هكذا تمكن الوزير القطري ذو الـ37 عاما من هزم دول الحصار

فارس الحصار، المحارب، ورجل بألف.. هكذا وصف الشعب القطري وزير خارجيته، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الشاب ذو الـ37 عاما، الذي تمكن منفردا من فرض كلمة بلاده؛ على كلمات دول الحصار الثلاثة ورابعهم الانقلاب في مصر، على الصعيد الدولي.

وبانتهاء مؤتمر القاهرة، نجح الشاب القطري في كسب الرهان، بجولاته في عواصم الغرب متسلحاً بالحجة والمنطق وقوة الحضور.

رحلات مكوكية حول العالم

فمع بدء الحصار على قطر يطير الرجل إلى ألمانيا، لينتهي منها ويخرج بعدها إلى بروكسل، ثم يتجه لأقصى الشرق إلى روسيا إلى موسكو، ومن ثم يتجه إلى بريطانيا وتيلها فرنسا، ليعود بعدها إلى الدوحة ويلتقي وزير الخارجية التركي، ويخرج بعدها من الدوحة إلى أقصى الغرب ليصل الولايات المتحدة الأمريكية، ويعود إلى قلب أوروبا في إيطاليا، بعدها إلى الكويت لتسليم أمير الكويت رد قطر الرسمي على مطالب دول الحصار، وفي النهاية يعود فارس الحصار إلى قطر ليختتم هذه الرحلة المكوكية كما بدأها باستقبال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل في الدوحة.

ليوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن، خلال كل تلك الرحلات المكوكية لمستضيفيه وضيوفه، أن فرض الحصار غير المبرر على قطر أمرٌ مرفوضٌ تماماً، والتأكيد على أن حل الخلاف الخليجي يجب أن يكون في إطار واقعي و قابل للتنفيذ، ويطلعهم على الإجراءات غير القانونية لدول الحصار، مؤكدا أن تلك الدول المحاصرة، أعدت مطالبها لتُرفض وأن الهدف من المطالب هو فرض وصاية على قطر وليس الإرهاب.

وكانت كل هذه التحركات والجولات واللقاءات في مدة زمنية تقل عن الشهر، وبعملية حسابية بسيطة لتحركات ورحلات هذا الرجل من شرق الأرض لمغربها ومن شمالها لجنوبها، محسوبة بالساعات والدقائق وبالنتائج والمكاسب السياسية الناجعة التي حققها لقطر.
مؤتمر إعلان الهزيمة

 

وكان اجتماع وزراء خارجية دول المقاطعة الأربع، بالقاهرة، الأربعاء، قد أفضى إلى تحذيرات لقطر، دون تبني خطوات تصعيدية جديدة واضحة ضدها، في إعلان ضمني؛ عن خسارتهم المعركة التي فرضوها على أنفسهم قبل دولة قطر.

وقال بيان مشترك صدر عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، إن تلك الدول تأسف “للرد السلبي” لقطر على المطالب التي قدمت لها.

وكانت تقارير إعلامية نشرتها وسائل إعلام تابعة لدول المقاطعة الأربع قالت إن تلك الدول تعتزم تقديم شكوى ضد قطر في مجلس الأمن الدولي، إلا أن البيان لم ينص على ذلك.

وقادت الإمارات والسعودية حملة مسعورة ضد قطر على خلفية مواقف الأخيرة الداعمة للثورات العربية وحركة حماس والإخوان المسلمين، وصلت ذروتها بقطع العلاقات السياسة والدبلوماسية مع قطر، وحصارها عبر إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية أمام الإمارة الخليجية، ومضت في ركابهما عدة دول تابعة لهما من بينها نظام الانقلاب في مصر.

فيما لم تقم قطر بالتصعيد ضد تلك الدول، واستطاعت احتواء وامتصاص الحصار المفروض عليها وأعلنت مؤخرا نجاح خطتها في كسره.

وقدمت الدول الأربع مساء يوم 22 يونيو الماضي إلى قطر، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات مع الدوحة، من بينها اغلاق قناة “الجزيرة”وطرد أفراد جماعة الإخوان المسلمين وتسليمهم لنظام الانقلاب فب مصر، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها.

وهي المطالب التي اعتبرت الدوحة أنها “ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ”، ومع انتهاء المهلة الأولى منتصف ليل الأحد الماضي، طلبت الكويت مهلة 48 ساعة إضافية وافقت عليها الدول الأربعة انتهت منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء.

يذكر أن تركيا أعلنت وقوفها مع قطر ضد الحصار الظالم وإمدادها بكل ما يلزمها من احتياجات غذائية وحياتية، كما فعلت ذلك عدة دول أخرى من بينها المغرب، فيما رفضت دول غربية وعلى رأسها ألمانيا الحصار، وطالبت بالحوار من أجل حل الأزمة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...