أصدرت اللجنة الإدارية العليا للإخوان المسلمين عقب اجتماعها الدورى بيانا، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، جاء فيه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه وبعد؛ فإن المرأة تحتاج منا حسن الذكر والتقدير والمساعدة، بما تقوم به من دور إنساني ومشاركة للرجل في الحياة ومتطلباتها، والله تعالى يقول في كتابه الكريم: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة, إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” الروم.
وفى اليوم العالمى للمرأة يشيد الإخوان المسلمون بدورها الفعال في بناء نهضة الأوطان وتقدمها، ويثمنون تضحياتها الكبيرة في مواجهة الظلم والاستبداد، ودورها القوى في ثورات الربيع العربى، التي نادت بالحرية والكرامة الإنسانية ومقاومة الظلم والطغيان.
لقد قدمت المرأة المصرية الكثير من التضحيات في مواجة الإنقلاب العسكري الغاشم، وبلغ عدد الشهيدات حتى يومنا هذا 123 امرأة وفتاة, وعدد من تعرضن للضرب والإيذاء والإهانة البدنية 304, وعدد من تم إثبات تعرضهن للاغتصاب والتحرش الجنسي 72, وعدد من حوكمن محاكمات عسكرية جائرة 24, وعدد المحكوم عليهن في المحاكم الظالمة 248, وتم اعتقال قرابة الألفين منهن، ومازال رهن الاعتقال 56 فتاة وسيدة, ومن تم اخلاء سبيلهن 1933، وبلغ عدد حالات الاختفاء القسرى 111، ومازال هناك مختفيات حتى الآن، لا يعرف عنهن أحد شيئا, كما تم فصل 526 طالبة من طالبات الجامعات!.
كما بلغ إجمالى مبالغ الكفالات التي دفعت لإخراج البنات 2208500 (مليونان ومائتان وثمانية آلاف وخمسمائة جنيه مصري)، ومازال اضطهاد الإنقلاب العسكري الفاشي للمرأة المصرية مستمرا وبصورة غير مسبوقة، لم تحدث حتى في زمن الاحتلال الأجنبي، ومازالت المرأة المصرية في كل مراحلها العمرية، تناضل وتكافح من أجل الحرية والكرامة واحترام إرادة الأمة, ومازالت تنزل إلى الشوارع والميادين، وتهتف بقوة: يسقط يسقط حكم العسكر.
إن الإخوان المسلمين يضمون أصواتهم إلى صوت المرأة في مطالبها من أجل الدفاع عن حقوقها وحقوق الوطن المشروعة في العدالة ورفض الظلم, ويرفضون كل الانتهاكات التي حدثت ولاتزال بحقها أما وأختا وزوجة وبنتا, والمطلب الأساسي هو محاكمة قادة الإنقلاب العسكرى على ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب المصري.
وسنظل نجاهد من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة، التي حض عليها الإسلام، ورفع بها شأن المرأة والرجل معا.
ونرفض الموقف المتخاذل من الأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية في الدفاع عن المرأة المصرية وغيرها في العالم الإسلامي، وما يحدث لها من انتهاكات، تعد جرائم كبرى في حق الإنسانية.
تحية إعزاز وتقدير للمرأة المصرية الثائرة المناضلة، وكل النساء المكافحات من أجل حرية وكرامة واستقلال الأوطان, حفظكن الله وبارك في جهادكن.. “والله معكم ولن يتركم أعمالكم” وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
د. محمد عبد الرحمن المرسي
مسؤول اللجنة الإدارية العليا
لجماعة الاخوان المسلمين
القاهرة في:
28 من جمادى الأولى 1437هـ
8 من مارس 2016 م