السيسي يحاصر الحياة.. من يسمع صراخ أهالي سيناء؟

بحاول أطمن على أهلي في العريش من الساعة العاشرة صباحًا أمس الأحد وحتى كتابة المنشور، أكثر من 14 ساعة ومش عارف؛ نظرا لانقطاع الشبكة، ياريت اللى يعرف حاجة ويعرف يطمننا يطمننا.. الله المستعان هو حسبنا ونعم الوكيل.
تدوينة بات معبرة عن معاناة أهالي العريش بشكل خاص وأهل شماء سيناء بشكل عام، في ظل الحصار الذي يفرضه العسكر وأكمنة الجيش على الأهالي، كنوع من أنواع العقاب بزعم محاربة الإرهاب.. خاصة وأن العسكر استنفذوا كل إجراءاتهم من تهجير وقتل وتصفية ضد الأهالي، حتى من تمسك منهم بالأرض أصبح محاصرا، لا يستطيع الخروج أو الدخول لأي سبب من الأسباب.
وبالرغم من عودة خدمات الإنترنت وشبكات الهواتف الأرضية والمحمولة، بعدد من مناطق محافظة شمال سيناء، بعد انقطاع 16 ساعة متتالية، إلا أن حصار الأاهالي مازال مستمرا، حيث قال مصدر مسؤول بشمال سيناء، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات صحفية، أن انقطاع الخدمات جاء بالتزامن مع انطلاق حملة أمنية موسعة بعدة مناطق بشمال سيناء، لمنع العناصر المسلحة من التواصل، وتفجير العبوات الناسفة عن طريق شرائح التليفون المحمول.
معاناة مستمرة
 
نزح عدد من الأهالي من منزلهم بمدينة الشيخ زويد والعريش، هربا من الاشتباكات الدائرة هناك بين قوات أمن وجماعات مسلحة، فيما امتنع عشرات من المواطنين عن ترك منازلهم، والنزوح إلى أماكن أخرى مفضلين البقاء.
ومواطنون نازحون من العريش ويترددون عليها من حين إلى آخر قالوا إن الحياة أصبحت مستحيلة وصعبة للغاية بعد النقص الشديد في المواد التموينية، والأدوية، وخدمات المستشفيات، وانقطاع المياه والكهرباء، علاوة على صعوبة التحرك إما بسبب حظر التجوال وإما بسبب الاشتباكات والتفجيرات اليومية وغلق الشوارع.
ويضيف المواطنون أن غالبية من بقوا حتى الآن من الفقراء الذين لا يملكون القدرة المالية على استئجار سكن بأماكن أخرى.
وتشهد محافظة شمال سيناء منذ مارس 2013 مواجهات أمنية عنيفة بين قوات الأمن وتنظيم أنصار “بيت المقدس” الذي غير اسمه إلى “ولاية سيناء” بعد مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في نوفمبر 2014.
ويقول المواطنون: إن التشديد الأمني والأكمنة لفرض حصار على الجماعات المسلحة، تمنع حتى دخول المواد الغذائية والبضائع غالبية الوقت، ما يفرض حصارًا غير مباشر على القاطنين هناك من المواطنين.
ويضيف المواطنون أن التشديد الأمني لحصار الجماعات المسلحة تسبب في عزوف مندوبي مبيعات الشركات ومن بينها شركات الأدوية عن الذهاب إلى الشيخ زويد، ما أدى إلى نقص شديد في السلع الإستراتيجية التي يحتاج إليها المواطنون ومن بينها الدواء ومواد البناء.
التشديد الأمني
ويقول أحد المواطنين إن قوات الأمن بأحد الأكمنة الأمنية المتمركزة شرق العريش على الطريق المؤدي لمدينة الشيخ زويد “كمين الريسة” صادرت جميع ما بحوزته من بضاعة تموينية لا يتعدى ثمنها مئات الجنيهات كان ينتوى بيعها بالتجزئة ليرتزق منها.
ويضيف أنه انتظر قرابة الساعة في طابور من السيارات حتى يأتي دوره للتفتيش من أجل المرور ما جعله يقطع طريق الشيخ زويد العريش البالغ مسافته 30 كيلومترًا في 4 ساعات بدلاً من نصف ساعة؛ بسبب للتفتيش في أكثر من كمين أمني على الطريق.
الكهرباء والمياه
 
يقول أحد المواطنين النازحين إلى العريش إن والده وشقيقه الأصغر رفضا الانتقال معه ويعيشان الآن بحي الزهور بالشيخ زويد وسط معاناة ونقص جميع مقومات الحياة، موضحا أن شقيقه دائما ما يشكو له من انقطاع الكهرباء لمدد تصل إلى 10 أيام بالشهر وتزيد، كما يشكو له من انقطاع المياه أيضا لاعتماد محطة ضخ المياه على الكهرباء في عملية التشغيل.
ويقول إن انقطاع المياه والكهرباء تسبب في أن غالبية السكان الباقين بقرى الشيخ زويد يعتمدون كثيرا على مياه الآبار الزراعية التي لا تصلح للشرب من الأساس.
ويضيف أن لديه خمسة أطفال أكبرهم 9 سنوات وأصغرهم لم يتجاوز سنتين وهم السبب الرئيسي، بجانب نقص الخدمات، وتأثروا نفسيا بسبب الرعب من سماع دوي الانفجارات  وأصوات المدافع والرصاص في الليل والنهار من جراء الاشتباكات بين قوات أمن وجماعات مسلحة.
ويضيف أن أطفاله كانوا يستيقظون من النوم في حالة فزع ويدخلون في نوبات بكاء حينما تدور اشتباكات وتتعالى أصوات زخات الرصاص والانفجارات.
وتظل معاناة الأهالي قائمة في الدخول والخروج  لمدينتهم لحين وجود أشعار آخر، وسط التشديد الأمني لحصار الجماعات المسلحة التي تتحرك من حين إلى آخر لتضرب ضربتها وتختفي.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...