أزمة “السد” في طريق مسدود و”مياه” المصريين في خطر

قال د.محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود: إن استمرار أزمة سد النهضة الإثيوبى على مصر له مخاطر كثيرة تشهدها مصر فى المرحلة المقبلة، عقب فشل مفاوضات مصر وإثيوبيا.

وحول تأثير فشل المباحثات على مُزارعى مصر، قال “حافظ” فى مداخلة عبر سكايب من ماليزيا، أمس الجمعة: إن مليون فدان زراعى تستهلك 6 مليارات متر مكعب من المياه سنويا، ستتأثر بنقص المياه، وتؤدي إلى بوار المحاصيل الزراعية وإخراج مصر من منظومة الزراعة دوليا ومحليا.

وأضاف أن “5 ملايين فدان ستحرم من مياه الري، وسوف تعود مصر إلى “السدة الشتوية” بسبب الجفاف الذي بدأ في الظهور في ديسمبر الماضي، من خلال بروز جزر فى قاع النيل، وهو ما سيؤثر بالطبع على آلاف الأسر التى تعيش على الزراعة ورعاية الماشية”.

إهدار حق مصر المائي

بينما ذهب المستشار أحمد سليمان، وزير العدل الأسبق، إلى أن حكومة الانقلاب لا تعتبر سد النهضة “أزمة” أو تهديدًا لها؛ وهذا ما يضع النظام تحت دائرة الاتهام المباشر بالشراكة في إهدار حق مصر المائي.

وقال “سليمان”، فى تصريحات صحفية: إنّ “الصيف المقبل سيشهد أزمة كبرى في المياه؛ فنحن الآن لدينا عجز مائي 42 مليار متر مكعب سنويًا؛ ولذا لا بد من البحث عن بدائل، سواء كان هناك سد النهضة أم لا؛ ولا بد من تنمية موارد المياه المصرية وزيادة كمية المياه الجوفية المكتشفة”.

سببان لتعثر المفاوضات

وفى محاولة فاشلة من العسكر لإبعاد الشبهات عنهم لعدم إتمام المباحثات، زعم اللواء حاتم باشات، مدير جهاز المخابرات الأسبق وعضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب المصري: إنّ المفاوضات الخاصة بـسد النهضة تعثّرت بسبب عدم الاتفاق على البنود الخاصة بملء خزان السد، إضافة إلى أنّ مصر ترغب في أن يكون لها دور في إدارته.

وأضاف، في تصريحات لقناة “آر تي” الروسية أمس الجمعة، أنه ستجرى اتصالات للتوصل إلى اتفاق جديد. متابعًا أنّ الجانب السوداني محايد ولا ينحاز لأي طرف.

فى الإطار ذاته، عدّد الباحث فى الشأن المائى هانى إبراهيم، مجموعة نقاط تؤكد استمرار الأزمة ومنها:
1- من المحتمل أن يرتبط جزء من الخلافات بين مصر وإثيوبيا فى مفاوضات السد بتفسير إثيوبيا لبعض بنود اتفاق المبادئ بصورة لا تتفق مع تفسير مصر.

2- رفض إثيوبيا مسألة الإدارة المشتركة للسد التى نص عليها اتفاق مبادئ الخرطوم فى مبدأ التعاون والملء الأول وإدارة السد، ومبررها يعود إلى “الاتفاق على الخطوط الإرشادية وقواعد التشغيل السنوى لسد النهضة، والتى يجوز لمالك السد ضبطها من وقت لآخر”، وهو ما تعتبره إثيوبيا- حسب تصريحات بعض مسئوليها وخبرائها- مساسًا بسيادة الدولة على أراضيها.

3- مطالبة إثيوبيا ببدء ملء خزان سد النهضة دون انتظار الدراسات، استنادا إلى فقرة تنص على أن الاتفاق على عملية الملء الأول للخزان تستغرق 15 شهرا من بدء العمل فى الدراسات التى بدأت فى سبتمبر 2016.

4- بالإضافة إلى بعض الخلافات الأخرى، التى تتراوح بين رفض إثيوبيا الاعتراف بحصة مصر من مياه النيل خلال عملية إجراء الدراسات؛ حتى لا تعترف بمبدأ حقوق مصر فى مياه النيل من جهة، وحتى لا يتم أي رصد دقيق لحجم الأضرار المتوقع حدوثها على مصر ومنشآتها المائية والقطاع الكهربي المرتبط بها وأراضيها الزراعية من جهة أخرى.

 

بلغ عن جارك.. الحل الأمثل

وبعد الفشل وضياع المياه، وبدلا من محاكمة المسئولين فى حكومة الانقلاب، خرج الإعلامي عمرو أديب، يزف البشرى للمصريين، بأن مصر تشهد فقرًا مائيًا، مشددًا على ضرورة الحفاظ على كل نقطة مياه.

وأضاف أديب، خلال تقديم برنامج “كل يوم”، عبر فضائية “ON E” مؤخرا، “بلغ عن جارك اللي بيضيع المياه، لأنه بيضيع المياه منك أنت كمان”.

وتابع مقدم برنامج “كل يوم”: “المياه المُستخدمة في غسيل السيارات هي مياه شرب، ولهذا فإن الدولة تخسر كثيرًا لأنها تدعم المياه”.

اتفاقية المبادئ

ويرى خبراء أنّ السيسي هو المسئول الأول عن الأزمة التي تواجهها مصر حاليًا؛ بسبب الموقف الإثيوبي بشأن السد؛ بعدما وقّع على «اتفاق المبادئ»، الذي حمل اعترافًا مصريًا رسميًا ببناء السد؛ ما ساعد إثيوبيا على جلب تمويل دولي لاستكمال بنائه بعدما كان هناك رفض للخطوة.

ولم تسلك السلطات المصرية سبيلًا جدّيًا لحل الأزمة؛ بل قررت الاستعانة ببدائل لتعويض مياه النيل، المقرر أن تنخفض حصة مصر منها قريبًا؛ فقال السيسي في تصريحات بثها التلفزيون أثناء افتتاحه مشروعات طرق وإسكان: إنّه يجري حاليًا إنشاء “أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف والتحلية”.

وادّعى “نحن نقوم بما يتعين علينا عمله حتى نتمكن من حل مشكلة محتملة قد تطرأ مع احتمال انخفاض حصة مصر من مياه النيل، أثناء فترة ملء خزان سد النهضة.

ولم يحدد السيسي حجم المحطة أو كمية المياه التي ستوفرها؛ لكنه قال: «ليس ممكنا أن نسمح بمشكلة مياه في مصر. لا بد أن يتم تأمين المياه للكل، وأضاف: لكي نستفيد من المياه بشكل كبير، نقوم بعمل محطة، نحن مدركون (لكل الاحتمالات) وجاهزون» لمواجهتها.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...