجية لأكثر من مائة مليار دولار، والديون الداخلية لأكثر من أربعة تريليونات جنيه، اقترض السيسي، مع غفلة الانشغال بمدينة التجمع الخامس في يومين فقط 200 مليون دولار من صندوق الكويت، وقرض آخر أمس الخميس من البنك الدولي للإنشاء بمليار و150 مليون دولار، أي ما يوازي 23 مليار جنيه تقريبا.

وأصدر القرار الجمهوري رقم 10 لسنة 2018، نشرته الجريدة الرسمية فى عددها الصادر الخميس لإعلان الموافقة بشكل رسمي.

الاتفاق الذى أقره “السيسي”، يخص قرض تمويل برنامج سياسات التنمية الثالث للدعم المالى والطاقة المستدامة والقدرة التنافسية، بين مصر والبنك الدولى للإنشاء والتعمير، بمبلغ مليار و150 مليون دولار أمريكى، والموقع فى القاهرة بتاريخ 8 ديسمبر 2017، وذلك بعد موافقة برلمان العسكر.

ويزعم نظام السيسي أن الاتفاق يهدف إلى تعزيز قدرة منشآت الأعمال على المنافسة، والتركيز على دعم شبكات الأمان الاجتماعى والنقل والمياه والصرف الصحي فى المناطق الريفية والزراعة والري والإسكان والرعاية الصحية، وتوفير فرص العمل، على الرغم من انهيار إنشاءات السيسي ببضعة أمتار.

قروض2017

وبالإضافة لقرض صندوق النقد الدولي الذي يحصل السيسي من خلاله على 12 مليار دولار مقابل تنفيذ مخطط الصندوق وبرنامج الخراب الاقتصادي برفع الدعم عن الغلابة وتعويم الجنيه، وافق عبد الفتاح السيسي على عدد من اتفاقيات القروض بين مصر وبعض الدول، وشملت الاتفاقات المنشورة بالجريدة الرسمية أكثر من اتفاقية، أبرزهم 10 اتفاقات بقروض منذ بداية عام 2017 فقط وحتى ديسمبر نهاية نفس العام.

ومن بين هذه القروض الموافقة على اتفاق قرض بين مصر وبنك التنمية الأفريقي، بشأن برنامج الحوكمة الاقتصادية ودعم الطاقة – المرحلة الثانية – بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي، والموقع في 19-12-2016، واتفاقية قرض مشروع تطوير مستشفى قصر العيني بين حكومة مصر والصندوق السعودي للتنمية، الموقعة في القاهرة بتاريخ 8 أبريل 2016، بقيمة 450 مليون ريـال سعودي، أي نحو 120 مليون دولار أمريكي، وقرض مشروع توسعة محطة كهرباء غرب القاهرة لتوليد 650 ميجاوات والموقعة في القاهرة بتاريخ 8 أبريل 2016 بين الحكومة والصندوق السعودي للتنمية بمبلغ 375 مليون ريـال سعودي ما يعادل 100 مليون دولار أمريكي ، وذلك مع التحفظ بشرط التصديق، وقرض برنامج التنمية المحلية لمحافظات الصعيد بمصر، بمبلغ 500 مليون دولار، بين البنك الدولي و مصر والموقع بتاريخ 6-10-2016.

كما تم الحصول على قرض صندوق الأوبك للتنمية الدولية “أوفيد” بشأن مشروع الصندوق الاجتماعي للتنمية “المرحلة الثالثة” بقيمة 40 مليون دولار أمريكي، وقرض بقيمة 108 ملايين دولار، بموجب الاتفاقية الموقعة بين الحكومة والصندوق الكويتي للتنمية العربية؛ بهدف تمويل مشروع «محطة جنوب حلوان لتوليد الكهرباء»، وقرض من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بقيمة ثلاثين مليون دينار كويتي، لصالح مشروع الربط الكهربائي بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وقرض من صندوق التعاون للتنمية الاقتصادية بكوريا، لتنفيذ مشروع تطوير نظم إشارات السكة الحديد من نجع حمادي إلى الأقصر وقرض من اليابان بقيمة 18 مليارًا و200 مليون ين ياباني لتنفيذ مشروع توسعة مطار برج العرب الدولي، وقرض الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، للمساهمة في تمويل مشروع الصرف الصحي في المناطق المجاورة لمصرف الرهاوي بمبلغ 45 مليون دينار كويتي.

فضلا عن القروض التي حصل عليها السيسي في 2018 خلال الشهور الماضية، ومنح الخليج التي فاقت الحدود وتخطت الأربعين مليار دولار خلال سنوات الانقلاب الخمسة.

فاشل وقاتل

في غضون ذلك، وصف الكاتب الصحفي وائل قنديل إن الخلاف مع نظام السيسي ليس على الفشل فقط ولكنه على الدماء.

وأضاف خلال مقاله اليوم الجمعة، أن موضوع الخلاف مع عبد الفتاح السيسي تحول إلى أنه رئيس فاشل يقود نظاماً فاشلاً، وتناسى بعضهم أنه قتل شعباً وثورة وصادر حريات ودمر كرامة إنسانية وأهان كبرياء وطن كبير.

وشبه قنديل نظام السيسي في زعمه على القدرة الخارقة على السباحة، كمن يمارس صاحبها العوم في وعاء كبير داخل المنزل، أو في حفرةٍ تمتلئ بمياه الأمطار، في ضرب عشواء بيديه على الماء، حتى يصل إلى لحظةٍ يتخيل معها أنه يعبر المحيط، مشيرا إلى غرق حي التجمع في القاهرة الجديدة في مياه السيول، حيث داهمت المياه المساكن الفاخرة لعلية القوم، وملأت السيارات المحبوسة على طرقٍ تعطلت وتهدمت وتقطعت السبل بالعابرين فيها، فلم يجدوا مغيثاً.

وقال قنديل: “هكذا تحولت أمطار حي الأثرياء إلى القضية المركزية الأولى في مصر، وجرت أنهار من التعليقات والتحليلات والانتقادات، على نحوٍ تجاوز ما كُتِبَ عن كارثة جفاف النيل وخراب الزراعة والاغتيال البطيء لعشرات آلاف من المحبوسين في الزنازين، وتدمير سيناء بالحرب المسعورة على ساكنيها، وإغراق المستقبل في مستنقعات الديون والقروض، والتنازل عن الأرض بالبيع”.

وأضاف أن السيسي، شخصياً، قال أكثر مما قال العائمون في مياه السيول عن كوارث البنية الأساسية، بل أنه سبقهم إلى ذلك مبكراً جداً، حين تحدث عن “شبه الدولة”، وكرر مرات عديدة أنها خرابة، وأنه جاء ليصلح ما أفسده السابقون، مانحاً نفسه وضعية الضحية، ولاعباً على أوتار التحمل والصبر، ومن ثم لم يفوّت فرصة الغرق في الأمطار، ليشارك هو الآخر في المهرجان، مستغلاً الموقف لإطاحة حفنةٍ من القيادات، وتثبيت أخرى مكانها من الأقرب ولاءً والأكثر بطشاً، فاتحاً الطريق للمؤسسة العسكرية، لكي تتوغل أكثر في مفاصل شبه الدولة.

وأكد أن الخلاف مع سلطة عبد الفتاح السيسي لا يتعلق بأدائها البليد المهين لمصر، تاريخا وشعبا، وإنما ينطلق من أن هذه سلطةٌ ولدت سفاحا، لا شرعية أخلاقية، أو سياسية، لها، كونها جاءت سطوًا مسلحًا على أول اختيار ديمقراطي في تاريخ المصريين. وارتكبت جرائم قتل بحق آلاف من البشر، وصادرت حريات عشرات الآلاف الآخرين، ومارست تعذيباً وسحقاً لكرامة الناس، بحجة بناء الدولة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...