حب الإصلاح ونصرة الدين

( النهوض بالنفس والأسرة والمجتمع )
“ إن أريد الإصلاح مما استطعت وما توفيقي إلا بالله ” من المعلوم أن الله في خلقه سنن لا تتبدل ولا تتغير أن نراعيها ونسايرها لا نصادمها أو نغفل عنها ومن هذه السنن قوله تعالى “ إن الله لا يغير مما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” الرعد 11 فإذا أردنا التخلص من الحال الذي عليه الأمة وأن تعود إليها سيادتها وقوتها وعزتها فلنرجع إليه أولا ثم نصلح أنفسنا أولا كخطوة أولى في وضع أساس البناء وإصلاح الأسرة وبصلاح الأسر يصطلح المجتمع وتتكون القاعدة المبنية للبناء لذا نؤكد هنا على أهمية الإصلاح ودوره وذلك على المنهج الإسلامي المتكامل وذلك عن طريق الأتي :-
1- بيان مفهوم ومنهج الإصلاح من منظور إسلامي والوقوف على حال الأمة الحالي من التفكك والإنحلال الخلقي والوهن والضعف .
2- التأكيد على أهمية إصلاح النفس ودورها في إصلاح المجتمع “ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” وإنه هو المنطلق الأول وذلك عن طريق تقديم النموذج السليم للفرد المسلم والجوانب المختلفة التي تكمل شخصيته الإسلامية ثم نتعرض إلى الوسائل المختلفة الممكنة التي تنقله من الواقع الهابط الساند إلى تلك الصورة المشرقة للفرد المسلم ونؤكد هنا على قاعة ” أصلح نفسك وادع غيرك ” فمن الضروري أن يشعر المدعو بأهمية أن يدعو غيره لإصلاح نفسه .
ومن المعلوم كما ذكرنا ان من أسباب هلاك الامم تركها للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ” وما كان ربك ليهلك القري واهلها مصلحون ” هود 117 فن الدور الفردي في الاصلاح وان كان بسيطا مهم جدا لانه يدفع هلاك الامة ولو من باب الاعذار إلى الله عز وجل .
3- بيان أهمية بناء أسرة مسلمة على المنهج الإسلامي وأهمية أن يكون للمدعو دور مع أسرته وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل مولود يولد على الفطرة وأبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ” فما أحوجنا إلى الأسرة المسلمة القدوة كدعامة قوية في بناء المجتمع إذ أن البيت هو المحضن أو الخلية التي يتربى فيها النشئ ويتشكل فيها تكوينه وإعداده ، فيجب أن يستشعر المدعو مسئوليته وواجبه نحو أسرته “ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ” التحريم 6 وكذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد رعاية الرجل لأهل بيته وأن المرأة راعية في بيت زوجها .
4- توضيح الدور المطلوب من المدعو تجاه إصلاح أسرته وذلك مثل :-
أ‌- بداية أهمية اختيار الزوجة الصالحة كى تتأسس الأسرة على التقوى من أول يوم ” فأظفر بذات الدين تربت يداك ”
ب‌- الإلتزام بحدود الإسلام وآدابه في كل مراحل الحياة في الخطبة وعقد الزواج وإعداد البيت .
ت‌- أن يراعي الله رب الأسرة تربية أبناؤه على المنهج الإسلامي فلا يترك زوجته و بناته دون تربية .
ث‌- أن يعامل زوجته بالحسنى وأن يقوم بوجباته نحوها ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ” الترمذي
ج‌- أن يتحرى الحلال ويبعد عن الحرام في مطعمه ومشربه مع عدم الإسراف في إستهلاك المياه والطعام والكهرباء .
ح‌- أن يراعي صلة الرحم وبر الوالدين والعلاقة الطيبة مع الأقارب والجيران .
5- توضيح أهمية إصلاح المجتمع وأهمية الدور الفردي في إصلاح المجتمع وفضله :-
إن ديننا الإسلام ليس دينا فردياً رهبانياً ولكنه دين حياة شامل ينظم شئون الحياة في المجتمع سياسية واجتماعية واقتصادية فهو لذلك يهتم بالمجتمع وكل ما يتصل به ويحرص على إقامة مجتمع يحقق مبادئ الإسلام ومن الضروري أن يستشعر المدعو أهمية دوره في إصلاح المجتمع وأن يكون له دورا في عملية الإصلاح فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا يكن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت بل وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تتجنبوا إساءتهم ” رواه الترمذي وتوضيح أن القيام بهذا الدور على الأقل من باب الإعذار إلى الله .
6- بيان وتوضيح بعض الأمور العملية البسيطة للمدعو للمشاركة في إصلاح المجتمع :
أ‌- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ” ولتكن منكم أمه يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون “
ب‌- إعلان الفضائل وإظهارها وستر الرذائل وإخفاءها وذلك بنشر الفضيلة والحث عليها .
ت‌- القضاء على الآفات الاجتماعية ( الغيبة والنميمة و الكذب والغش قطيعة الرحم ) .
ث‌- الإتقان في العمل والأمانة والحرص على المصلحة العامة وإيثارها على المصلحة الخاصة .
7- توضيح أهمية التواجد في المناخات الايجابية والتي تساعد على القيام بأدوار عملية وإيجابية لإصلاح المجتمع والأسرة والفرد .
• الوسائل :
1- تناول الموضوع من جانب التأصيل الشرعي وبيان فضل الإصلاح والثواب العظيم .
2- إيجاد أدوار عملية واقعية سهلة تناسب المدعو وتناسب ظروفه وإمكانياته .
3- المشاركة والممارسة العملية معه إن أمكن وخصوصا في الأدوار العملية مع المجتمع .
4- ضرب أمثلة عملية وتجارب واقعية لمجتمعات مسلمة صالحة وأثر ذلك عليها .
5- توجيهه لأعمال جماعية يشارك من خلالها في عملية الإصلاح ( حملات توعية – قوافل دعوية )
• مظاهر النجاح في اكتساب قيمة حب الاصلاح :
1) أن يبادربإصلاح نفسه وتلمس السلبيات ومعالجتها .
2) أن يقتنع باهمية الاهتمام بأسرته ويحرص على تربية أبناءه تربية سليمة على المنهج الإسلامي .
3) أن يكون إيجابياً تجاه المجتمع المحيط به فيبادر بالإصلاح حسب إمكانياته .
4) أن يحرص على المشاركة في الأعمال التباعية التي تعنى بالإصلاح .
5) ان يقتنع بمنهج الإصلاح من منظور إسلامي وأهميته ورده على الشبهات الثارة .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...