مصر.. صراع بين الأزهر والحكومة على أحقية الظهور بالفضائيات

اشتعلت جولة جديدة من الصراع بين الأزهر الشريف ونظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بعد إصدار الأزهر قائمة تضم 50 عالما دينيا، مسموح لهم بالظهور الإعلامي والتصدي لمجال الفتوى.

وضمت القائمة ثلاثة مفتين سابقين للديار المصرية وعلماء رشحهم الأزهر ودار الإفتاء، لكن القائمة خلت من أسماء عدد من الشيوخ المقربين من النظام على رأسهم المستشار الديني لرئيس الجمهورية أسامة الأزهري، فضلا عن عدم ضم أي من قيادات وزارة الأوقاف بمن فيهم وزير الأوقاف نفسه محمد مختار جمعة.

وفي هذا السياق، أكد وكيل الأزهر الشريف الشيخ عباس شومان أن الأزهر ليس جهة منع، مشيرا إلى أن قائمة الشيوخ المسموح لهم بالإفتاء والظهور على الشاشة جاءت بناء على طلب من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

وأوضح شومان، في تصريحات صحفية، أن الأزهر سيكون مسؤولا فقط عن قائمة الخمسين، وسيتم محاسبة أي شخص منهم يخطئ على الهواء، مضيفا: هذه القائمة تعد قائمة أولية وستلحقها قوائم أخرى يصدرها الأزهر قريبا.

وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد، خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي، أن المجلس سيطلب من كل أجهزة الإعلام الالتزام بالقوائم التي حددها الأزهر، موضحا أن هذه القائمة مؤقتة لحين إصدار قانون تنظيم الفتوى الذي يناقشه مجلس النواب حاليا.

قائمة مضادة

وبعد يوم واحد من صدور قائمة الأزهر، سارع وزير الأوقاف إلى زيارة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وقدم له قائمتين، الأولى لعلماء مخول لهم الظهور بالبرامج الدينية العامة والإفتاء والثانية للمرشحين للبرامج الدينية العامة، وتضمان 145 عالما معظمهم من الذين استبعدهم الأزهر من قائمته بالإضافة إلى قيادات الوزارة”.

وأكد وزير الأوقاف أنه لا توجد مشكلة في تقديم قوائم متعددة، مشيرا إلى أن كل مؤسسة دينية ستكون مسؤولة عن الأسماء التي ترشحها.

فيما قال وكيل وزارة الأوقاف عبد الغني هندي، إن الهدف من قائمة الوزارة هو إحداث نوع من التوازن مع قائمة الأزهر، مؤكدا أنه من غير المعقول ألا تضم قائمة الأزهر أي من علماء الأوقاف.

حرب مستمرة

وتعليقا على هذه الخطوة أكد العالم الأزهري سيف رجب أن الأزهر فقط هو المنوط فقط بوضع هذه القوائم، باعتباره الجهة الوحيدة المسؤولة عن اختيار العلماء والشيوخ الذين يظهرون على القنوات الفضائية ويفسرون للناس دينهم.

وأوضح رجب، أن ما يفعله الأزهر مؤخرا يأتي في إطار سلسلة من الإجراءات التي أعلن عنها لتجديد الخطاب الديني، وكان من بينها إقامة أكشاك الفتاوى في محطات مترو الأنفاق، وتنظيم قوافل دعوية تزور المواطنين في أماكن أعمالهم  وفي النوادي والمقاهي، مؤكدا أن دور الأزهر الشريف لا يستطيع أحد إنكاره أو تجاهله.

وحول الخلافات مع النظام وخاصة وزارة الأوقاف، قال رجب إن هذه الحرب مستمرة منذ تولي وزير الأوقاف الحالي مختار جمعة عمله قبل أكثر من أربع سنوات، متهما الوزير بأنه يريد لنفسه دورا أكبر من الدور الحالي، على الرغم من أن من رشحه لتولي منصبه هذا هو شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب.

وأضاف أنه على الرغم من أن وزارة الأوقاف دورها إداري فقط وتتبع الحكومة في قراراتها ومن المفترض أن تكون جهة تنسيق بين علماء الدين الإسلامي والحكومة، إلا أن الوزير مختار جمعة يحاول أن يزيح شيخ الأزهر من منصبه والاستيلاء عليه، مشددا على أن مؤسسة الأزهر ستظل باقية والدولة تعترف بوجودها وقراراتها حتى لو كان هناك صراع مع وزارة الأوقاف..

البحث عن دور

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل إن الأزهر الشريف هو الجهة التي لها صلاحية وضع قائمة بالشيوخ الذين يظهرون على القنوات الفضائية؛ لأن الأزهر هو المؤهل للتصدي لمثل هذه الأمور التي تتم بعد دراسات وافية من مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء.

وأضاف كامل، أن وزير الأوقاف ليس من دوره إرسال قائمة أخرى من الشيوخ لينافس الأزهر، لافتا إلى أن الوزير هو رجل تنفيذي ينفذ ما يطلب منه منذ أن تولى منصبه ويؤيد السلطة على طول الخط.

وتابع: أعتقد أن وزير الأوقاف ببحث لنفسه عن دور ويبحث عن تحقيق شو إعلامي من أجل الشهرة فقط، فلا يوجد موضوع سواء كان دينيا أو سياسيا أو حتى اقتصاديا إلا أقحم نفسه فيه وهذا خطأ كبير منه يسبب العديد من المشكلات للنظام، مؤكدا أن الوزير يجب أن يتحلى بشيء من الاستقلالية على الأقل في الأمور الدينية.

وحول استبعاد الأزهر لبعض الشيوخ المقربين من النظام وعلى رأسهم مستشار الرئيس للشؤون الدينية الشيخ أسامة الأزهري، استبعد أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل وجود خصومة بين الأزهر وبين الشيخ أسامة الأزهري، مشيرا إلى أن الأزهري هو من علماء الحديث في الأزهر الشريف، وله مكانة وسط العلماء على الرغم من صغر سنه.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...