بعد “عاكف” و”الشرقاوي”.. القتل الممنهج للقيادات مخطط السيسي لاستئصال “الإخوان”

أثارت وفاة فضيلة الأستاذ محد مهدي عاكف، المرشد العام السابق بجماعة الإخوان المسلمين والبرلماني السابق، غضبا واسعا بين المصريين، ضد الإنقلاب الذي لم يرحم شيبته وسنه 89 عاما، واتهموا “داخلية الانقلاب بالقتل العمد، وذلك بعد تباطؤ نقله للمستشفى بعدما تغلغل السرطان بجسده، فضلا عن أن يكون مستشفى متخصص مجهز لإنقاذ حياته، إضافة لإصابته لضعف الرعاية بكسور في عظام قدميه وإحدى يديه، وتفاقم الأمراض عليه بسبب منع دخول الدواء.
قتل ممنهج
وتوثق النظمات الحقوقية أكثر من 900 حالة إهمال طبي بسجون عبد الفتاح السيسي توفي منها 150 مسجونا، وقبل أقل من شهر وبسبب الإهمال الطبي الممنهج كوسيلة “السيسي” لتصفية قيادات الإخوان في السجون، فقد توفي عضو مكتب الارشاد في جماعة الإخوان المسلمين، المهندس عبد العظيم الشرقاوي، داخل المستشفى العام في بني سويف، 26 أغسطس، بعد احتجازه 6 أيام داخل قسم العناية المركزة في المستشفى إثر تدهور حالته الصحية داخل سجن بني سويف.
وقال بيان للإخوان عن وفاة الشرقاوي أنه توفي “بعد رحلة قاسية من الإهمال الطبي ومنع العلاج والدواء، وعاش فترة طويلة في سجن انفرادي شديد الحراسة – كغيره من قادة الجماعة وشبابها – يقاسي الموت البطيء، ولم تتحرك للمجرمين أي مشاعر إنسانية بل ازدادت تبلدًا وقسوة حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها”.
وأكد حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تغريدات له، أن “منع العلاج عن المعتقلين السياسيين جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار”، وأشار إلى أن “أبسط أنواع الحقوق للمعتقلين تسلبها منهم إدارة السجون المصرية”.
أبرز القيادات
ومن أبرز قيادات الإخوان الذين توفوا داخل سجون المصرية منذ الإنقلاب على الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013، طارق الغندور، القيادي في حزب الحرية والعدالة وأستاذ الطب بجامعة عين شمس، وتوفي في نوفمبر2014، بعدما تعرض في سجنه لنزيف حاد استمر 8 ساعات بلا مغيث، حسب ما أكد شقيقه أسعد الغندور في أحد اللقاءات الإعلامية.
وقال أسعد إن شقيقه ظل ينزف ثماني ساعات وهو مكبل اليدين، وبعد النزيف الحاد زاره الطبيب المناوب بعد طلوع النهار، رغم أن هذا الطبيب موجود ليلا وطوال فترة النزيف، لكن لم يمر عليه إلا بعد أن تأكد أنه توفي إكلينيكيا وانخفض الهيموجلوبين من 11 إلى 3.5، أي إنه توفي تماما بحسب التقارير التي حصلت عليها العائلة.
اغتيال فريد
وحتى 2015 كان د.فريد إسماعيل، 58عاما، القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذي وافته المنية داخل مستشفى سجن العقرب في منطقة سجون طرة في 13 مايو، فهو ثاني أشهر قيادات الإخوان الذين توفوا داخل السجون.
ورفضت سلطات السجن نقل “إسماعيل” إلى مستشفى خارج المكان لتلقي العلاج، رغم إصابته بمضاعفات مرض السكري و”فيروس سي”، وحجزه انفرادياً لعدة أشهر ، ومنع الدواء عنه، مما تسبب في دخوله غيبوبة كبدية، ونزيف، وجلطة بالمخ، ثم وفاته في 13 مايو الماضي.
ورغم بيان وزارة الداخلية الذي أكد وفاة د. إسماعيل بعد إصابته بغيبوبة كبدية، فإن زوجته أكدت أن حالته الصحية كانت جيدة جدًّا، حيث تناول 24 حقنة من عقار “الإنترفيرون” المعالج لفيروس “سي”، وهو ما يعني تحسن حالته الصحية.
وأكدت أنه أجرى أشعة في مستشفى القصر العيني خلال فترة مكثه فيها الأيام القليلة قبل وفاته، والتي كشفت أنها الكبد سليم وأنه لم يعان من أية أمراض سوى الجفاف، متسائلة عن سبب التدهور السريع لصحته خلال الفترة الأخيرة.
موجة وفيات
وسجلت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان وفاة 95 معتقلاً في زنازين أقسام الشرطة خلال 2014، بزيادة 40% عن العام الذي يسبقه، وذلك في تقرير لها صدر في يناير 2015 بعنوان “مصر.. موجة من الوفيات داخل السجون”.
وقالت المنظمة إن المعتقلين يتعرضون للضرب حتي الموت في زنازين الشرطة والسجون المكتظة بشدة، بخلاف حالات وفاة أخرى لمعتقلين لديهم أمراض القلب، والسرطان، أو أمراض أخرى، وتم رفض علاجهم، وسط تردي الخدمات الصحية داخل السجون.
وكانت وفاة الدكتور صفوت خليل، القيادي الإخواني في محافظة الدقهلية، أولى حالات الوفيات داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي؛ حيث توفي في سبتمبر 2013 بسجن المنصورة العمومي بسبب الإهمال الصحي والتعنت في استمرار حبسه رغم إصابته بمرض السرطان، ورفضت إدارة السجن السماح له بتلقي العلاج؛ ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.
الأمر نفسه تكرر مع المعتقل أبو بكر القاضي، 46 سنة، الذي توفي في سجن قنا في نوفمبر الماضي، بعدما رفضت إدارة السجن معالجته من مرض السرطان، كما رفضت وزارة الداخلية الإفراج الصحي عنه.
كما توفي محمود عبد الرحمن المهدي 51 سنة والموظف الحكومي، أثناء الاحتجاز بمستشفى السويس العام يوم 3 نوفمبر، بعد احتجازه طوال شهور في زنزانة سجن مكتظة، ومعاناته من نوبات قلبية.
وتوفي عبد الرحمن الرزاحي، القيادي بجماعة الإخوان من محافظة أسيوط، في أكتوبر 2013، في سجن طره في القاهرة، وذلك بعدما طلب خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحتجز مع الرزاحي، من إدارة السجن السماح بعرض الرزاحي على طبيب، لكن المأمور رفض، بحسب شهادة زوجته.
بعدها بأيام في 25 مايو 2015، توفي النائب الإخواني السابق محمد الفلاحجي في سجن جمصة العمومي، نتيجة ما وصفته الأوساط الإخوانية بالإهمال الطبي في السجن.
وكانت حالة الفلاحجي الصحية تدهورت ليتم نقله للمستشفى مرتين في مارس وإبريل من عام 2015، لكن أسرته أشارت إلى أنه لم يتلق العناية الصحية اللازمة وشككت في أن نقله لم يكن بغرض العلاج.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...