أسباب ذعر السيسي من خفض المعونة الأمريكية

الراصد لحالة الفزع والذعر التي انتابت وسائل الإعلام الموالية للعسكر، بعد قرار الإدارة الأمريكية تخفيض المساعدات العسكرية إلى القاهرة بقيمة ٩٥.٧ مليون دولار، وتأجيل صرف عدة ملايين أخرى، بدعوى عدم إحراز القاهرة أي تقدم فى ملف احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، يدرك أن الذعر والفزع أصاب رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وما عويل الإعلام إلا صدى لذلك الخوف والفزع.

المبلغ المستقطع والمؤجل ليس كبيرا، ويمكن لأصدقاء السيسي في الخليج تدبير أضعافه، ما يعني أن فزع السيسي يتعلق بملفات أخرى تتعلق بالطريقة التي تم بها اتخاذ القرار في واشنطن.

خارجية العسكر اعتبرت هذا الإجراء يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التى تربط البلدين على مدار عقود طويلة، واتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار القاهرة ونجاح تجربتها، وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التى تواجه الشعب المصرى، كما يخلط الأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة “المصرية- الأمريكية”.

ولكن المتأمل لردود الأفعال من جانب العسكر وإعلامه، يدرك أن قطر لها «لوبي» قوي ونافذ داخل الإدارة الأمريكية ومؤسسات الحكم، ربما يفوق في نفوذه دول الحصار مجتمعة، وتتهم بقطر بالوقوف وراء القرار الأمريكي الأخير، وهو الأمر الذي يشعر العسكر بالهزيمة والخوف في ذات الوقت.

تخوفات من نفوذ قطر

حالة الفزع التي تنتاب قادة وإعلام العسكر، تعكس تخوفات من أن يكون النفوذ القطري بواشنطن وراء القرار الأمريكي، لا سيما وأن تطلعات السيسي تعاظمت بعد فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا، ثم كان دعم الرئيس الأمريكي لدول حصار قطر بعد اجتماعه بالسعودية يوم 21 مايو الماضي.

واتّهمت صحيفة «اليوم السابع» “حلفاء أوباما” بأنهم يراوغون القاهرة بـ”ورقة المعونة”، وأرجعت الصحيفة الموالية للأجهزة الأمنية والمخابراتية تخفيض المعونة الأمريكية إلى صراع المؤسسات داخل الإدارة الأمريكية، والذي تشعله- بحسب الصحيفة- رشاوى الدوحة، كما اتهمت وزير الخارجية ريكس تيلرسون، بأنه يقف وراء خفض المساعدات للقاهرة.

وتقارير إعلامية أخرى موالية للعسكر تؤكد أن تيلرسون يقف وراء إفساد ما وصفته بـ”الكيميا والإعجاب المتبادل بين السيسي وترامب”.

5 إجراءات تغضب العسكر

ووفقًا لإعلام العسكر، فإن الاتصالات توالت بين القاهرة وواشنطن عقب فوز ترامب، إلا أن مواقف عدة كشفت عن أنه من بين المؤسسات القديمة داخل واشنطن، والدول المنتفعة من سياسات الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وفى مقدمتها قطر وتركيا، من يعارض التقارب بين الجانبين، وهو ما بدا واضحا فى حملات إعلامية يصفها إعلام العسكر بالمشبوهة وغير المبررة، شنتها صحف ووسائل إعلام أمريكية من وقت لآخر ضد النظام المصري على مدار الأشهر السبعة الماضية فى ولاية ترامب.

والإجراء الثاني هو مماطلة وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، فى اختيار سفير جديد للولايات المتحدة فى القاهرة، خلفا لـ”ستيفن بيكروفت” المنتهية ولايته.

وأما الإجراء الثالث فهو المكالمة الهاتفية التى أجراها تيلرسون بوزير الخارجية سامح شكرى، ليخطره بشكل مفاجئ ودون مقدمات، باعتزام واشنطن تخفيض المساعدات المخصصة للدولة المصرية.

والإجراء الرابع هو اتهام إعلام العسكر تيلرسون بإعاقة التحركات الرامية لتصنيف جماعة الإخوان كحركة إرهابية، حيث يبرر تيلرسون معارضته لذلك بأن الجماعة لديها ممثلون ووزراء فى جهات حكومية داخل العديد من الدول الصديقة للولايات المتحدة، مستشهدا بتركيا، ليعرقل مساعى ترامب والكونجرس لإدراج الجماعة على قائمة الكيانات الإرهابية.

وخامس الإجراءات التي يشكو منها نظام وإعلام العسكر، أن تيلرسون يقوض سياسيات ترامب ويعرقل مساعى البيت الأبيض نحو قطر، والتي تجلّت في تغريدات ترامب المنحازة لدول الحصار والمتهمة للدوحة، وهو ما خالف توجهات معظم المؤسسات الأمريكية، لاسيما الخارجية والمخابرات والبنتاجون.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...