رموز جمعتها “رابعة” وفرّقها رصاص الانقلاب.. تعرف

لنحو شهر ونصف، مكث المعتصمون في رابعة العدوية والنهضة رفضا للانقلاب العسكري الذي قاده السفيه السيسي، وطلبا لعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي، بدأ الاعتصام في الـ28 من يونيو 2013؛ ردا اعتصام الفلول والأمنجية وأتباع جبهة الإنقاذ في ميدان التحرير الذي دعا له الجيش والكنيسة، وفي مقابل شعار “ارحل” الذي رفعه أمنجية ميدان التحرير، رفع مؤيدو الرئيس شعار “مرسي معه شرعية”.

المعتصمون من الرجال والنساء في الخيام المنصوبة على امتداد عدة كيلومترات، كان يحرسهم مئات من الشباب يقفون على المداخل، “ممتلئين بأمل تكرار معجزة اعتصام التحرير في يناير 2011، قبل خلع الرئيس حسني مبارك باعتصام سلمي”.

وحين يُذكر اعتصام رابعة العدوية، تتبادر إلى الأذهان صور شخصيات ارتبطت به ارتباطا وثيقا، شخصيات جمعها الاعتصام، لكن آلة القمع فرقت مصائرها بين القتل والاعتقال.

محمد بديع

المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- صاحب “سلميتنا أقوى من الرصاص”- ورغم أنه لم يظهر كثيرا بالاعتصام، فإن خطابه الوحيد بعد يومين من الانقلاب العسكري، والذي أعلن فيه التمسك بنهج السلمية، شكّل ما يمكن تسميتها باستراتيجية الجماعة في مواجهة الانقلاب. ففي الخامس من يوليو 2013، أي بعد يومين من الانقلاب العسكري، خطب بديع في مئات الآلاف من مؤيدي الرئيس المنتخب محمد مرسي معلنا التمسك بالشرعية، داعيا الجيش إلى العودة عن الانقلاب.

وبعد ثلاثة أيام من مجزرة فض الاعتصام، قُتل عمار “الابن الأكبر لبديع” على يد قوات الأمن، قبل أن يعتقل بديع نفسه، في 20 أغسطس 2013، وتوجه إليه عدة تهم، وحكم عليه بالإعدام في عدة قضايا وبالسجن المؤبد في أخرى.

محمد البلتاجي

وهو من قياديي حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، ومن رموز ثورة 25 يناير 2011، وكان له حضور بارز في جميع الفعاليات الثورية حتى تلك التي لم يشارك فيها الإخوان.

ومنذ اللحظة الأولى لاعتصام رابعة العدوية، شارك البلتاجي بخطابات ثورية قوية ترفض الانقلاب، كما كان له حضور إعلامي كبير، وزاد من ارتباط اسم البلتاجي باعتصام رابعة مقتل ابنته الوحيدة أسماء ذات الـ17 ربيعا، يوم مجزرة الفض، في مشهد مؤثر لاقى تعاطفا كبيرا.

وفي 29 أغسطس 2013، ألقت قوات الانقلاب القبض على البلتاجي بصحبة خالد الأزهري، وزير القوى العاملة في عهد مرسي، وسرعان ما وجهت إليه عشرات التهم، حكم عليه بالإعدام في عدد منها وبالسجن في أخرى.

حبيبة عبد العزيز

“أستودع عند الله أمنيتين، يقدر بحكمته وقت تحقيقهما، العودة لمصر بشكل نهائي، والشهادة في سبيله”، ويشاء الله أن تتحقق أُمنيتا الصحفية الشابة التي عاشت معظم سنوات عمرها خارج مصر.

ورغم أن حبيبة لم تكن مؤيدة لمرسي، واضطرت لترشيحه في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة؛ هربا من نجاح منافسه أحمد شفيق، فإنها وقفت بقوة ضد الانقلاب العسكري عليه، وبينما كانت تصور بكاميرتها مجزرة فض اعتصام رابعة، استهدفها قناص برصاصة في قلبها، لتلقى حتفها على الفور.

وجدي العربي

“مشروع شهيد”.. جملة اشتهر بها الفنان الشهير الذي اعتزل التمثيل أثناء اعتصامه برابعة، وكثيرا ما ظهر على منصة الاعتصام يحمل لافتة بهذه العبارة، محفزا المعتصمين على التمسك بشرعية مرسي.

وبعد مجزرة الفض، اختفى العربي فترة قبل أن يظهر مجددا في فعاليات معارضة للانقلاب العسكري خارج مصر.

صفوت حجازي

وهو داعية إسلامي، عرف بدروسه في أحد مساجد القاهرة ومحاضراته التلفزيونية، قبل أن يكون له حضور بارز في ثورة يناير، ومع بدء اعتصام رابعة شارك حجازي به، وكانت له كلمة يومية من منصة الاعتصام تدعو المعتصمين للثبات والصمود، وعدم التخلي عن مطلب عودة الشرعية.

ولا يعرف على وجه الدقة متى تم اعتقاله لتضارب الروايات، خصوصا مع إعلان أسرته أولا أن من اعتقل كان شبيها له، ويحاكم حجازي في عدد كبير من القضايا، حكم عليه بالإعدام في بعض منها والسجن في أخرى.

ويتذكر أسامة- وهو طالب ممن اعتصموا في رابعة- أنه سأل عن سر اختيار ميدان رابعة، فجاءت الإجابة من قيادات الاعتصام بالقول إنه قريب من قصر الاتحادية الرئاسي، وتوسطه لعدة مبان استراتيجية، مما يشكل رسالة ضغط على المجلس العسكري، كما أن الإسلاميين سبق لهم التظاهر فيه أكثر من مرة.
لكنه يرى الآن أن الأفضل كان الاعتصام حول قصر الاتحادية نفسه؛ لحماية الرئيس من الاختطاف، فربما تغير مسار ومصير الأحداث، فيما يبدو الأمر بمثابة إعادة تقييم للاعتصام من حيث الفكرة والمكان والتوقيت ونوعية المشاركين.

رامي جان

“كنت أسير في رابعة، أنظر للوجوه فأجد حالة من الرضا تجتاح الجميع، ورغم حرارة الجو فإن التعاون وحب النضال كانا طاغيين على الجميع، وانتقل هذا الفيروس لي فور دخولي الميدان”.

هكذا يروي الصحفي المسيحي الشاب ذكرياته في الاعتصام، قبل أن يؤسس ائتلاف “مسيحيون ضد الانقلاب”، تعرض جان للاعتقال فترة بعد فض الاعتصام، وخاض إضرابا عن الطعام قبل أن يطلق سراحه لاحقا.

يقول “أحمد نصر” أحد المعتصمين في رابعة، الذي نجا من المذبحة: “حينما كانوا يدفعون إلينا بالبلطجية كنت أستدعي مشاهد موقعة الجمل في فبراير 2011 التي أصبت فيها في رأسي، أستدعي تلك المشاهد في رابعة وأردد وأنا أرجمهم بالحجارة: سيهزم الجمع ويولون الدبر، وما زلت أؤمن بتحقق هذا الوعد”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...