هذا يوم العيد

للصائم فرحتان

هذا يوم العيد، هذا يوم عيد الفطر، وللمسلمين عيدان: عيد الفطر، وعيد الأضحى. وكل عيد يأتي بعد عبادة من العبادات الكبرى، وبعد فريضة من الفرائض العظمى، عيد الأضحى يأتي بعد الحج، وعيد الفطر يأتي بعد الصيام (… ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).

جاء هذا العيد، ليفرح فيه المؤمنون بتوفيق الله، و(للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه). إذا أفطر كل يوم فرح، وإذا أفطر بعد الفراغ من رمضان فرح فرحة أخرى، هي فرحة التوفيق لطاعة الله عز وجل، هي أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بنعمة الصيام والقيام، وجاء العيد متمما لهذه النعمة، وفيه يفرح المؤمنون بتوفيق الله (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).

ومن شكر نعمة الله على توفيقه ألا يعيش المسلم فرحة العيد وحده، بل يجتهد أن يشرك معه الفقراء والمساكين من عباد الله، ولهذا فرض الإسلام زكاة الفطر من رمضان، يؤديها المسلم عن نفسه وعمن يمونه ويلي عليه من زوجة وأولاد، وهي مقدار يسير يجب على من يملكه فاضلا عن قوت يوم العيد وليلته ولو لم يكن مالكا للنصاب عند جمهور العلماء. فقد أراد الإسلام أن يعود المسلم العطاء والإنفاق في السراء والضراء، وأن تكون يده العليا يوما، فهو يعطي وإن كان فقيرا، وقد يعطي الصدقة من ناحية، وتجيئه -لفقره- صدقات من ناحية أخرى، وفي الحديث: (… أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى).

والمسلم يطلب المسكين في هذا اليوم ويوصل إليه الصدقة في مكانه، كما جاء: (أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم)

أيها الإخوة: يوم العيد أشبه بيوم الوعيد، أشبه بيوم القيامة (وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة.

أما المستبشرون الفرحون، فأولئك الذين أتم الله عليهم نعمة الصيام والقيام، فهم في هذا اليوم يفرحون وحق لهم أن يفرحوا. وأما الوجوه التي عليها غبرة، ترهقها قترة، فوجوه أولئك الذين لم يقدروا نعمة الله، ولم يمتثلون لأمر الله في الصيام والقيام، فيا ويلهم ثم يا ويلهم (فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...