يستمر قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في سلطويته ودمويته تجاه الشعب المصري، خاصة وأنه يستمد هذه الدموية من خلال فتاوى ودعم رجال الدين الذين يقفون خلف جرائمه، ويغلفوها بغلاف الدين.
فما بين فتاوى مشايخ السلطان، وحملهم للبيادة على رؤوسهم، دعما لجرائم السيسي، وبين كهنوت قيادات الكنيسة، الذين يرون في السيسي المخلص، رغم الفقر الذي ضرب البلاد والعباد، يسير السيسي على نفس الطريق، في حصار الشعب المصري وتجويعه.
شرعنة الدم
وفي هذا الإطار يخرج البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بين الحين والأخر، ليعلن إقحام الكنيسة في العملية السياسية، ويجعل من نفسه شريكا لجرائم أبطال مسرحها، رغم زعمه بأن الكنيسة لا تتدخل في السياسة وأنه يدع ما لله لله وما لقيصر لقيصر.
ومع استمرار خديعة الباب تواضروس لشعبه في الكنيسة، يعلن تواضروس شريك السيسي في انقلابه وجرائمه ضد الشعب المصري، مجددا، أن السيسي، إنسان يعمل من أجل البلاد وليس من أجل مجد شخصي أو من أجل ذاته.
وأضاف تواضروس، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال، في برنامج “مساء دي إم سي”، المذاع عبر فضائية المخابرات “دي إم سي”، مساء الخميس، أن السيسي، يعمل من أجل المستقبل وهو يعلم أنه “يستمد قوته من الله”، ويسير بخطوات مؤيدة من قبل الله، وذلك يقينه الشخصي، مرجحًا أن تستمر تلك الصفات لدى السيسي حتى نهاية فترة رئاسته.
وزعم أن سبب حالة الإحباط التي تنتشر بين المواطنين، لها أسباب عدة من بينها السبب الاقتصادي، وانتشار النقد السلبي في قطاع كبير من المصريين، وغياب الرؤية الإيجابية، كما أن الإعلام والمسؤولين أحيانًا ما يتحدثوا مع المواطنين بلغة الأرقام التي قد لا يستوعبها.
شرعنة السرقة والفساد
ولعل انتشار الفتاوى لمشايخ السلطان الذين شرعنوا جرائم السسي وعصابته، سبب أكيد في دعم قائد الانقلاب، واستمرار سياسته التي يعمل فيها على إبادة الشعب المصري.
فبالرغم من حالة الانهيار الاقتصادي التي تمر بها البلاد بسبب إجراءات السيسي الاقتصادية، وانتشار الفقر، واتساع رقعته لتشمل أكثر من 70% من الشعب المصري، إلأ أن مشايخ السلطان مازالو يستفزون الغلابة، بل ويشرعنون لنهب أموالهم على أيدي العسكر.
حتى أن مفتي الجمهورية شوقي علام في فتوى مثيرة فجّرت غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أجاز إخراج أموال الزكاة للإنفاق على قوات الأمن التي تحارب الإرهاب.
وقال علام في حواره لبرنامج “حوار المفتي”، المذاع عبر فضائية “أون لايف”، إن “العلماء القدامى فسّروا مصروف في سبيل الله بأن تنفق أموال الزكاة على الأسلحة والجنود الذين يحاربون الأعداء، وهذا كفاح أمني، إلى جانب المواجهة الفكرية للتطرف”.
وأضاف: “إن منهج مواجهة التطرف من أيام النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الآن يعتمد على الفكر والتنفيذ في آن واحد”، مؤكداً أن المواجهة مع الخوارج كانت تتم على محورين، وهما الأفكار والمواجهة بالسيف، قائلا: ” إن ترك المتطرفين يؤدي إلى فساد وانهيار المجتمعات والقلم بجانب البندقية، فالكفاح بالكلمة والفكر يساوي تماماً الكفاح الأمني”.
شرعنة الجوع
وفى محاولة رخيصة من علماء الانقلاب لتمرير الأزمة الحادة التى تعيشها مصر خلال حكم العسكر، طالب خالد الجندي، الداعية الموالي للانقلاب، الفقراء بالتحمل والصبر على ما هم فيه والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووجه الجندي، في برنامجه “لعلهم يفقهون” الذى يذاع عبر شاشة “دي إم سي” مؤخرا، قائلا: هل يا فقير تقدر تقعد ثلاث أربعة أشهر من غير طبخة، ده الرسول صلى عليه وسلم كان بيعيش في أوقات كدا. وفق حديثه.
وتابع الجندى حديثه، هل أنت وضعت الأحجار على بطنك من الجوع، وسيدنا النبي عاش على التمر والماء وماعش على المحشي والمحمر والمشمر. مضيفا: النبي كان ينتظر بالشهور دون وجود طبخة، يا اللي بتقولوا إنكم فقراء، ربطتوا الأحجار على بطنكم من الجوع؟ نمتم طويّ البطن؟”.