رمضان شهر الجود

مما لا شك فيه أن الصوم يربي في قلب الصائم العطف على الفقير والمحتاج حينما يشعر بألم الجوع فيسارع بالجود على المحتاج ابتغاء مرضاة الله, دون انتظار لعوض من أحد, ولا لغرض دنيوي, بل إن الجَوَاد لا ينتظر سؤال المحتاج للمساعدة, ولكنه يسارع بالبحث عنه, ليعطيه العطاء بنفس سخية راضية ترجو الرضا والعطاء من رب يجزل العطاء للمحسنين.
والجود معنى عام, يشمل الجود المعنوي والمادي, ومن صوره: الإحسان إلى الناس, والإنفاق والسخاء, التعاون على البر والتقوى, السماحة في البيع والشراء والقضاء والاقتضاء, تفريج الكربات, الإيثار, والمروءة, وكظم الغيظ, والعفو عن الناس.
ورمضان هو شهر التربية والتغيير, وما أجمل أن نجتهد بالتخلق بخلق الجود, ونطهر أنفسنا ومجتمعنا من الشح والكنز والإسراف والأثرة, حتى نرى في وطننا الحبيب, الغني الذي يحنو على الفقير, والكبير الذي يرحم الصغير, والصغير الذي يوقر الكبير، وفي الحديث (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ) أخرجه أبو داود، وفي الحديث (مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا) أخرجه أبو داود
الرسول صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل, وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن. فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) البخاري – الفتح واللفظ له. ومسلم.
الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخاف الفقر:عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنمًا بين جبلين. فأعطاه إياه. فأتى قومه. فقال: أي قوم. أسلموا, فوالله إن محمدًا ليعطي عطاء من لا يخافُ الفقر) مسلم.

تسابق الصحابة رضي الله عنهم في الجود:
تأمل في هذا التسابق بالجود في غزوة تبوك, عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدق, فوافق ذلك مالاً عندي, فقلت: اليوم أسبق أبا بكر, إن سبقتُه يومًا , فجئت بنصف مالي, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله, قال: وأتى أبوبكر رضي الله عنه بكل ما عنده, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟, قال: أبقيت لهم الله ورسوله, قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا) أبو داود وقال الألباني: حسن.

على المسلم أن يقتصد في حياته ولا يسرف ليجعل في ثروته متسعا يسعف به المنكوبين:
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى حين قرن النهي عن التبذير بأمر الإنفاق على القرابة والمساكين. فإن المبذر متلاف سفيه, يضيع في شهواته الخاصة زبدة ماله. فماذا يبقى للحقوق الواجبة والعون المفروض؟؟
قال تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (الإسراء: 26, 27)
قال ابن قدامة – رحمه الله تعالى: الجَوَادُ من قام بواجب الشرع (الزكاة والنفقة على العيال) ولازم المروءة (ترك المضايقة, والاستقصاء عن المُحقَّراتِ ويبذل زيادة على ذلك) مختصر منهاج القاصدين، ومضى السياق في الإيصاء بالمحتاجين وصيانة وجوهم فأمر المسلم أن يرجَّيهم الخير, وأن يرد بميسور من القول إذا كان لا يملك إيتاءهم ما يبتغون (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا) (الإسراء: 28).
وللجود صور متنوعة منها:
الجود بالنفس: قال الشاطبي: رحمه الله تعالى: (الجود بالنفس أقصى غاية الجود)، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (التوبة: 111)، ورمضان شهر الجهاد والانتصارات, وما عرف المسلمون الأوائل النوم والراحة في شهر رمضان, بل عرفوا التعب وبذل الجهد والعرق لنصرة الإسلام وخدمة المسلمين, ونحن أتباعهم علينا أن نقتدي بهم, ونعمل بكل طاقتنا لبناء ونهضة مصرنا الغالية, قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105).
الجود على الأهل بحسن العشرة, والنفقة: عن عائشة رضي الله عنها: ما كان أحد أحسن خلقًا من رسول الله, ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال: لبيك. عن أنس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بهدية قال: اذهبوا بها إلى بيت فلانة, فإنها كانت صديقة لخديجة, إنها كانت تحب خديجة) وقد كان ذلك بعد وفاتها، وفي الحديث (إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة) البخاري. فالمسلم عليه أن يجود على أهله وأولاده في اعتدال دون إسراف أو تبذير, مخلصًا لله تعالى في نفقته حتى يفوز بالأجر من الله سبحانه وتعالى.

الجود على الأرحام: قال تعالى: (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)(الأحزاب: 6). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة, وعلى القريب صدقتان, صدقة وصلة) الترمذي، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل – وكان أحب أمواله إليه بيرحاء, وكانت مستقبلة المسجد, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) (آل عمران: 92) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله – إن الله تبارك وتعالى يقول (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) وإن أحب أموالي إلي بيرحاء, وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله, فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ ذلك مال رابح. ذلك مال رابح , وقد سمعت ما قلت, وإني أرى أن تجعلها في الأقربين. فقال أبو طلحة افعل يا رسول الله, فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه) البخاري – الفتح واللفظ له.
الجود بالأخلاق الحسنة وقضاء الحوائج: ما أحوجنا في هذه المرحلة إلى الجود على أبناء أمتنا بمحاسن الأخلاق, والتكافل المعنوي والمادي, حتى نصبح كالجسد الواحد, والبناء المرصوص, الذي يستعصي على الأعداء.
ومن صور هذا الجود التي تعد من أبواب الصدقات في الإسلام قوله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة, وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة, وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة, وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة, وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة, وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة) البخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبوبكر رضي الله عنه أنا. قال (فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبوبكر: أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبوبكر: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبوبكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امريء إلا دخل الجنة) مسلم.
قصة رجل يجود بالعفو عمن أساء إليه: ذكر الحافظ ابن حجر أن الحافظ ابن مندة روى من حديث أبي عيسى بن جبر قال: كان عُلبة بن زيد بن حارثة رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , فلما حض على الصدقة جاء كل رجل منهم بطاقته وما عنده, فقال علبة بن زيد: اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به, اللهم إني أتصدق بعرضي على من ناله من خلقك, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديًا فنادى أين المتصدق بعرضه البارحة؟ فقال عُلبة: أنا, فقال: (قد قُبلتْ صدقتك) الإصابة. وعلبة بن زيد بن حارثة من البكائين السبعة في غزوة تبوك.

الجود بالسماحة: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخل رجل الجنة بسماحته قاضيًا ومتقاضيًا) رواه أحمد، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى) البخاري، وفي الحديث (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه) مسلم.
وخيرهما الذي يبدأ بالسلام: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال, يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا, وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) البخاري– الفتح، وتأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) فمن منا يبدأ أخاه ويجود عليه بالسلام حتى يكون خيرًا من أخيه عند الله وعند الناس.
الإيثار أعلى درجات الجود: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (يا عبد الله بن عمر, اذهب إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام, ثم سلها أن أدفن مع صاحبي. قالت كنت أريده لنفسي فلأوثرنه اليوم على نفسي. فلما أقبل قال له: ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين)(البخاري – الفتح) وعن حذيفة العدوي, قال: (انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي ومعي شيء من ماء وأنا أقول: إن كان به رمق سقيته ومسحت به وجهه, فإذا أنا به, فقلت: أسقيك؟ فأشار إلى أن نعم. فإذا رجل يقول آه. فأشار ابن عمي إلي أن انطلق به إليه فجئته فإذا هو هشام بن العاص فقلت: أسقيك؟ فسمع به آخر فقال آه. فأشار هشام: انطلق به إليه فجئته فإذا هو قد مات. فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات, فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات. رحمة الله عليهم أجمعين) إحياء علوم الدين, للغزالي.
التحذير من البخل: من يبخل فإنما يبخل عن نفسه: قال تعالى: (هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ) (محمد: 38).
الوعيد للبخلاء: قال تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (آل عمران:180) والفوز بخيري الدنيا والآخرة لا يحرزه إلا من نجح في قمع دوافع البخل في نفسه حتى عودها على التكرم والسخاء: قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (التغابن:16)

السخي قريب من الله, قريب من الناس, قريب من الجنة, بعيد من النار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (السخي ُّ قريب من الله, قريب من الناس, قريب من الجنة, بعيد من النار, والبخيل بعيد من الله, بعيد من الناس, بعيد من الجنة, قريب من النار, ولجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل) الترمذي.
الجود طريق الفوز بالأجر والأمن والسعادة: قال تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:274).
والجود سبب النماء: قال تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سبأ: 39) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا) (البخاري) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان, فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشِّراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء, فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له: يا عبد الله, ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي سمع في السحابة, فقال له: يا عبد الله, لم تسألني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك, فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا, فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه) مسلم وفي الحديث (ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ) (سنن الترمذي)
والجود هو الذي يبقى للإنسان عند الله تعالى:(يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي قَالَ وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ) مسلم، روى عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بقي منها؟ قالت: ما بقي منها إلا كتفها. قال: بقيت كلها إلا كتفها) الترمذي. وكانوا قد تصدقوا بها ما عدا كتفها.
البذل الواسع عن إخلاص ورحمة يغسل الذنوب ويمسح الخطايا: قال تعالى: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة: 271) قال تعالى: (إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ*عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (التغابن: 17, 18).

صنائع المعروف تقي مصارع السوء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ) الطبراني.
وفي الختام نوصي أنفسنا: بالكرم والسخاء على المحتاجين, والإسهام في مشروعات الخير في المجتمع, والتضحية من أجل إغاثة المنكوبين خاصة الذين يعيشون في أطراف وطننا الحبيب, في جنوب سيناء, وغيرها.
نريد الجهاد المالي لنصرة إخواننا في فلسطين والمسجد الأقصى, وإغاثة إخواننا في سوريا. ونتواصى بكظم الغيظ, والعفو عمن أساء إلينا, والحلم واللين والرفق في معاملاتنا. وإن لم نسع الناس بأموالنا فليسعهم منا حسن خلق وبسط وجه. وعلينا بصلة الأرحام التي جعلها الله تعالى سببًا لزيادة الأعمار, والبركة في الأرزاق. سؤال : قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} أذكر اسم السورة . زيارة أحد الأقارب , وزيارة مريض .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...