36 عاما علي تحرير سيناء.. السيسي يحتفل بطريقته

في الخامس والعشرين من أبريل الجاري؛ تحتفل مصر بمرور 36 عاما علي تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن احتفال هذا العام له وضع مختلف حيث يحتفل السيسي وجيشه بالذكري على طريقته الخاصة، إذ شن حرب موسعة علي سيناء وأهلها دخلت شهرها الثالث تحت عنوان “سيناء 2018”.

وطبقا لتقرير “هيومن رايتس ووتش” الصادر الاثنين، فإن الحملة التي بدأت في التاسع من فبراير الماضي تمثل مأساة إنسانية لأكثر من 420 ألف شخص بشمال ووسط سيناء، حيث فرضت سلطات الانقلاب قيودا صارمة على حركة الأشخاص والسلع في جميع أنحاء المحافظة مما أدى انخفاض حاد في الإمدادات المتاحة من المواد الغذائية، والأدوية، وغاز الطهي، وغيرها من السلع التجارية الأساسية.

ونقلت المنظمة الحقوقية عن شهود عيان حجم المعاملة السيئة التي يتعامل بها الجيش مع السكان، ومنع الغذاء والدواء والاتصالات والتنقل، مما جعل المحافظة الحدودية في عزلة تامة عن العالم.

من جهة أخرى قال الطالب السيناوي أحمد مجدي في شهادته أنه كان في زيارة لأقاربه بالقاهرة؛ وعندما حاول العودة لأهله بمدينة العريش أخبرته سلطات الانقلاب بأنه تم غلق سيناء لبدء العملية العسكرية، موضحا أنه لم يتواصل مع أهله إلا بعد 25 يوما كاملة، ولكنه مازال موجودا في القاهرة لأنه لم يسمح له حتى الآن بدخول المحافظة.

وطرحت الحالة التي تعيشها سيناء العديد من التساؤلات عن أهداف السيسي الحقيقية من الحملة أبرزها مدى تمكن العملية من تحقيق أهدافها بعد 75 يوما على بدايتها، وماذا وراء التهجير والتنكيل بأهالي سيناء؟

الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عادل الحوبي أكد أن العملية العسكرية التي ينفذها السيسي بسيناء لم تحقق نجاحات طبقا للأهداف المعلنة وهي القضاء علي العناصر التكفيرية وخاصة أنصار ولاية سيناء، مشيرا إلي أن العملية الأخيرة التي نفذتها الولاية في عمق الجيش يؤكد أن السجال مازال دائرا بين الطرفين، رغم آلة الحرب الشرهة التي يستخدمها السيسي.

ويؤكد اللواء الحوبي أن العملية لها أهداف أخرى خطيرة منها المتعلق بالجيش ومنها المتعلق بالمواطن السيناوي، والهدف في النهاية هو تهيئة الوضع هناك لصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي وحظيت بموافقة السيسي والسعودية.

ويضيف الخبير العسكري والاستراتيجي أن السيسي كان المسؤول الأول عن سيناء منذ ثورة يناير 2011، بحكم مناصبه المختلفة، وبالتالي هو مسؤول عن خروج سيناء عن السيطرة لتصبح أزمة للجيش وضباطه وجنوده، وتمثل عبئا على الشعب المصري، وبالتالي تتغير العقيدة العسكرية لدى الضباط من الدفاع عن سيناء واجب مقدس؛ إلى أن التخلي عنها هدف حتمي، وأن التضحيات التي قدمها الجيش لعودتها للحضن المصري كان خطأ.

ويؤكد الحوبي أن هذا أخطر ما في العملية وهو خلق حالة من الكره بين الجيش والسيناويين على عكس الماضي، حيث كان الجيش هو المقرب والمحبب لهم عن الشرطة، وفي الإطار نفسه فإن الضغط على أبناء سيناء وتجويعهم وتخوينهم وعزلهم الهدف منه دفعهم للقبول بعمليات التهجير التي سوف تحدث لهم، وفي النهاية يتم تمهيد الأرض والأجواء لصالح صفقة القرن.

بدوره قال أستاذ الجغرافيا السياسية الدكتور هادي عبد الملك أن العمليات العسكرية في سيناء يمكن أن تؤدي لتغيير ديموغرافي بين السكان هناك، نتيجة التهجير القسري والطوعي، إلا أن المشكلة الأساسية هي الطبيعة الخاصة لأبناء القبائل والبدو والذين لن يتقبلوا ذلك بشكل عادي، ولعل أزمة الحكومات المصرية المتعاقبة مع أبناء النوبة بأسوان والذين هُجِرُوا خلال حكم جمال عبد الناصر لإنشاء السد دليل علي ذلك.

ويؤكد عبد الملك أن السيسي يريد إحداث تغيير جيوسياسي في سيناء وهو التغيير الذي لا يسعى للتنمية أو الارتقاء بهذه المنطقة، وإنما يهدف لأمور أخرى  متعلقة بالوضع الإقليمي والدولي، مشيرا إلي أن الواقع لابد أن يفرض كلمته أيضا في هذه المحاولات، لأن التركيبة السكانية لأبناء سيناء وطبيعة النظام القبلي والتسلسل العائلي لهم سيكون عائقا أمام أهداف ترحيلهم، وإلا كانت نجحت هذه المنظومة مع أبناء غزة خلال الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف الأكاديمي المصري أن نظام السيسي خسر كثيرا من هذه العملية، وأصبح هناك تشكيكا في قدرته علي حسم أي مواجهة مع جيوش منظمة بعد فشله مع مجرد جماعات وأفراد مسلحين، وهو ما ينعكس علي أزمة النظام نفسه في سد النهضة، وفكرة الحل العسكري لإنقاذ مصر من العطش.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...