شروط المعارضة في انتخابات السيسي.. “غصب عني أرقص”!

مع إزاحة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي لكل عوامل الديمقراطية والتنافس على انتخاباته المسرحية باستبعاد كافة المرشحين، المهددين لنجاحه في هذه المسرحية، لا يتبقى لمعارضيه من فلول الليبراليين والناصريين سوى الدعاء لكي يتنحى عن منصبه في العام 2022، بعد زوال شبه تام للمعارضة في فترة حكم السيسي الأولى.

وبعد أن تم استبعاد المرشحين المحتملين الواحد تلو الآخر، وبقاء المرشح الوحيد الذي سينافس السيسي وهو موسى مصطفى موسى المعروف بموالاته للسيسي، قد دخل السباق في اللحظات الأخيرة، فيما بدا محاولة لإبعاد انطباع حول عودة بالزمن إلى استفتاءات الحكام المستبدين.

وقال السيسي في خطابه يناير الماضي بعد توقيف أحد منافسيه سامي عنان إثر إعلان ترشيحه، “ما حدث منذ سبع أو ثماني سنوات لن يتكرر مجددا في مصر – في إشارة إلى ثورة يناير 2011-، يبدو أنكم لا تعرفونني”. وضحك ساخرا.

لا مؤامرات!

ومع ارتفاع نبرة الاستبداد وحديث العالم عن فاشية عبد الفتاح السيسي في الحكم، التي وصلت لدرجة استبعاد كافة المرشحين من التنافس على انتخاباته الحالية لفترة ولاية ثانية، يرى محمد بهاء أبو شقة، المتحدث الرسمي باسم حملة السيسي بمفرده، إن السيسي لم يصنع مؤامرات لاستبعاد أشخاص بعينها من الترشح لـ(مسرحية الانتخابات).

وانفعل أبو شقة، على طريقة “اللي على رأسه بطحة” خلال لقائه ببرنامج إعلامي الانقلاب أحمد موسى، أمس الأحد، قائلًا: «على المستوى الديني والأخلاقي والإنساني هو أشرف بكثير من استبعاد أحد أو منعه، أخلاقياته وكرامته لا تسمح له بذلك، هذا الذي يجب أن تعرفوه عن هذا الرجل»، في الوقت الذي اعترف فيه السيسي نفسه بأنه لن يسمح لأحد بالترشح في هذه الانتخابات بزعم فسادهم، ليتبقى هو وحده في منافسة أحد المؤيدين له.

وزاد أبو شقة في زعمه، أن الهدف من الأقوال التي تتردد في هذا الشأن هو التشكيك في سلامة العملية الانتخابية بأي شكل، متابعًا: «طالما انتبهنا لذلك لا نخاف لأننا نعرف هدفهم، يقولون إن الإدارة المصرية كانت خائفة من س أو ص أو ع فتم إبعادهم عن العملية الانتخابية، طالما لا يوجد دليل لا بد أن تصمت».

الوطنية الراقصة

من ناحية أخرى، أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل أننا تحولنا مع السيسي من زمن الراقصة الوطنية إلى الوطنية الراقصة، حيث انتقلت مصر إلى حالةٍ من اللوثة القومية على إيقاع الدفوف والموسيقى النحاسية الصاخبة، فيما يشبه حلقات الزار في الثقافة الشعبوية القديمة، تلك التي تستهدف إنهاك الجموع بالرقص العنيف، حتى الغيبوبة، ومن ثم تسهل الهيمنة عليهم.

وقال قنديل خلال مقاله اليوم الاثنين، إننا أمام عملية تخدير على نطاق واسع، تجري بتقنية الرقص على موسيقى زاعقة، تنبعث من أهازيج عسكرية صاخبة، تستحضر العدو خطراً محدقاً بالوطن والمواطنين، ومع تصاعد الإيقاع يسري الخدر في الراقصين والراقصات، إلى أن تأتي لحظة يكون التصويت والهتاف فيها للعساكرالذين يحمون الوطن الافتراضي من الموت، لا لمرشح سياسي ينافس ظله.

ووصف حضور المصوتين أمام كل مقار البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج، لكي يشاركوا في الزار السياسي على أنغام “سيد مغربي دبابة وقالوا إيه علينا”، ليصبح التصويت للجيش والشرطة، اللذين يحلان في شخص عبد الفتاح السيسي، الذي يصير، في تلك اللحظة المعبأة بالهستيريا، هو الجندي المقاتل وطفل الشهيد وتراب الوطن، في الوقت الذي يعلم الذين هتفوا، ورقصوا، أنهم جيئ بهم لكي يقولوا نعم للدبابة، وهي تنافس جنزيرها، الذي أتى به عبد الفتاح السيسي ليكون خصمه الذي صنعه بيده، كي يلتهمه في مشهدٍ يجعل منه الزعيم الأسطورة الذي يستحوذ على تأييد الجميع، ما عدا ما يسمح به من أصوات توضع في جيب الجنزير المنافس.

وتساءل قنديل: “لماذا أرادها السيسي شيئاً يشبه الانتخابات، ولو حتى هزلية، ولم يجعلها استفتاءً، خصوصاً أن أحداً، في الخارج أو الداخل، لا يهتم بهذا العبث من الأساس؟”.

وقال: “ليس صحيحا أن السيسي يريد أن يصٍّدر صورة إلى الخارج، مضمونها أنه منتخبٌ باكتساح، ذلك أن الخارج يدرك تمام الإدراك أنه بصدد شيء من اللامعقول السياسي، ومن ثم يكون الأقرب إلى الواقع أن الجنرال، يريد أن يجدّد تفويضه، ويملأ خزانات قافلة الثلاثين من يونيو بما يكفي من الوقود اللازم، لالتهام ما يبدو له نزعات رفض ومقاطعة ومناوأة لمشروعه الاستئصالي”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...