رمضان سيد الشهور

• اقترن شهر الفضل والذكر والعبادة والشكر والقران والقيام شهر رمضان في أدبنا العربي والإسلامي – بصفة عامة – بالمآكل والمشارب، والسهر والسمر، والمفاكهات والتواشيح.
• واقترنت سلوكيات الناس فيه باللذائذ والأطايب، والحلوى والياميش، والمكسرات واللفائف، والمحاشي والكنائف..
• واقترن الإعلام فيه، بالصخب والضجيج، والفوازير والأحاجي، والمسابقات الهازلة، والكرة والممثلين، والشاردين والواردين، الذين لا يمثل شهر رمضان لهم سوى نوم بالنهار ومنادمة بالليل، في سرف وترف لا مثيل له، ولا قدرة لأحد عليه..
• واقترن شهر رمضان في الشوارع والساحات، والطرق ووسائل المواصلات، بالزحام الخانق، والجو الضائق، وانفلات الأعصاب والألسنة، وبعثرة الكلام الفاحش، بحجة الجوع والظمأ، وشدة الصوم وقلة النوم!!!!
• واقترن شهر التهجد والتعبد، والصدقة والبر، بانتهاز التجار، والتهاب الأسعار، والتلاعب بأقوات الناس، ما بين احتكار واستغلال، بداية من تمرة الصائم وطعمته، وانتهاء بسترة العيد وبهجته!! واقترن شهر الزهد والتنزه، حتى عمّا أحل الله عز وجل، إلى الهوى في المباذل والشره في المآكل، وملء البطون بكل ما يذهب الفطنة، ويعيق عن النشاط والحركة، ويحقق الخير والبركة.
• ولعل هذا التدني لم يعد في واقعنا اليوم سلوكًا فرديًا، أو أسريًا، بل أضحى واقعًا اجتماعيًا، نئن جميعًا تحت أسره، ونذمه ونحن المذنبون، ونعيبه ونحن المخطئون، وغدا رمضان في واقعنا .. شهر الموائد والموالد، والزينات والرايات، والأضواء والبهارج… والكواليس والفوانيس والمقاهي (صديق البيئة) والمسحراتي الذي لا يجد فيه من يوقظه، لأن الجميع ساهرون بالليل، نائمون بالنهار.. ورحم الله الشاعر الفذ المتعدد المواهب الشيخ الصاوي شعلان، الذي نعى يومًا مثل هذا الحال المائل فقال:
ماذا علمت عن الصيام وقد أتى شهر الصيام
شهر التواصل والتراحم والتآخي والوئام
فعلى ندى إحسانه يسرى إلى الدمع ابتسام
وعلى هدي قرآنه يجلي عن الكون الظلام
وعلى آذان بلاله يصحو الزمان من المنام
فاحذر صيام الكاذبين وصوم عباد الحطام
الممسكين عن الحلال المفطرين على الحرام
رمضان تاج للشهور وغرة لمن استقام
فاطلب لنفسك رشدها بين الملائكة الكرام

…. واللهم إياك نسأل .. أن تقبل عثراتنا، وأن تجبر كسرنا، وأن تتولى أمرنا .. وأن تردنا بفضلك إلى الحق ردًا جميلاً اللهم آمين…

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...