بثبات معهود على الخارجية القطرية، لم يحرك سلطان المريخي، وزير الدولة القطري للشئون الخارجية- الذي حضر اجتماعا عاديا بالجامعة العربية، اليوم، بالقاهرة لأعمال مجلس وزراء الخارجية العرب- ساكنا أمام هجوم ثلاثي قاده وزير الشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، وسامح شكري ممثل خارجية الانقلاب، ووصل إلى مرحلة انسحاب ممثل السعودية وسفيرها بالقاهرة أحمد قطان، بعدما فشل الثلاثة (قرقاش- شكري- القطان) في عرض دليل واحد يدين “قطر” أو يستفز ممثلها في الجامعة العربية، التي غاب عنها أمينها العام.
المحللون أشاروا إلى أن غضب الوفد السعودي من الوفد القطري ومغادرته القاعة، هو دليل على أن ممثل قطر أوجعهم.
قائمة قرقاش
وزعم أنور قرقاش، في كلمته، أن قطر تمول الإرهابيين في عدد من الدول العربية لتأجيج الأزمات فيها.
وتحدث قائلا: “بل سوف أتحدث عن ملف الـ59 إرهابيًا الذين تدعمهم قطر، وتستضيفهم على أراضيها”، وذكر أن دول الخليج مجتمعة تمارس سيادتها، وليس معنى أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الكبرى ضمن تجمع مجلس التعاون الخليجي، أن الرياض تجبر أحد أطراف المجلس على أي شيء.
وأضاف “قطر وهبها الله قدرات مالية لا تستخدمها لتثبيت وضعها، وإنما تستخدمها لدعم الإرهاب”.
“رمتني بدائها”
وتعقيبَا على مقولة السفير المريخي، أنه أمام “تصرفات دول الحصار تقف إيران كدولة شريفة”، ندد السفير السعودي قطان بمقولة المسئول القطري بأن “إيران دولة شريفة”، مستنكرا محاولة قطر إعادة العلاقات مع إيران.
كما شملت كلمة “قطان” اتهامات وتهديدات لقطر، حيث قال: إن “السعودية لا تسعى لتغيير النظام في قطر، إلا أنها قادرة على فعل ما تريده”.
وطلب المريخي الكلمة للرد على مندوب السعودية، وأفحمه قائلا: “كلمة الأستاذ أحمد القطان فيها نبرة التهديد، وأعتقد أنت ما بقدها!”، فيرد القطان “لا قدها”.
مهاترات شكري
في إساءة متعمدة، انفعل وزير خارجية الانقلاب، سامح شكري، على مندوب قطر في جامعة الدول العربية، ووصف حديثه بالمهاترات. وقال: “كلامه عبارة عن مهاترات، وحديث غير ملائم وعبارات متدنية”.
وأضاف “نعلم جميعا التاريخ القطري في دعم الإرهاب، وما تم توفيره من أسلحة وأموال لعناصر متطرفة في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن وفي داخل مصر، وأدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر”.
حتى جيبوتي
وبالرغم من كل هذه الاتهامات ضد قطر، لم يعط وزير خارجية جيبوتي (رئيس الجلسة) فرصة لمندوب قطر، للرد على هذه المزاعم، رغم طلبه الكلمة أكثر من مرة، ما أثار فوضى واسعة داخل الجلسة.
وعندما حاول مندوب قطر أخذ الكلمة للرد على افتراءات مندوبي دول الحصار، رد عليه وزير خارجية جيبوتي: “في نهاية القائمة، لأن اسم دولة قطر غير مسجل بالقائمة التي أعدت، سأعطيك الكلمة في نهاية القائمة”.
وقال وزير خارجية جيبوتي: “الكلمة لخالد سلمان، نائب وزير الخارجية لدولة الكويت”، وقاطعه مندوب قطر قائلا: “فيه رد على سعادتك”، وعلق المسئول الجيبوتي: “في نهاية القائمة لأن اسم دولة قطر غير مسجل بالقائمة التي أعدت سأعطيك الكلمة في نهاية القائمة”.
الكلمة الكاملة للمسئول القطري في الجامعة العربية
المريخي يرد على قطان
قطان وتغيير النظام القطري