عبادات قلب في العشر الاواخر

كانت هناك فرصتان لمغفرة الذنوب الصيام والقيام.،
وبقي فرصة واحدة وهي قيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا.
أولا :ما أمنياتك في ليلة القدر :في ليلة القدر لديك عدة أماني ،سقفها ثلاث أماني لا تزال تستمطرها من ربك
1- أن يخلصك الله من همك الماضي (أن يؤمّن ماضيك)، وهي مغفرة الذنوب (غفر له ما تقدم من ذنبك )،ومن يشعر بهم الذنوب فهو موفق . ويزيد ايمانه بمدى حمل هم الذنوب،ولا تكن من المنافقين الذين يشعرون أن ذنوبهم كالذبابة بل كن من المؤمنين الذين يشعرون أن ذنوبهم كالجبال ،لابد أن تذكر نفسك بالذنوب وصفحاتك التي ستنشر يوم نشر الدواوين ،(أما إذا نسيتها فستتذكرها يوم القيامة وتتفاجأ بها ( و لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون.
وعدم تذكر الذنوب لا تجعل العبد ذليلا بل تجعله ممتنا على الله بعباداته،ولا تستهين بالصغائر فقد تلم عليك حتى تهلك. فرصة ان تحط رحالك من همومك ،فرصة أن تقابل الله وقد نجوت من ذنوبك وهمومك ،لذا ادع الله أن تكون هذه الليلة ليلة القدر ليلة انقضاء ذنوبك .
2-الأمنية الثانية : العتق من النار ( أن يؤمن مستقبلك )ومن يكتبه الله من العتقاء فسيوفقه للتوبة من الذنوب لو اقترفها فيما بعد فهو التواب يعاملهم باسمائه وصفاته .
3- الأمنية الثالثة : أن ترفع درجتك ،إذا غفر ذنبك واعتقت من النار فما منزلتك في الجنة ؟
يضاف لك فوق عمرك أكثر من 83سنة .
ثانيا :لماذا ليلة القدر لها هذه المكانة ؟
لأن الله من علينا بالقرآن وكان نزول هذالقرآن في هذه الليلة ،فنزوله إلى الأرض في هذه الليلة كان سببا في بركة هذه الليلة الى يوم القيامة ،فكيف لو نزل على قلبك فهما وتدبرا ثالثا :ما معنى ليلة القدر وما العبوديات التي تحتاجها هذه الليلة ؟حتى تقوم ليلة القدر افهم معناها : لها ثلاث معاني أصلها لغوية :
1- القدر :الحكم والقضاء :ب معنى قدٌر الله وحكم وشرع .العبودية بهذا المعنى تكون في أن لا تغفل عن أن الله يقضي لعباده في هذه الليلة كل ما هو كائن السنة القادمة ،فبداية عامك هو ليلة القدر ،وهي تفاصيل مما كتب في اللوح المحفوظ ،فاسال الله أن يكتب لك في هذه السنة من الرزق ما يقربك إلى الله ،ولا يرد القدر إلا الدعاء ،فقد يكون نازل هذه السنة عليك قدر فيرى الله حسن عملك ودعائك فيغير لك،وهذا كله مكتوب في اللوح المحفوظ (يمحو الله ما يشاءويثبت وعنده أم الكتاب )،فعبوديتك إذن الدعاء والرجاء فالله ودود يتوددإلى عباده ،منان يمن عليهم ،فأعطاهم فرص للقربة والتغيير.
2-القدر :التضييق (فقدر عليه رزقه: وسميت بذلك إما لضيق العلم في هذه الليلة فلا نعرف اي ليلة هي ،وقال السلف من قام الليالي العشر فهو يقينا أدرك ليلة القدر) . أو لضيق الأرض من الملائكة التي تنزل في هذه الليلة ،عددهم أكثر من الحصى) ، قاله أهل العلم والسلف ولم ينكر ،والدليل :قوله تعالى(تنزٌل )بالتشديد أي ينزلون أفواجا وجماعات . لم ينزلون ؟ ينزلون بهذه الارزاق التي تكتب ،أو ينزلون يهنئون المسلمين ويسلمون على اهل الإيمان ممن كتب لهم القبول والعتق ،وهذا إحدى معاني (سلام).حتى جبريل (الروح)لا ينزل إلا هذه الليلة بعد انقضاء النبوة .
ألا تستحي أن تضيع عليك بركتها وفيها كل الفضائل وتنزل الملائكة ولا ينزل على قلبك شيء من الإيمان،ادع الله أن تكون ممن شابهت الملائكة في عبادتهم وادعه أن تكون ممن هنأتهم الملائكة.
3-القدر :علو الشأن والمكانة (وما قدروا الله حق قدره ). العبودية هنا : أن تحمل معاني الشأن والمكانة ،كم من عبد ارتفع شانه عند الله .الإيمان يزيد في القلب فيثقل ،وينعكس على الجوارح فتثقل ،هذا هو ميزانك وشأنك . كم من أناس ليسوا مشهورين عند الناس ولكنهم مشهورون عند الملائكة في السماء من كثرة ثناء الله عليهم كمن يحضرون مجالس الذكر فيباهي الله بهم ملائكته ، وكذلك من أحبهم الله ينادي جبريل أنه يحبه فينادي الملائكة أن يحبوه ، ومن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. كيف يقوم العبد في هذه الليلة ؟ احرص أن يقوم قلبك فيه ]] وقيام القلب :ذله وخشوعه ، حافظ على قلبك كما لو كنت تمسك شيئا في يدك وتخشى من سقوطه وأنت تشتغل ، لو أحد رآك وأنت تغفو لاستحييت ،فكيف لو رآك الله وأنت غافل.
ولو كتب الله لك عبادة غير التي تريد فاعلم أن الخير فيها ولكن استشعر بقلبك الأجر فيها ، كما لو جاءك ضيوف وقت صلاة القيام فلا تتذمر لتركك لصلاة القيام فتذكر أن إكرام الضيف واجب ، وأجر إكرامه كبير ،فالعبادة أن يراك الله على ما يحب هو لا ما تحب أنت . وقد مدح الله النفس المطمئنة بأنها راضية (ارجعي إلى ربك راضية مرضية) .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...