بماذا رئيس الكيان الصهيوني على أردوغان وزوّر التاريخ

في رد على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول قيام “إسرائيل” بـ”تهويد” مدينة القدس المحتلة، زعم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، أن “غالبية” اليهود عاشت في القدس المحتلة منذ الحكم العثماني، لكن الحقائق والأرقام تؤكد زيف هذا الادعاء.

سياسات التمييز

واتهم أردوغان “إسرائيل” في تصريحات له يوم الاثنين الماضي، بأنها تمارس ذات السياسة التي مارستها سلطات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا “الأبرتهايد”، وأنها “لا تجد من الدول من يردعها لإلغاء سياسات التمييز ضد الفلسطينيين”.

وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتراجع عن فكرة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتوعد بالرد على ما يعرف بقانون “منع الأذان” في حال تمريره بـ”الكنيست” الإسرائيلي، في حين حث المسلمين على الإكثار من زيارة المسجد الأقصى المبارك دعما للفلسطينيين.

وقال ريفلين الثلاثاء الماضي: “لقد سمعنا أصواتا هاجمت إسرائيل على بناء حياة يهودية في القدس، أقول لهؤلاء؛ في الـ150 عاما الأخيرة كانت هناك أغلبية يهودية في القدس، حتى تحت حكم الإمبراطورية العثمانية كانت هناك أغلبية يهودية في القدس”، وفق ما أورده موقع “تايمز أوف إسرائيل”.

وقال ريفلين، خلال اجتماعه مع رئيس أساقفة كانتربري جاستين ويلبي، في مدينة القدس المحتلة: “تحت السيادة الإسرائيلية نواصل بناء القدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي”. وأضاف: “لا شك أن القدس هي صورة مصغرة من قدرتنا على العيش معا، وسنواصل ضمان حرية العبادة لجميع الأديان”.

وبطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قام المدير العام لوزارة الخارجية يوفال روتيم، بالاتصال هاتفيا، الثلاثاء، مع السفير التركي لدى الاحتلال كمال أوكيم، في “محادثة توضيح”، وذلك في أول مواجهة بين تركيا والاحتلال منذ استئناف العلاقات بينهما العام الماضي.

ثكنة عسكرية

أما رئيس بلدية القدس نير بركات، فقد ادعى، أن مدينة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي “مدينة مزدهرة ومنفتحة وحرة تسمح بحرية الدين والعبادة للجميع”، زاعما أن “صلة اليهود بالقدس تعود إلى ثلاثة آلاف عام”، وفق قوله.

وبحسب للأوضاع المختلفة في مدينة القدس؛ فإن سلطات الاحتلال تعمل بشكل منتظم على إصدار قرارات إبعاد بحق الفلسطينيين وخاصة القيادات، عن الأقصى ومدينة القدس، وتسمح باستمرار المتطرفين اليهود باقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين.

ووفقا لإفادات سابقة من إدارة الأقصى فإن الاحتلال يمنع دائرة الأوقاف من إجراء أعمال ترميم وصيانة داخل الأقصى تعيق باستمرار عملية إعماره، في حين يحرم ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر من الوصول إلى القدس التي أصبحت ثكنة عسكرية بفعل إجراءات الاحتلال، كما أنهم يمنعون من الصلاة في الأقصى.

وما زالت “إسرائيل” تعمل بشكل مستمر على الحفر أسفل الأقصى والأحياء المجاورة، بحثا عن الهيكل المزعوم أو أي آثار تدلل على وجود يهودي بالقدس، لكن المراقبين يؤكدون أن الاحتلال لم يعثر على أي دليل يشير إلى ذلك.

من جانبه، كشف الباحث المختص في شؤون الهجرة اليهودية في القدس، فادي عبد الباري، “زيف وكذب” تصريحات الرئيس الإسرائيلي التي زعم فيها أن “غالبية” اليهود عاشت في القدس منذ الحكم العثماني، منوها إلى أن “الوجود اليهودي في القدس؛ كان بسبب الهجرة وليس بسبب الزيادة الطبيعية (المواليد ناقص الوفيات)”.

عدد السكان

وأكد أن “أول من سكن القدس هم العرب (اليبوسيون؛ وهم بطن من بطون الكنعانيين)، وسكنوا على تلة يبوس التي تقام عليها الآن مدينة القدس”، منوها إلى أنه “مع توجه العثمانيين إلى القدس عام 1516، فإنه لم يذكر أن هناك وجودا يهوديا في القدس، وفق الدراسات التاريخية الموثوقة”، وفق تأكيده.

وحول طريقة وصول اليهود إلى القدس في العهد العثماني، أوضح الباحث، أن اليهود “طلبوا من السلطان العثماني السماح لهم بالسفر للقدس، فسمح لبعضهم، حتى إن عددهم وصل عام 1819 عبر الهجرة، إلى نحو ألفي مستوطن يهودي وارتفع عام 1881 إلى ستة آلاف بنسبة 12 بالمائة تقريبا، من مجمل سكان القدس”.

وتابع: “ارتفع عدد اليهود في القدس عام 1895 إلى 28 ألف يهودي بنسبة 15 بالمائة تقريبا من مجمل السكان، بسبب هجرتهم من أوروبا وأمريكا وروسيا”، لافتا إلى أن “عدد اليهود عام 1918 بعد انتهاء الحكم العثماني انخفض إلى 21 ألفا بسبب الحرب العالمية الأولى، ولم يكن وقتها لليهود بالقدس أي حي خاص بهم”.

ومع وصول الاحتلال البريطاني إلى فلسطين، “أوجدت بريطانيا لليهود موقع قدم بالقدس، وتم إنشاء الحي اليهودي الخاص بهم في البلدة القديمة خلال فترة الاحتلال البريطاني”، بحسب المختص الذي أوضح أن عدد اليهود وصل عام 1948 إلى 54 ألف يهودي بنسبة 65 بالمائة من مجمل السكان بالقدس (لم يكن لهم تواجد في القسم الشرقي)”.

وأفاد الباحث بأن الإحصاءات الإسرائيلية الرسمية لعام 2014، تشير إلى أن مجمل عدد السكان في مدينة القدس المحتلة، وصل إلى نحو 849800 نسمة، منهم؛ 533900 مستوطن يهودي بنسبة 62.8 بالمائة، والباقون هم من الفلسطينيين العرب (مسلمين ومسيحيين) وعددهم 315900 تقريبا”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...