لهذه الأسباب.. “علشان تبنيها” فضيحة جديدة لمصر أمام العالم

بعد أسبوع واحد على فضيحة سقوط مرشحة العسكر مشيرة خطاب في انتخابات اليونسكو أمام المرشح القطري، الذي تفوق في كل مراحل الانتخابات، قبل أن تُظهر خارجية العسكر خيانتها وانحيازها لمرشحة فرنسا اليهودية من أصول مغربية أودريه أوزلاي، يفاجئ نظام العسكر العالم بفضيحة جديدة من العيار الثقيل أيضا، تتمثل في إطلاق حملة “علشان تبنيها” لدعم ترشح الجنرال الدموي عبد الفتاح السيسي لدورة ثانية في مسرحية الرئاسة منتصف 2018م.

وعلى غرار حملة “تمرد” المخابراتية، التي دعّمتها قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات وإسرائيل؛ للانقلاب على أول رئيس منتخب، انطلقت حملة “علشان تبنيها”، في 25 سبتمبر الماضي، وشهدت زخمًا كبيرًا خلال اليومين الماضيين، بعد افتتاح 130 مقرًا لها بمعظم المحافظات المصرية، وسط دعم حكومي واسع ورعاية من جانب المحافظين، وتوقيع عدد من الممثلين والممثلات على استمارتها، منهم حسين فهمي وحسن يوسف وسميرة أحمد وطارق لطفي وباسم مرسي وآخرون.

وبحسب مراقبين، فإن الفكرة عبثية ولا تكاد تُصدق في أي مجتمع ديمقراطي، فالسيسي سوف يترشح ولا أحد يفكر مجرد التفكير في الترشح أمامه؛ لسيطرته الكاملة على مؤسسات الدولة الأمنية والحكومية؛ إذا لماذا يريد أن يظهر وجود رأي عام كبير يدعمه للترشح؟ هل هذه رسالة للشعب نفسه أم رسالة لآخرين داخل مصر وخارجها؟.

فالمؤكد أن السيسي بات بلا شعبية تذكر إلا في أوساط الممثلين والممثلات وبعض لاعبي الكرة وموظفي الحكومة المُكرهين على دعمه.

6 جهات ترعى الحملة

وذكرت صفحة Trendinalia Egypt على موقع تويتر، وهي صفحة تعرف نفسها كموقع مختص بكل ما يتعلق بآخر تريند عن مصر، سواء على تويتر أو جوجل، بأن 6 جهات تقف وراء تصدر هاشتاج حملة #علشان تبنيها في مصر، منها 3 جهات صحفية معروفة بموالاتها للدولة والمؤسسة العسكرية، حسب الصفحة.

ويضيف الموقع أن الثلاث مؤسسات الصحفية الداعمة للحملة هي: اليوم السابع وصدى البلد والفجر، وهي التي وقفت وراء تحول هاشتاج “علشان تبنيها” إلى تريند على موقع تويتر.

قيادات الحملة

وبحسب موقع “نُون بوست”، فإن أبرز ثلاثة أسماء تقود الحملة هي: الأول “أحمد الخطيب”، مؤسس الحملة، والذي أكد في البداية أنها حملة شعبية خالصة، إلا أن الجميع فوجئ على صفحتها على الفيسبوك بحجم التأييد الواسع والإنفاق الواضح، سواء في فتح مقارّ لها أو صلاحيات الوصول إلى العديد من الأماكن التي من الصعب أن يصل إليها المواطن العادي دون تنسيق مسبق.

والخطيب يعمل مدرسا مساعدا للعلوم السياسية في المعهد العالي للاقتصاد والعلوم السياسية، كما أنه باحث سياسي بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز إماراتي تابع لمؤسسة دار “الخليج” للصحافة والطباعة والنشر.

والثاني هو اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، وهو مدير الاستخبارات الحربية السابق.

والثالث هو أحمد أبو هشيمة، رجل الأعمال وصاحب الكيانات الإعلامية التي تبنت الحملة منذ ولادتها، حيث انطلقت الدعوة الأولى لتدشين “علشان تبنيها” من صحيفة “اليوم السابع” المملوكة له.

استياء واسع وانتقادات

ورغم الزفة الإعلامية الممنهجة لصنع زخم حول الحملة والمبالغة في تحركاتها وأرقامها كما حدث تماما مع “تمرد”؛ كتب الفنان الشاب أحمد السعدني، نجل النجم الكبير صلاح السعدني، عبر صفحته على تويتر: “ترددت كثيرا قبل ما أكتب، بصراحة كنت خايف بس مش قادر أفهم إيه حملة عشان تبنيها دي مهو كده كده حيرشح نفسه، واللي عايزه كان يروح ينتخب من سكات، مش فاهم هو إحنا لازم نطبل وخلاص حتى من غير ميتطلب مننا، مبنتعلمش من اللي فات، ولو يا ريس أنت مصدق يبقى مفيش فايدة أقولك على حاجة تفكرك (اخترناه وبايعناه بس كده)، في إشارة إلى حفلات النفاق للرئيس الأسبق حسني مبارك الذي ثار عليه الشعب.

وعلَّقت الكاتبة غادة شريف، في مقال لها في “المصري اليوم”، على مجسم الماسة بفندق الماسة التابع للقوات المسلحة المصرية، الذي افتتحه السيسي بالعاصمة الجديدة قائلة: “أذهلنى القبح وانعدام الرؤية!”.

وعلَّق الاقتصادي المصري الشهير هاني توفيق، محذرا من أن الدَّيْن الداخلي يتعدى الآن 3800 مليار جنيه، متسائلا: ماذا يفعل كلّ من البنك المركزي والحكومة عندما تستحق أقساط هذه القروض (الفوائد فقط 400 مليار جنيه هذا العام، تلتهم 40%‏ من موازنة الدولة).

فضيحة وابتزاز سياسي

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة المصريون، أن هذه الحملة تمثل نوعا من الإكراه السياسي أو الابتزاز؛ لأنه من المفهوم أن الموظف أو المواطن أو الفنان أو اللاعب أو رجل الأعمال الذي يرفض التوقيع عليها ستوضع عليه علامة استفهام، وقد يتعرض للتنكيل من قياداته أو حتى يتم تلفيق تهم بانتمائه للإخوان أو أي جهة أخرى تخضع للمساءلة القانونية.

ويضيف في مقاله اليوم بعنوان «استمارات “علشان تبنيها” ابتزاز سياسي»: «في غير العالم “المتحضر”، يمكن أن تجد هذه الموجات “النفاقية” التي تجعل من الحاكم متفضلا على الناس ومجاملا لهم، بأن يقبل سيادته أن يكون رئيسا عليهم أو أن يخوض الانتخابات لكي يبقى على كرسي الحكم، هذا عار إنساني، وفضيحة للوطن أمام العالم، وإذلال لشعب مصر بكامله، وتحقير للدولة، وصناعة نمط من “الألوهية” الكاذبة على البشر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...