عائلات في سجون الانقلاب تفرقها جدران الزنازين

مع استمرار القمع الذي يديره نظام الانقلاب، كشف تقرير صحفي أن الاعتقال في مصر وصل لحد وضع عائلات بأكملها خلف قضبان الانقلاب العسكري.

وقال التقرير المنشور بمناسبة اعتقال عائلة عبد الله مضر، وزوجته وابنتهما وشقيقها، على موقع “عربي 21” اليوم الأربعاء، إن ملف انتشار اعتقال العائلات خلال حكم رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي أصبح ظاهرة لم تعهدها مصر من قبل.

الشاطر.. اضطاد عائلة

وأشار التقرير إلى اعتقال عائلة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فبالإضافة لاعتقال الوالد خيرت وولديه سعد والحسن، اعتقلت سلطات الانقلاب زوج شقيقته وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان، وثلاثة من أزواج بنات الشاطر وهم أحمد ثروت ومصطفى حسن وأحمد درويش، بالإضافة لملاحقة زوج ابنته الكبرى أيمن عبد الغني الموجود خارج مصر.

وقالت إنه رغم أن الشاطر ونجله الأكبر سعد كانا في عنبر واحد معا بسجن العقرب، ولا يفصلهما عن بعضهما غير جدران الزنازين إلا أنه لم يسمح للابن برؤية الأب طوال أربعة أعوام قضاها سعد في العقرب قبل أن يخلى سبيله بعد براءته في قضية غرفة عمليات رابعة.

صمود “الحداد” و”البلتاجي”

واستعرض التقرير باقي العائلات المعتقلة، ومن بينها عائلة الحداد في سجن العقرب، التي تضم الأب عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية ونجله الأكبر جهاد، حيث يحاكم الأب والابن في قضية واحدة وهي التخابر مع حماس، وكانت جلسات المحاكمة هي الوسيلة الوحيدة للالتقاء ببعضهما رغم أنهما في سجن واحد بل وفي عنبر واحد، ولا يفصلهما عن بعضهما سوى بضعة أمتار معدودة.

ولعل عائلة الدكتور محمد البلتاجي هي الأكثر تحملا لهذه الظاهرة القمعية، بعد اعتقال كل أفرادها بدءا من الأب ونجله أنس الذي حصل مؤخرا على حكمين بالبراءة من محكمة النقض على أحكام سابقة بالسجن 7 سنوات قضى منها 4 سنوات بالفعل.

ولم يلتق البلتاجي بالعقرب بابنه المعتقل بالليمان إلا برسائل بينهما عبر جدران “الحبسخانة” في مقر معهد أمناء الشرطة!

كما انضم لقائمة معتقلي عائلة البلتاجي الابن خالد بالمرحلة الثانوية وقبل أن يكمل شهرين خارج محبسه تم اعتقال شقيقه الأصغر حسام بالمرحلة الإعدادية لعدة أسابيع قبل أن تطلق النيابة سراحه، أما الابن الأكبر عمار فقد سجن قبل اعتقال والده ليترك مصر باحثا عن الحرية خارجها، وحتي زوجة البلتاجي حكم عليها بالسجن 6 لشهر مع وقف التنفيذ بعد تلفيق تهمة الاعتداء علي إحدي موظفات السجن لها خلال زيارة زوجها.

عائلة الرئيس

ودخلت عائلة الرئيس محمد مرسي ضمن القائمة باعتقال نجله الأصغر عبد الله ومحاكمته بتلفيق تهمة حيازة مواد مخدرة، ثم اعتقال نجله الأوسط أسامة الذي تحول من محام يدافع عن والده إلى سجين في نفس زنزانة والده السابقة، لأنه تجرأ بالحديث عن ما يتعرض له والده الرئيس، بالإضافة إلى شقيق الرئيس، وأبناء أشقائه الذين لم يسلموا من الاعتقال.

عائلات صامدة

أما عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع المنصورة وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، عبد الرحمن البر، المعتقل حاليا، فقد اعتقل مؤخرا ابنه محمد وابنته عائشة، وكذلك القيادي بجماعة الإخوان عصام حشيش ونجله عبد الله، والقيادي بالجماعة الإسلامية صفوت عبد الغني وابنه الأكبر الذي اعتقل خلال زيارة والده.

ويعد الداعية الإسلامي صلاح سلطان وابنه محمد من أشهر العائلات، بعد أن هز إضراب محمد عن الطعام لأكثر من عامين المجتمع الدولي، وقد أطلقت السلطات المصرية سراحه بعد تنازله عن الجنسية المصرية.

أما العقيد متقاعد ياسر إبراهيم عرفات وزوجته الطبيبة بسمة رفعت فهما الحالة الأبرز في اعتقال الزوج وزوجته بقضية واحدة، وقد حكم على الزوج بالإعدام والزوجة بالمؤبد في قضية مقتل النائب العام، تاركين خلفهم أربعة أطفال.

ويكون الاعتقال من أجل ممارسة ضغوط على بعض الشخصيات كما حدث مع عائلتي البلتاجي والشاطر، وهو ما كشفه أحد القضاة عندما سأله أحمد ثروت عن سبب اعتقاله، فرد عليه القاضي قائلا: “يكفي أنك نسيب خيرت الشاطر وهذا سبب كاف للاعتقال”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...