تذمر في الجيش.. هل تكون مسرحية الرئاسة بداية الإطاحة بالجنرال الدموي؟

كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية -في تقرير موسع لها أمس الأحد- عن “توترات غير مسبوقة” داخل المؤسسة العسكرية المصرية ضد السيسي، قبيل ما وصفها بـ(انتخابات الرئاسة)، مشيرة إلى أنّ العسكريين في الجيش ليسوا كتلة واحدة خلف عبدالفتاح السيسي.

وأكد التقرير أنّه “من المؤكد، في كل الأحوال، أن جمهورية مصر، خلف واجهة الاستقرار القمعية المتطرفة، دخلت، من جديد، في عصر الاضطرابات”.

وينقل التقرير عن الباحث الفرنسي جان بيير فيليو، في مدونته، بصحيفة “لوموند”، أن العسكريين في الجيش المصري بدأوا عرض خلافاتهم بصفة غير مسبوقة، وهو ما يُشير إلى هشاشة رئيس الدولة، وإلى حدة الصراعات من أجل السلطة.

واعتبر الباحث الفرنسي أن “مسرحية” الانتخابات المقبلة، التي كان يتصور أن تكون تكريسا للسيسي، مع إعادة انتخابه المعلن في مارس المقبل، ربما تتحول إلى أزمة مفتوحة خفية، ويعزو ذلك إلى تعاظم روح الطموح نحو المناصب على رأس المؤسسة العسكرية”.

وقال فيليو إن جريمة عنان تتمثل بالتجرؤ على الإعلان عن ترشحه، وهو ما جر عليه الاتهام بأنه يزرع الانقسام بين الجيش والشعب، على الرغم من أن عنان هو الذي ضمن، في فبراير 2011، دخول السيسي إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وقد بدا السيسي، حسب فيليو، “أقل أريحية” تجاه الشخصيات العسكرية السامية، مقارنة بما كانت عليه “جماعة الإخوان المسلمين” في عهد مرسي.

وذكر الباحث أن اعتقال عنان جاء بعد اعتقال العقيد أحمد قنصوة، في نوفمبر الماضي، بتهمة ارتكاب “سلوك مضر بمقتضيات النظام العسكري”، بعدما كان قد قدّم ترشحه للرئاسيات.

 

هل يعاقب السيسي كبار الجنرالات؟

وأضاف الباحث الفرنسي أن ما أطلق عليها انتخابات الرئاسة المصرية “قد أصبحت، على الرغم من طابعها الشكلي، رهانًا مهمًا بما يكفي للسيسي، كي يعاقب، وبصرامة، سابقيه في المؤسسة العسكرية، عنان وشفيق”.

ولفت إلى أن ذلك “يكشف في أسوأ الأحوال انعدامًا عميقًا للأمن من جانب الجنرال الذي يتجنب الظهور العلني مع الجمهور. وهو ما يُفسَّر، رسميًا، بأنه تواضع منه، بينما السبب الأكثر قابلية للتصديق، هو أنه بسبب التهديدات التي ثبتت صحتها على شخصه”.

وتابع بالقول “هذه القصة الرئاسية الطويلة ربما، هي أقل أهمية من التسريحات العنيفة، التي أقدم عليها السيسي، مؤخراً، في المواقع الأكثر استراتيجية في القوات المسلحة”.

ورأى الباحث الفرنسي أن “مراكمة هزائم الجيش المصري في مواجهة الجهاديين في سيناء لن تؤدي سوى إلى زيادة القلق على رأس المؤسسة العسكرية. ولكن الضربات غير المنتظرة في “المسلسل الرئاسي” يمكن أن تؤدي إلى خلافات جدّية، حاصلة بسبب الحصيلة الكارثية للسيسي في ميدان الأمن كما الاقتصاد”.

تذمر في الجيش

وفي سياق متصل وحسب صحيفة “العربي الجديد” فقد أثارت خطوات السيسي الأخيرة امتعاض القوات المسلحة، وكشفت مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية عن “وجود حالة من الغضب الشديد داخل المؤسسة العسكرية، جراء اعتقال رئيس أركان الجيش المصري السابق سامي عنان”.

وذكرت المصادر أن “الغضب لا يتعلق بمسألة منعه من الترشح في مسرحية الانتخابات فقط، ولكن أيضًا التعامل المهين مع قيادي كبير في الجيش، وإيداعه السجن الحربي”.

وأضافت أن “عددًا من القيادات الوسطى تحدثت إلى قيادات عليا في المؤسسة العسكرية بضرورة عدم إدخال المؤسسة العسكرية في دائرة الصراع السياسي”.

وتابعت أن “تلك القيادات رفضت مسألة الزج بعنان في السجن الحربي، باعتبار أن هذه الخطوة تُحدث شقاقًا داخل الجيش في مرحلة حرجة تمر بها مصر”.

ولفتت إلى أن “عنان كان رئيسًا لأركان الجيش، وكل القيادات الحالية في المجلس الأعلى للقوات المسلحة كانت تقدم له التحية العسكرية، وكان مثار احترام وتقدير من الجميع، فكيف يتم إيداعه السجن الحربي والتعامل معه بهذه الطريقة”.

وأكدت أن “تلك القيادات طالبت بالتعامل اللائق مع عنان لأن هذه الخطوة تمثل تقليلاً من صورة المؤسسة العسكرية، التي سيُظهر للعالم أجمع ولدى الشعب المصري، أن اعتقاله جزء من خلافات سياسية، بما يُفقد الثقة بالجيش المصري”.

ولفتت إلى أن “السيسي أقدم على اتخاذ خطوة اعتقال عنان لمنعه من منافسته خلال الانتخابات الرئاسية، وأن بيان المؤسسة العسكرية لاعتقال رئيس الأركان السابق خرج بدون علم كل قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة”.

وحسب المصادر حذرت تلك القيادات، من “فتح قضايا فساد لعنان أو حتى التلميح بهذا الأمر، مثلما فعل السيسي خلال مؤتمر (حكاية وطن) الذي هدد خلاله عنان بصورة مباشرة حينما قال: لن أسمح بوصول فاسد للحكم”.

في السياق ذاته فإن تصريحات السيسي الأخيرة، حول ربْط نفسه بالمؤسسة العسكرية، في إطار الحديث عن مواجهة خصومه، كان لها تأثيرات داخل الجيش المصري. فقد قال السيسي خلال افتتاحه حقل “ظهر” للغاز الطبيعي، إن “من يريد العبث بأمن مصر فعليه تجاوزي أولاً”، وسيقف بحياته أمام محاولات العودة بمصر إلى السنوات السبع الماضية، قبل أن يضيف عبارة (وحياة الجيش). كما خرجت تحذيرات جديدة من قيادات بالجيش، بضرورة عدم الربط بالمؤسسة العسكرية والنظام السياسي، وأنه ليس معنى دعم الدولة أو حتى السيسي، أن يكون ثمة تماهٍ بين الطرفين، بحسب مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية.

وفي وقت سابق، أرسلت قيادات بالجيش تحذيرات مماثلة إلى المجلس الأعلى، لعدم تأثر صورة الجيش المصري بسياسات النظام، فضلاً عن وجود حالة من التململ من توريط الجيش في كل الأزمات والمشاكل.

وقالت المصادر إن “ثمة خطورة شديدة من استدعاء اسم الجيش المصري في كل شيء بهذه الصورة، حتى ما إذا خرجت انتفاضة غضب ستكون موجهة هذه المرة إلى النظام الحالي والجيش، وهي سابقة ستكون خطيرة للغاية”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...