ما بين مذابح السيسي وجرائم اليهود.. أيهما أرحم بالمسلمين؟

يثبت الحكام العرب دائما أنه سيأتي يوم على الشعوب العربية تترحم فيه على أيام مضت تحت وطأة الاحتلال بمختلف جنسياته، بعد أن أثبتت جرائم قوات الاحتلال الأجنبية في مختلف البلدان الإسلامية على مدار تاريخ القرن العشرين وما بعده، أن أكبر جريمة ارتكبتها قوة من قوى الاحتلال في هذه العقود لم تمثل خمس الجرائم التي ارتكبتها الأنظمة العربية الفاشية في الوطن الإسلامي، وكان آخرها مذبحتي النهضة ورابعة العدوية التي راح ضحيتها آلاف الشهداء، في أكبر عملية قتل جماعي على مدار تاريخ القطر المصري.

ولم تسجل المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين قبل إعلان قيام كيان الاحتلال الأرقام الفلكية التي سجلتها الأنظمة العربية الفاشية في مصر وسوريا والعراق، حيث سجلت سوريا وحدها ما يقرب من المليون شهيد خلال الثورة السورية التي يواجهها نظام بشار الأسد بجرائم حرب لم تجرؤ قوات الاحتلال على ارتكاب نسب ضئيلة منها، كما شهدت مصر أكبر مذبحة في التاريخ، وهي مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة التي راح ضحيتها 3 آلاف، فضلا عن تسجيل ما يقرب من اعتقال 100 ألف معتقل في سجون الانقلاب، توفي منهم ما يزيد على 10 آلاف ما بين إهمال طبي وتصفية جسدية وتعذيب.

المجازر الإسرائيلية
وارتكبت العصابات الصهيونية في فترة الانتداب البريطاني، مذابح بشعة، تبقى من أكثرها هولاً، مذبحة دير ياسين التي شهدها غرب القدس يوم 9 إبريل 1948، ونفذتها الجماعتان الصهيونيتان: الإرجون وشتيرن، وراح ضحيتها ما بين 250 و360 ضحية.

مذبحة اللد
انتفض سكان مدينة اللد القريبة من رام الله على الغطرسة الإسرائيلية، فما كان من الوحدات الصهيونية التابعة لقوات البلماخ الخاصة بمنظمة الهاجاناه إلّا أن اجتاحتها في 11 يوليو 1948، وأخرجت جميع الرجال الذين يتجاوز عمرهم 16 سنة، لتعدمهم بالرصاص الحي، وبعد ذلك بدأت تطلق الرصاص على كل من يتحرك، فكانت النتيجة تناثر الجثث في الشوارع.

ولم تأبه العصابات الصهيونية بمحاولة احتماء الأهالي بمسجد، بل اقتحمته بزعامة القيادي الإسرائيلي إسحاق رابين، واستمرت في تقتيل الساكنة إلى أن وصلت الحصيلة إلى قرابة 426 شهيدا.

مجزرة خان يونس
كانت مجزرة خان يونس شاهدة على دموية جيش الاحتلال، ففي الثالث من نونبر 1956، اجتاحت القوات الإسرائيلية محافظة خان يونس بقطاع غزة، وقتلت أزيد من 500 فلسطيني (هناك من يصل بالرقم إلى 1600)، وتعد مذبحة خان يونس من أكبر الذابح الأإسرائيلية بحق الفلسطينيين، إلا أنها ومع شهرتها، لم تسجل نسبة خمس النسب التي حدثت في مذبحة رابعة بمصر على يد قوات عبد الفتاح السيسي في العصر الحديث.

مذبحة الحرم الإبراهيمي
مواطن إسرائيلي، باروخ جولدستين، يقتل 29 فلسطينياً كان يصلّون الفجر أيام رمضان شهر فبراير 1994، بعدما وفّر له الجيش الإسرائيلي الذخيرة والتدريب، كما ساعده في إنجاز مهمته بإغلاق أبواب المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.

إلا أن المذبحة الذي شهد بدمويتها وبشاعتها العالم أجمع، لم تمثل نفس النسبة التي حدثت في مسجد الفتح برمسيس بعد فض اعتصام رابعة في مصر، حينما قتل السيسي 39 شخصا في سيارة الترحيلات بعد القبض على المعتصمين بالمسجد 16 أغسطس 2013، فضلا عن تصفية العشرات على باب المسجد وقتل ما يزيد على عشرين شخصا أخرين داخل المسجد بعد اقتحامه.

مجزرة جنين
توغّل الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين شهر إبريل 2002 بالضفة الغربية من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية التي كانت تقلق راحة الاحتلال، واشتدت المعركة داخل المخيم بشكل صعّب المأمورية على الجنود الإسرائيليين، الذين ارتكبوا أعمال القتل العشوائي واستخدموا الدروع البشرية، كما منعوا وسائل الإعلام والأطقم الطبية من الدخول للمخيم.

بعد 15 يوماً من الحصار المتواصل والقصف الجوي، تمّ تدمير المخيم بالكامل بعد وفاة أزيد من 23 جنديا إسرائيليا باعتراف إسرائيل نفسها، أما في الجانب الفلسطيني فقد قُتل 58 فلسطينياً حسب تقرير الأمم المتحدة، وقد تكلّفت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة بناء المخيم من جديد.

مجزرة صبرا وشاتيلا
استغلت مليشيا القوات اللبنانية الوضع، لترتكب مذبحة ضد ساكنة مخيم صبرا وشاتيلا، تحت غطاء الجيش الإسرائيلي الذي وفّر لهذه القوات ما تحتاج إليه من أجل مباشرة انتقامها من الفلسطينيين بعد مقتل أحد رموزها، وهو بشير الجميل، لمواقفه المتقاربة مع إسرائيل.

ما بين 16 و19 سبتمبر 1982، تسلّلت مجموعات من مقاتلي الميليشيات إلى هذا المخيم المتواجد جنوب بيروت، وألقت القوات الإسرائيلية القنابل الضوئية تسهيلاً لعملية القتل، ليبدأ المقاتلون اللبنانيون بذبح الساكنة أطفالا ورجالاً ونساءً دون أن يعلم أحد في الخارج بحقيقة ما يجرى، حتى مرّت تقريباً 48 ساعة، لتخرج أخبار المذبحة الرهيبة التي راح ضحيتها قرابة 3 آلاف فلسطيني ولبناني من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.

إلا أن هذا العدد لا يساوي شيئا بجانب المذابح التي قام بها نظام بشار الأسد في سوريا وراح ضحيتها مئات الآلاف.

ما بين مشايخ السلطان وحاخامات الصهاينة
وبالنظر لحملات التحريض التي كان يقوم بها عدد من مشايخ السلطان في الوطن العربي، للتحريض على دماء المسلمين، وأبرزهم علي جمعة مفتي العسكر في مصر، مقارنة بما كانت عليه حاخامات الكيان الصهيوني المحتل، تتكشف الفضائح والفاشية التي يمتلكها مشايخ العسكر، من خلال التحريض على القتل والتكفير زسفك الدماء.

في عام 2013 تم تسريب فيديو لمفتي العسكر علي جمعة، يقوم فيه بالتحريض أمام ضباط القوات المسلحة وجنودها على دماء المعتصمين في رابعة العدوية، ووصف المعتصمين بـ”الناس النتنة” و”ريحتهم وحشة”، وزاد قائلا: ” طوبى لمن قتلهم وقتلوه”، في الوقت الذي لم يظهر حاخام يهودي واحد يبيح إبادة الفلسطنيين المرابطين للدفاع عن المسجد الأقصى.

وفي حين شهدت الأيام القليلة الماضية انتفاضة المسجد الأقصى في 21 يوليو 2017، ولم تستبح قوات الأمن الصهيونية رغم الاشتباك مع الفلسطينيين واعتقال العشرات، وقتل إسرائيليين، لم تستبح دماء المرابطين ولم تذبحهم ولم تبدهم عن آخرهم.. بدعوى أنهم مسلحون.. ودعوى “الإرهاب المحتمل”.. ولم تستخدم القناصة لاصطياد الجرحى والمصابين.. كما أنها لم تحرق المسجد والمستشفى والميدان بدعوى انقاذ الدولة من السقوط ومصير سوريا والعراق..ولم تعتقل ولم تختطف عشرات الآلاف من الشباب..ولم تغلق قنوات ووسائل إعلام.. ولم تكمم الأفواه.

كما أن الإعلام الإسرائيلي الذي لم يدع كذباً أن المرابطين يمارسون جهاد النكاح.. ويخبئون أسلحةً ثقيلة وجثثاً تحت المنصة.

كما أن جموع أهل فلسطين المحتلة سواء كانوا فلسطينيين أو مستوطنين.. لأنهم لم يفوضوا ولم يرقصوا ولم يهللوا ولم يحرضوا على إبادة جيرانهم.. حتى لو كانت بينهم عداوةً عمرها ألف سنة.. ولم يخرج منهم “مواطنين شرفاء” يعتدون على المرابطين.

ولم تشهد فلسطين المحتلة قضاء إسرائيل يصدر أحكامًا بإعدام المرابطين وجواز رميهم بالقنابل الحارقة والصواريخ والطيران.. ولم يحاكم الشهداء.. ولم يتلق أوامر من عسكر إسرائيل.. ولم يلفق اتهامات.. ولم يلجأ للمحاكمات العسكرية.. ولم يقرر هدم الأقصى على من فيه.

ويتبقى بعد هذا الرصد سؤال المواطن العربي: لماذا يقتل الحكام العرب شعوبهم؟، ولماذا يحرض مشايخهم على سفك دماء المسلمين؟ وهل ما يفعله الأنظمة الفاشية العربية هو جزء من حملة الحرب على الإسلام باستحلال دماء أهله وارتكاب مذابح تاريخية لم يجرؤ اليهود ولا قوات الاحتلال الأجنبي على ارتكابها؟

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...