قبل 4 سنوات شرعت مليشيات الداخلية والسفاح عبدالفتاح السيسي في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بصورة وحشية، ودون احترام لأي من أدبيات حقوق الإنسان، حيث استعملت قطعان الأمن والجيش ذخائر حيه تستخدم في الحروب مع العدو، وليس مع أبناء وطن واحد جاروا على حقوقهم في العيش الكريم والحرية والتحرر من عبودية العسكر.
وحسب مراقبين وجمعيات حقوقية محلية ودولية أودت المجزرة التي ارتكبتها قطعان الأمن والجيش إلي استشهاد أكثر من 5000 من الأحرار بين رجل وامرأة وطفل، وأكثر من 15 ألف جريح الكثير منهم بجروح خطيرة، لتزيد من الحصيلة النهائية لعدد الشهداء يوم بعد يوم.
ولم تقف جريمة العسكر عند هذا الحد من عدد الشهداء بل ارتكبت جرائم أخرى، حيث قامت مليشيات الداخلية والسيسي بحرق جثث الشهداء، وعدد كبير من الجرحى أحياء داخل المستشفى الميداني، دون أي شفقة أو رحمة، وامتد إجرام العسكر والانقلابيين إلي حرق مسجد رابعة العدوية وداخلة عدد كبير من جثامين الشهداء والمصابين لطمس أدلة الجريمة.
الفارس محمد البلتاجي
من جانبه يقول الصحفي أحمد ابوزيد أحد المعتصمين في ميدان رابعة: “كان من الممكن أن أكون شهيدا لكن الله لم يختارنى، اختار 5000 شهيد لست من بينهم.. طلبتها كثيرا لكن الله اختار من هو خيرا من حملت قلمى ولاب توبي وتقدمت الصفوف أوثق جرائم مليشيات السيسي تقدمت حتى نقاط الاشتباك في أول اليوم”.
مضيفًا: “كنت بجوار المنصة في أوسطه وفى المستشفى الميداني بعد أن أصبح مسجد رابعة العدوية أكبر مستشفى ميداني في التاريخ المعاصر، لجأت إلى المركز الإعلامي ابحث عن رفاقي الذين اختار الله منهم الكثير وبقى منهم عدد نحسبهم مخلصون في عملهم”.
وتابع: “حانت ساعة الخروج الآمن لأخرج خلف الفارسين محمد البلتاجي وصلاح سلطان الذين قادا عشرات الآلاف إلى مسجد الإيمان بمكرم عبيد، خرجت ورفاقي نحمل الجرحى على أعناقنا منا من يحمل جثة شهيد ومنا من تحامل على نفسه يحمل نفسه بعد إصاباته المتعددة”.
هل كان الخروج آمنا؟
ويضيف “أبو زيد”: “قالوا لنا أن الخروج أمن لكنه لم يكن كذلك فقد تم اصطياد عدد من الشباب أمامنا بينهم الزميل “مصعب”أحد الجنود المجهولين في سيارة البث.
ويكمل حديثه بالقول: “هكذا خرجنا وفى منتصف الطريق عدنا لنحمل جريحا جديدا فلم نجد أحدا لقد رأينا المسجد يحترق وعشرات الجثث قد تفحمت في المستشفى الميداني رأينا عشرات الأطباء يخرجون من مستشفى رابعة العدوية التخصصي وسمعنا إطلاق نار مستمر داخل المستشفى علمنا من الأطباء أنه تم تصفية كافة المصابين بدم بارد ونقلهم إلى ممرات المسجد وسكب البنزين على جثثهم وإشعال النار”.
وفي نهاية المشهد أكمل العسكر جريمتهم بإعطاء التعليمات للمستشفيات الحكومية والخاصة بعدم استقبال جرحي رابعة العدوية والنهضة، بل وأجبرت أسر الشهداء على الإمضاء على أن أبناءهم قد ماتوا منتحرين وليس خلال عملية فض اعتصام رابعة.
الأمر لم يختلف كثر في اعتصام النهضة بل شهد العالم الفيديوهات التي توثق قيام الانقلابيين بحرق مؤيدي الشرعية وهم أحياء داخل خيامهم وصور قناصة الداخلية وهي تقتل المعتصمين السلميين.
هؤلاء الأطهار
في رابعة والنهضة اجتمع صفوة أهل مصر، اجتمعوا لينصروا حقا، ويستردوا صوتهم الذي وضعوه في صناديق الاقتراع، ويعلنوا كلمة حق أمام مغتصب ظن أن المدفع والدبابة سترهبهم وتخرس ألسنتهم، اجتمعوا وكان القرآن بأيديهم، وسجادة الصلاة على أكتافهم.
هؤلاء الأطهار هم من أطلق عليهم الانقلاب رصاصاته المضادة للطائرات، كأنما خشي ألا تقتلهم رصاصات الكلاشينكوف، هؤلاء الأطهار هم من أشعل جنود الانقلاب النار في أجسادهم، وهم أحياء، هؤلاء الأطهار هم من جرفتهم الجرافات وهم جرحى، ووضعتهم في حفر، وأهالت عليهم التراب وهم أحياء.
هؤلاء الأطهار هم من كانت جرافات الانقلاب ترفع جثثهم الملفوفة في الأكفان، لتلقيها في صناديق القمامة لتذهب بها وتدفنها في الصحراء كما تُدفن النفاياتُ، دون مراعاة لإنسانية، ولا اعتبار لقيم، ولا اهتزاز لضمير.
لقد فعلوا ما فعلوا، ولم يعلموا أن تلك المذبحة ستكون لعنة عليهم في الدنيا قبل الآخرة.
ستكون لعنة عليهم وعلى من أيدهم ومن ساعدهم، ومن رضي بما فعلوا، لم يعلموا أن تلك المذبحة ستكون رمزا يلهم الأحرار في كل زمان وفي كل مكان، سلام عليك يا رابعة.. سلام على شهدائك.. سلام على جرحاك.. سلام على كل حر شارك في مسيرتك.