تسريبات “ويكليكس” مفاجآت ومؤامرات السيسي على “مرسي” و”عنان”

سلسلة من التسريبات ظهرت فجأة على موقع “ويكليكس” للتسريبات العالمي، عبارة عن مراسلات مسربة من البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية إبّان عهد أوباما، تفضح تآمر السيسي علي الجيش والرئيس محمد مرسي، وتحاول ان تبريء سامي عنان رئيس الاركان الأسبق والمشير طنطاوي من هجوم رفح الأول الذي كان سببا لإطاحة الرئيس مرسي بهما.

توقيت ظهور التسريبات وجمعها بين إدانة السيسي بتدبير قتل وخطف جنود الجيش في رفح، وتبرئة “عنان”، والتأكيد على قوة شخصية الرئيس محمد مرسي في منصبه بعدما تصور الأمريكان والجيش غير ذلك”، يبدو وكأنه مرتبط بتمثيلية انتخابات الرئاسة 2018 التي أكد قائد الانقلاب أنه لن يسمح لأحد بالفوز فيها أو الاقتراب من كرسي الرئاسة!

ظهور التسريبات في هذا التوقيت، يبدو وكأنه قصف متبادل بين معسكري السيسي وعنان على مصالح جماعتين من العسكر يسعي كل فريق منهما للسيطرة علي الحكم وضمان الا ينقلب الشعب ضد الجيش هذه المرة في ثورة دموية بعد ثورة يناير على الشرطة 2011.

 

السيسي وراء قتل الجنود في سيناء

كشفت مراسلات مسربة من البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية في عهد أوباما، هيلاري كلينتون، أن “السيسي” دبر حادث اختطاف الجنود في عهد الرئيس مرسي عام 2012 لتبرير تدخله في السياسة الداخلية.

وكشفت أن السيسي هو منفذ حادث اختطاف الجنود المصريين في 12 أغسطس 2012، في سبيل سعي التشكيل الجديد للمجلس العسكري والذي كان السيسي فاعلا فيه، إلى الانخراط في السياسة الداخلية المصرية وعودة العسكر للحكم.

وأظهرت المراسلات، سعي الحرس الجديد في المجلس العسكري بقيادة السيسي للانقلاب علي الرئيس مرسي بعد تمثيلية التأييد الشعبي للانقلاب وأن مرسي واجه ضغوطا شديدة من الدولة العميقة ممثلة في الجيش وقضاة الانقلاب.

أيضا نشرت قناة الجزيرة مباشر وثيقة لموقع ويكليكس تكشف دور السيسي في الإطاحة بسامي عنان من رئاسة أركان الجيش إبان حكم الرئيس مرسي وتوفير قنوات اتصال جيدة مع “إسرائيل”، بعدما ظهر عنان وطنطاوي بمظهر المقصرين ما دفع مرسي لعزلهما، بينما كان مدبر الامر هو السيسي حين كان رئيسا للمخابرات الحربية.

وقد تزامنت هذه التسريبات مع قول د. حازم حسني نائب “عنان” على حسابه علي فيس بوك أنه التقي عنان عام 2017 وأن الاخير كشف له ضمنا عن مؤامرات وملفات للسيسي لم تفتح.

وقال “حسني”: “واجهت وآخرون الفريق عنان وقتها بأسئلة حادة عن بعض جوانب الغموض في تاريخ الثورة؛ وقد تبين لي ولآخرين معي أن ما كنا نظنه خريطة الأدوار والمسؤوليات ليست هي الخريطة الحقيقية وإنما فقط ما تم تصديره لنا بخبث شديد؛ بل إن الرجل أبدى استعداده لأن يحاكم، ولأن تفتح كل ملفاته، شرط أن تفتح معها ملفات كل أعضاء المجلس العسكري وأن يحاكموا معه، وساعتها ستظهر الحقائق التي ضاعت في الزحام”.

ويفتح ما كشفه د. حسني الباب امام تساؤلات مهمة مثل: هل يعلن “عنان” أن السيسي هو المسؤول عن كافة الجرائم التي حدثت في فترة المجلس العسكري وهو ما دعاه للتعهد لجنينه بفتح تحقيق في كافة الجرائم بما فيها المتهم فيها عنان بصورة مباشرة؟

 

تورط السيسي

كما يفتح الباب للتساؤل عما إذا كان السيسي متورط في كافة الجرائم التي ارتكبت فيما بعد في سيناء وغيرها والتي ترتب عليها مجازر للقوات المسلحة أو الأهالي في سيناء والتي كان آخرها مسجد الروضة بالعريش الذي راح ضحيته نحو 309 شهيد لأنه يبني شرعيته الوهمية على ما يسميه “محاربة الارهاب” الذي لو توقف لأنتهي مبرر وجوده؟

وأشار الإيميل المسرب إلى أن ما حدث داخل الجيش هو مفتاح لفهم ما حدث مؤخرا حينها، وأثاره على المستقبل، وكان طنطاوي والرجل الثاني سامي عنان، شعبيتهما مشكوك فيها داخل الجيش، ويشير سجل المؤسسة العسكرية إلى رغبتها في البقاء على هامش السياسة المصرية، طالما لم تتدخل تلك السياسة في سياسة الجيش الداخلية، لذلك استمر تدخلهما في السياسة حتى بعد تولي محمد مرسي الرئاسة، إلا أنهما لم يرغبا في الظهور بالصورة، فوفقا للإيميل، المسؤولية تأتي مع السلطة ولأن الجيش لا يريد تحمل المسؤولية فقد بقي يلعب في الخلف.

وكان لدى “طنطاوي” بعض الموالين داخل المجلس العسكري، وليس كلهم، وكان هناك الحرس الجديد داخل القوات المسلحة، والذي أراد أن تحتفظ القوات المسلحة بوضعها قبل 25 يناير 2011 ببعض التعديلات المؤقتة، وبذلك كان هناك انقساما بين الحرس القديم بقيادة طنطاوي والحرس الجديد بقيادة عبد الفتاح السيسي ومحمد العصار.

ووصف الإيميل الوضع داخل الجيش في أول أيام حكم مرسي بأنه أشبه بانقلاب لكن داخل القوات المسلحة، حيث سعى الحرس الجديد المشار إليه إلى إجبار الضباط الأكبر سنا على الخروج من الساحة، ولم يكن الرئيس مرسي يستطيع أن يمارس حينها أي دور عليه.

ويبدو من هذا التسريب أنه محاولة أمريكية للضغط علي السيسي وفي الوقت نفسه محاولة العودة للاعتماد علي الحرس القديم في المجلس العسكري بعدما تولي الحرس الجديد برئاسة السيسي مجازر دموية تخشي واشنطن ان تنتهي بمصر الي ثورة دموية وتفككها علي غرار ما تسرب من دراسات امريكية عديدة الاشهر الماضية.

 

هجوم علي عنان

مقابل هذه التسريبات التي تصب في صالح عنان ضمنا وتتهم السيسي بالخيانة، بدأت لجان السيسي الالكترونية حملتها ضد عنان ببيان موحد بعنوان (ماذا تعرف عن سامي عنان؟)، يقول أنه ولد في عام النكبة والتحق بالقوات المسلحة في عام النكسة، وأنه فاسد وحصل لنفسه علي العديد من قطع الاراضي والفيلات وحصل على 100 فدان في الوادي الفارغ على طريق الاسكندرية الصحراوي مقابل ثمانية آلاف وخمسين جنيها للفدان بالتقسيط المريح، كما عين نجله سامي في منصب عام واصبح له معرض سيارات مرسيدس.

ويزعم البيان الذي يروجه أنصار السيسي أن عنان “اسمه مدرج في كشوف المتهمين في القضية 250 أمن دولة”، وأن السيسي حين قال انه لن يسمح للفاسدين بالوصول لكرسي الحكم كان يقصد “عنان”!

وينتهي بتكرار نفس الاتهام الكاذب الذي يروجه اعلام السيسي عن “تحالف عنان مع الأخوان وبدعم من الأمريكان وقطر وتركيا حتى يعود الإخوان للحكم مرة ثانيه لتنفيذ مخططاتهم (الربيع العربي) في المنطقة والتي أجهضتها ثورة 30 يونيو”، بحسب البيان!

#السيسي_الطرف_الثالث

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...