«5» أسباب وراء حملة الاعتقالات لعلماء ودعاة السعودية

واصلت السلطات السعودية، حملة الاعتقالات التي بدأتها الأحد الماضي 10 سبتمبر 2017م، التي طالت عددا من العلماء والدعاة البارزين من تيار الصحوة الإسلامية، إضافة إلى عدد من المفكرين وخبراء الاقتصاد.

وحسب مراقبين فإن الحملة تأتي في سياق ترتيبات نقل السلطة وسط تكهنات بتنازل الملك سلمان عن العرش لابنه وولي العهد محمد بن سلمان.

الحملة التي بدأت الأحد الماضي، تتواصل بوتيرة متسارعة من قبل جهاز أمن الدولة، التابع مباشرة لولي العهد محمد بن سلمان.

واعتقلت السلطات السعودية على مدى ثلاثة أيام، كلاً من الداعية سلمان العودة، وعوض القرني، والدكتور مصطفى الحسن، والدكتور عبد العزيز بن عبد اللطيف، والداعية في الحرس الوطني السعودي، غرم البيشي، والأكاديمي محمد الهبدان، والمفكر السياسي التنويري، عبدالله المالكي، والإعلامي الإسلامي، فهد السنيدي، والمحلل الاقتصادي الشهير، عصام الزامل، وعضوات في هيئات التدريس في الجامعات السعودية، أبرزهن رقية المحارب ونوال العيد، وغيرهم.

وقالت مصادر حقوقية وسياسية سعودية إن عدد المعتقلين قد وصل حتى الآن إلى 150 معتقلاً، وهو مرشح للازدياد في ظل صدور أوامر بالقبض على محمد العريفي وصالح المغامسي ومحمد البراك.

ولم تقتصر الاعتقالات على الإسلاميين السياسيين فحسب، بل شملت الأمير عبدالعزيز بن فهد، ابن الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، والشاعر المقرب من النظام زياد بن حجاب بن نحيت، ابن أمير قبيلة حرب إحدى أكبر قبائل المملكة عددًا.

كما اعتقلت السلطات المفكر الإسلامي المقرب من الطائفة الشيعية حسن فرحان المالكي، الذي سبق له أن أيّد السياسات السعودية ضد قطر. واعتقلت خالد العودة، شقيق الدكتور سلمان العودة، بسبب حديثه عن اعتقال شقيقه.

“5” أسباب وراء الحملة
وحسب خبراء ومراقبين فإن هناك “5” أسباب وراء الحملة التي شنها ابن سلمان على العلماء والدعاة والمشاهير.

أول هذه الأسباب هو القضاء على أي معارضة محتملة للسلطة الحاكمة، وسط توقعات بنية الملك سلمان بن عبدالعزيز التنازل عن الحكم لابنه الأمير محمد بن سلمان.

وتكشفت توجهات العاهل السعودي سلمان بنقل السلطة لابنه محمد من خلال استحداث منصب ولي ولي العهد، الذي تولاه نجله محمد، ثم تم الإطاحة بعد ذلك بولي العهد محمد بن نايف وتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد مع إلغاء منصب ولي ولي العهد!

وفعليا يتولي ابن سلمان إدارة المملكة والدليل على ذلك أن الرئيس الأمريكي ترامب عندما أراد التوسط لحل أزمة حصار قطر، ضغط لإجراء اتصال بين الأمير تميم بن حمد من جهة ومحمد بن سلمان كممثل للسعودية وليس الملك سلمان.

وثاني الأسباب هو توجهات نظام الحكم السعودي نحو التخلي عن التظاهر بحكم الشريعة، على الرغم من أن ذلك هو المشروعية الوحيدة لنظام الحكم، والانطلاق بسرعة نحو علمانية الدولة والمجتمع، وبذلك تتلاشى مشروعية حكم الأسرة الحاكمة ولا يتبقى سوى مشروعية القوة والإكراه بعيدا عن التستر وراء “الشريعة” كمسوغ للحكم.

يعزز من ذلك تصريحات السفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة حول العلمانية، التي لم يصدر تصريح رسمي واحد من السعودية يعلن رفضها وعدم القبول بها، حيث قال العتيبة:

“إذا طرحت سؤالاً على الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والأردن، ومصر، والبحرين، عن الشكل الذي يرغبون في أن يُصبح عليه الشرق الأوسط خلال 10 سنوات، لعارضوا الرؤية التي تتبناها دولة قطر”.

وأضاف: “إن هذه الدول تسعى لإيجاد حكومات علمانية تتمتع بالقوة والاستقرار والرفاهية”.

وثالث الأسباب هو ردع أي تعاطف شعبي مع الشقيقة قطر، وإكراه السعوديين على تبني وجهة النظر الرسمية الرامية إلى شيطنة قطر باعتبارها عدوا لا شقيقا، على الرغم من أن ذلك يتزامن مع تقارب واضح من جانب نظام الحكم السعودي مع العدو الإسرائيلي آخره الزيارة السرية التي قام بها ابن سلمان لتل أبيب وهو ما كشتفه وسائل إعلام العبرية ولم تنفه السلطات السعودية.

كما أن الاتهامات التي وجهت للعلماء والدعاة المعتقلين هو الصمت حيال الأزمة مع قطر وعدم تبني الموقف الرسمي.

رابع الأسباب هو عداء نظام الحكم الجديد الذي يقوده ابن سلمان وأبوه والذي يتجه بسرعة الصاروخ نحو العلمانية وعداء لكل ما هو إسلامي، إلا ما كان تسترًا لاكتساب مشروعية أو استخدام الشريعة كسلعة يتاجرون بها لخداع الشعب وكمسوغ لمشروعية نظام الحكم.

يعزز من ذلك تخلي نظام الحكم عن قيم إسلامية أصيلة؛ منها الحريات والعدل والشفافية والمساواة أمام القانون، وحق الشعب في اختيار حكامه، كل هذه قيم إسلامية أصيلة لا وجود لها في نظام الحكم السعودي.

وتشير وكالة رويترز للأنباء إلى أن أسرة “آل سعود” الحاكمة دائما ما تنظر إلى الجماعات الإسلامية على أنها أكبر تهديد لحكمها، في بلد لا يمكن فيه التهوين من شأن المشاعر الدينية.

ونقلت الوكالة عن مصدر سعودي قوله إن “المشتبه بهم متهمون بأنشطة تجسس والاتصال بكيانات خارجية منها جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها المملكة باعتبارها جماعة إرهابية، مضيفا أن المجموعة متهمة أيضا بالاتصال وتلقي تمويل ودعم آخر من دولتين (لم يسمهما) بهدف الإضرار بالسعودية وزعزعة أمنها ووحدتها الوطنية، تمهيدا للإطاحة بالنظام لصالح جماعة الإخوان”.

خامس الأسباب هو ذريعة ما يسمى بحراك 15 سبتمبر، وهي دعوة نشطاء سعوديين معارضين في المنفى، إلى احتجاجات يوم الجمعة لتحفيز المعارضة للأسرة الحاكمة، فيما عرف باسم حراك 15 سبتمبر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...