بأيدي السيسي.. السودان تشارك إثيوبيا تأمين “النهضة”

لا يمكن توصيف المشهد السياسي، حول سد النهضة الاثيوبي، وتطوراته التراجيدية على الشعب المصري، إلا بأن ما يجري هو حصاد سياسات السيسي، سواء أكانت في البداية سياسات انبطاحية تشخصن المشاكل والأزمات، فمن أجل اعتراف الاقارقة بانقلابه العسكري وقع السيسي على اتفاقية المبادئ، متنازلاً عن حقوق مصر لتاريخية في مياه النيل.
ومع سياسات العسكرة التي تحكم وزارة الحارجية والتصريحات غير المسئولة أمام السودان، وتحركات عساكره الهوجاء على الحدود السودانية، تشارك السودان اليوم في اتفاقات امنية مع اثيوبيا لتأمين سد النهضة، الذي يحول نهر النيل بمصر لمجرد ترعة.
حيث شهدت المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، مع مسؤولين سودانيين بينهم الرئيس السوداني عمر البشير، خلال زيارته إلى الخرطوم التي انتهت يوم الجمعة، وامتدت لثلاثة أيام متتالية، وهي الأولى من نوعها للمسؤول الإثيوبي. وعقد ديسالين اجتماعاً ثنائيًا مع البشير وآخر مغلقًا امتد لساعات مع وزير الدفاع السوداني عوض ابن عوف، بمشاركة وزير الري السوداني معتز موسى، وشكّل موضوع تأمين سد النهضة البند الأساسي في اللقاء.
ووفق مصادر مطلعة، فإن لقاءات ديسالين، وزيارته للسودان حملت همًّا أساسيًا تمثّل بتأمين سد النهضة، إذ ظل هذا الملف يشغل أديس أبابا منذ الهجوم الفاشل الأخير الذي تعرض له السد وأقرت إثيوبيا بتصديها له، فأجندة الزيارة كانت أمنية بشكل شبه كامل، وإن تطرقت لملفات أخرى سياسية واقتصادية في محاولة للوصول بعلاقة البلدين إلى تكامل مشترك سياسي وعسكري واقتصادي، لمواجهة التحديات التي تواجههما وتتلاقى خلالها مصالحهما.
وأكدت المصادر أن ديسالين والوفد المرافق له، بحثا خطة مشتركة مع الخرطوم لتأمين السد، عبر تشكيل قوة مشتركة لحمايته في حال تعرضه لأي هجوم، نظرًا لتأثير السد على أمن الخرطوم أسوة بأديس أبابا.
ويعتبر مراقبون أن القوة المشتركة لتأمين سد النهضة مقترح إثيوبي بحت، تسعى لتسويقه لدى دولتي السودان ومصر، وإن كانت مقتنعة تمامًا برفض القاهرة للخطوة.
وأشاروا إلى أن إثيوبيا تعتمد في تسويق المقترح على استفادة السودان ومصر من السد، على الرغم مما يثار حوله من جدل من الجانب المصري، باعتبار أن أديس أبابا ستمد الخرطوم والقاهرة بالكهرباء من السد بسعر التكلفة، ما يجعلهما متضررين نسبياً من أي أذى يلحق بجسم السد.
ورجح المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ موافقة الخرطوم على المقترح الإثيوبي بشأن القوة المشتركة والمضي قدماً فيه سواء بالمشاركة بقوات برية أو دفاعات جوية أو بمعلومات استخباراتية.
واعتبر أن ذلك التحالف الذي في ظاهره يهدف لتأمين السد، سيعمل على تقوية موقف إثيوبيا ضد عدوتها التاريخية وجارتها إريتريا، وسيقود إلى تحوّل كبير في المنطقة، فضلاً عن زيادة حدة التوتر بين الخرطوم والقاهرة ووصوله إلى مراحل صعبة، لا سيما أن الأخيرة لن تقبل بالمقترح الإثيوبي وتنضم للقوة المشتركة بالنظر لتحالفها مع إريتريا وما يمثّله ذاك التحالف من إضعاف لأسمرا.
ورأى أبو الجوخ أن قيام أديس أبابا بعرض المقترح على مصر في حال حصل ذلك، سيكون محاولة لإسقاط أي مبرر يجعل الأخيرة جزءاً من أي عمل عدائي ضد السد، معتبرًا أن اجتماع رئيس الوزراء الإثيوبي بوزير الدفاع السوداني، بمثابة تأكيد على توجّه البلدين نحو تحالف عسكري.
وأشار إلى أن السودان ومقابل دخولها في التحالف، ستحظى بدعم إثيوبيا داخل منظومة الاتحاد الإفريقي.. يشار إلى أنه من المقرر ان تفتح اثيوبيا سد النهضة قبل نهاية العام، وذلك بعد انجازها حاليا اكثر من 60% من السد.
ولعل أخطر تأثيرات السد على مصر، أنها باتت مجبرة على حماية السد بنفسها من أي هجوم بعد امتلائه بالمياة،  وعقب افتتاحه فسيكون من الاستحالة المساس بالسد؛ لأنه اذا تم توجيه ضربة للسد وهدمه فإن ذلك معناه بمنتهى بساطه عدم تأثر اثيوبيا و دمار ساحق لدولتى؛السودان ومصر؛ حيث إن المياه المتجمعه خلف السد ستتجه شمالا فى اتجاه السودان و مصر و مبتعده عن اثيوبيا. كما أنه فى حاله المساس بسد النهضه الإثيوبي أو انهياره لأي سبب كان سيعنى ذلك فناء لكل السدود علي امتداد النهر وفناء مصر والسودان، فبالإضافه للمياه الهائله التى ستدفق على السودان و مصر و تحصد فى طريقها الاخضر و اليابس فإن انهيار سد النهضه الاثيوبى يعنى ببساطه انهيار السد العالى بالتالى, فجسد السد العالى لن يتحمل ضغط المياه المفاجئ الناتج عن انهيار سد النهضه, فتصبح الكارثه بالنسبه لمصر  كارثتين.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...