آخرهم “عاكف”.. 4 مرشدين للإخوان لقوا ربهم يوم الجمعة!

هل هي صدفة أن تصعد روح الأستاذ محمد مهدي عاكف، الملقب بـ”شيخ المجاهدين”، ليلة الجمعة، ويسبقه إلى هذا الفضل المرشدون السابقون محمد حامد أبو النصر، والأستاذ مصطفى مشهور، والأستاذ مأمون الهضيبي، عليهم رحمة الله جميعًا؟!.

ويرى بعض الدعاة أن الموت يوم الجمعة أو ليلتها يُعدُّ من علامات حُسن الخَاتمة؛ حيث يأمَن المُتَوفى فيها من فِتنة القَبر، كما أنّ جهنم تسجر- أي تتوقّد- كل يوم من أيام الأسبوع، إلّا في يوم الجمعة؛ تشريفا لهذا اليوم العظيم.

وتوفي محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، في مستشفى قصر العيني بالقاهرة، حيث كان يقضي فترة حبس على ذمة قضايا لفّقتها له سلطات الانقلاب.

تاريخ

ولد شيخ المجاهدين عام 1928، بالتزامن مع ميلاد جماعته الأبرز في التاريخ المصري، وهي جماعة الإخوان المسلمين، وعاش محنتين في ستينيات القرن الماضي، نجا فيهما من مشنقة الإعدام وقتها، لكن السجن أكل من عمره 20 عاما، قبل أن يفارق الحياة مساء أمس الجمعة.

انخرط مهدي عاكف في الحركة الطلابية المقاومة للاحتلال الإنجليزي لمصر، وامتدت في السبعينيات في عدد من دول العالم.

ثم عاد إلى مصر عام 1986، وفي العام التالي صعد سلم البرلمان نائبا عن الإخوان، وتسلّم مكتب الإرشاد (أعلى هيئة تنفيذية)، ثم أصبح مسئولا عن التنظيم العالمي للجماعة، وبعدها جرت محاكمته عسكريا على هذا التوصيف، في 1995.

خرج عاكف كبير السن من سجنه في عهد المخلوع مبارك، ليصبح أحد الوجوه التي تولت منصب المرشد العام للجماعة، ورفض التجديد له، في سابقة هي الأولى بتاريخ الإخوان، وصاحبت فترة ولايته إطلاق مبادرة سياسية، عام 2005، المعروفة باسم “الإصلاح”.

رحيل الفرسان

رحل مهدي عاكف في سجنه رحيل الفرسان، ولم يحنِ رأسه لكلاب الانقلاب، ولم يشهد شهادة الزّور في زمن الظّلم والظّلمات.

رحل الرّجل الّذي كان ممّن يعدّون لعمليات الجهاد في فلسطين، وممّن أشرفوا على معسكرات الجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، ولم يقتله الصّهاينة ولا الإنجليز، ولكن قتلته مصر.

رحل مهدي عاكف، مرشد الإخوان وسجين كلّ العصور، الرجل الذي سجنه الملك فاروق، وعبد الناصر والسادات ومبارك والسيسي.

رحل الرّجل الذي لم يرحم المجرمون شيبته، وظلّ حتّى آخر أيّامه يعاني من الإهمال داخل السّجن، رحل مهدي عاكف الّذي عاش حرّا في السّجون، بينما يعيش قاتله عبدا ذليلا مهينا في القصور، طوبى لرجل يموت على ما مات عليه، وعند الله تجتمع الخصوم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...