” عائلة أديب”.. الذين يأمرون الناس بالتبليغ وينسون أنفسهم

“بلغ عن جارك اللي بيضيع المية.. احنا في خطر”، واصل الإعلاميون الموالون للسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، حملتهم الرامية إلى تحريض المصريين على الإبلاغ عن ذويهم وأقربائهم وأهاليهم وجيرانهم، وارتفع سقف التبليغ من مجرد أن يكون المبلغ عنه معارض للانقلاب العسكري، أو حتى منتم لجماعة الإخوان المسلمين، إلى التبليغ عن الجار الذي يغسل ملابسه أو يستحم أكثر من مرة في الأسبوع، أو يمسح بلاط الشقة، وبدلا من أن يكون صاحب السبق والتحريض الإعلامي أحمد موسى كما تعود المشاهد، حمل الراية هذه المرة الإعلامي عمرو أديب.

وفيما يبدو أنها محاولة من الانقلاب لتحميل المصريين كارثة آثار سد النهضة ومنها شُح المياه، قال الإعلامي عمرو أديب، إن مصر تشهد فقرًا مائيًا، مشددًا على ضرورة الحفاظ على كل نقطة مياه، وأضاف أديب، خلال تقديم برنامج “كل يوم”، المُذاع عبر فضائية “ON E”: “بلغ عن جارك اللي بيضيع المياه، لأنه بيضيع المياه منك أنت كمان”.

وتابع مقدم برنامج “كل يوم”: “المياه المُستخدمة في غسيل السيارات هي مياه شرب ولهذا فإن الدولة تخسر كثيرًا لأنها تدعم المياه”، فيما علقت إحدى الناشطات وتدعى “شهد” بقولها:”طب مش كان الاولي انك تبلغ عن اخوك المتهرب من 16 مليون جنيه ضرايب…يا “….”.

حرامي

اللافت أن عائلة “أديب” الت تتبنى مبادرات للإبلاغ عن رافضي السيسي متورطة في العديد من القضايا التي تستوجب السجن، حيث نصب الشقيق الأكبر “عماد” على مؤسسة الأهرام بمبلغ ضخم، وتقدمت المؤسسة ببلاغ بمكتب الإنتربول الدولي ضد عماد أديب بصفته رئيس مجلس إدارة مجموعة “جود نيوز”، لإصداره شيكات بنكيه لدى المؤسسة تزيد قيمتها على 16 مليون جنيه تبين أن تلك الشيكات مرتدة.

يقول الناشط الحقوقي أسامة رشدي:” عماد أديب فيلسوف الدولة العميقة الفهامة الهارب من السجن في قضايا شيكات للأهرام بقيمة 16 مليون جنيه نهائية..طب ادفع اللي سرقته لدعم الاقتصاد”.

ومن قبل عمرو أديب حثَّ الإعلامي أحمد موسى، القريب من الأجهزة الأمنية، في برنامجه “على مسؤوليتي”، عبر فضائية “صدى البلد”، المواطنين المصريين على الإبلاغ عن كل من يُشبته بانتمائه إلى جماعة الإخوان، بزعم أنها جماعة إرهابية.

هوس المخبرين

وفي واقعة تكشف تحول مصر إلى دولة بوليسية على يد إعلام الانقلاب، وخلال زيارته الأخيرة للقاهرة في شهر نوفمبر 2014، قام آلان جريش، مدير التحرير السابق لجريدة “لوموند ديبلوماتيك”، بمقابلة بعض معارفه المصريين صحفيين وطلبة في مقهى بمنطقة جاردن سيتي.

وأثناء حديثهم الذي تطرق بطبيعة الحال إلى السياسة في مصر، كانت هناك سيدة تجلس على الطاولة المجاورة، و”قد انزعجت بشدة عند سماعها حديثهم”، لكنها لم تكتفِ بالصراخ في الصحفيين واتهامهم بالتآمر على السفيه السيسي، بل وصل بها الانزعاج إلى استدعاء أفراد الأمن الذين يقومون بحراسة السفارة البريطانية بالقرب من المكان للتحقيق في المؤامرة المزعومة، وبعد بضع ساعات انتهت هذه القصة المؤسفة بوضع سلطات الانقلاب في موقف محرج وتقديم اعتذار للصحفي الفرنسي.

كما سجنت مواطنتان دون ذنب بسبب بلاغ من إحدى المخبرات المتطوعات في مترو الأنفاق، بعد أن استمعت إلى شكوى السيدتين البريئتين من ارتفاع الأسعار وظروف المعيشة في ظل الانقلاب، فقامت بالإبلاغ عنهما في أول محطة مترو، ما أدى إلى القبض عليهما ومحاكمتهما في تهمة ابتكرها الانقلاب “الشكوى في المترو”!

وبرأي خبراء في علم النفس؛ فإن تصرف “المواطنة المخبر” كان الشيء المنطقي الوحيد المتوقع بعد الحملة التي شنها الانقلاب وكبرى وسائل الإعلام الموالية له بلا هوادة على مدار 5 أعوام لخلق حالة من الهيستريا الجماعية في ما يتعلق بأمن العسكر.
لقد تطور خطاب التخوين منذ استيلاء الجيش على السلطة في انقلاب يونيو 2013، ليدر بلا توقف عددًا لا حصر له من الروايات التي يتآمر فيها أعداء العسكر وشعبهم بالخارج والداخل، المعروفون وغير المعروفين، من البشر وغير البشر، بشكل مستمر مستهدفين أمن وسلامة العسكر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...