مفاتيح البركة في حياتنا

عادل الله
إذا أردت أن تدخل إلى شقتك بعد عودتك من عملك فلن تستطيع أن تدخل بلا مفتاح، ولكن إذا أردت أن تدخل البركة إلى حياتك أو تذهب إليها فلا بد من مفاتيح كثيرة لها، ومفاتيح البركة في الحياة ها هنا ننصح أنفسنا وإياك بها.
إنَّ البركة -في البداية- لا تعني زيادة في المال فحسب؛ بل البركة هى الزيادة في أي شيء وفي كل شيء في حياتك (زوجة صالحة بركة – أولاد صالحون بركة – معافاة من مرض بلا طبيب بركة – زوال نقمة أو مصيبة أو مشكلة بركة – دخولك في علاقة اجتماعية صادقة بركة – حصولك على محبة الناس بركة – محافظة على الصلاة وغيرك محروم بركة – ) وفوق هذا وذاك فهى نعمة من الله لا تعد ولا تحصى ولا يتحكم فيها أحد مهما أوتى من قوة أو مال.
ولكى تصل إلى كل ما سبق وأكثر، إليك مفاتيح البركة في حياتك أنت وأهلك وأولادك، وأسأل الله أن يعيننا وإياك عليها، وأن يوفقك لبركاته ورحماته:
1. تقوى الله -جلَّ وعلا- في كل حال (سرًّا وعلانية): يقول الله تعالى: (ولو أن أهل اقلرى آمنوا ) فالخير كل الخير والبركة كل البركة في تقوى الإله وخشيته في السر والعلن، تتقيه في عملك ومسئوليتك، تتقيه في زوجتك وأولادك، تتقيه في زوجك وبناتك، تتقيه في المعاملات والأخلاقيات، وعلى كل حال.
2. الدعاء واللجوء إلى المولى جلَّ في علاه: فإن ضاق عليك رزقك، أو كثرت عليك المشاكل أو عظمت همومك، فليس لك إلا ربك الذي خلقك فسواك فعدلك …. تقرع بابه فيباركك ويبارك لك وفيك وعليك، وتذكر معي: لمَّا دخل الرسول على أبي أمامة وهو في المسجد في غير وقت صلاة، ثم شكا إلى النبي ديونه وهمومه، فأرشده النبي إلى الدعاء: {اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن} وما إن قالها الصحابي –بيقين- حتى ذهب همه وقضى دينه.
3. صلة الأرحام: قال صلى الله عليه وسلم، (من أحب منكم أن يبسط له رزقه وأن ينسأ له في أثره، وأن يُزَاد له في عمره فليصل رحمه) وبسط الرزق والزيادة في العمر والبركة في أثر صالح، إنما هى بركة من الله ثوابًا لمن وصل رحمه.
4. تفريج هموم الآخرين والصدقات: من يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن فرَّجَ كُرْبَةً من كرب الدنيا عن مسلم فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وفارق كبير بين كربة من كرب الدنيا وكرب الآخرة. كما أن النفقات والصدقات على الفقراء والمساكين، تجعل لك بركة في الحياة في كل مجال (ما من يوم تصبح إلا وفيه ملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم اعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا) فالبركة في أن تعطي لا أن تمسك وتبخل.
5. العمل والكسب الطيب: الدين الإسلامي دين العمل والجد والإنتاج والبذل، فمن عمل بارك الله له في عمله وسعيه، قال تعالى: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)، فالمشى والسعى في الحياة قرين زيادة الرزق وكثرة البركات.
6. التوكل الصادق على الله، مع الأخذ بالأسباب: يقول الرسول –صلوات ربي وتسليماته عليه- (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا) وهذا السعى والعمل إنما هو توكل على الله وأخذ بالأسباب بعكس من ينتظر السماء أن تمطره ذهبا أو فضة.
7. قراءة القرآن: لقد جعل الله كتابه بركة (ولا يعني ذلك بركته في وضعه على رف في البيت، أو وضعه في السيارة مخافة الحوادث، أو وضعه حجابا للأبناء مخافة الحسد) ولكن قراءته وتدبره والعمل بما فيه من أحكام وآداب وأخلاقيات، قال تعالى: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) وقال عز وجل: (إن هذا القرآن يهدي للتي هى أقوم).
8. اجتماع العائلة على طعام واحد: إنَّ من مفاتيح البركات أن تجتمع الأسرة كلها على طعام واحد؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كلوا جميعا ولا تفرقوا فإن البركة في الجماعة، فطعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة) وهذا يفسر لنا فقد البركة في الطعام في هذا الزمان، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
9. كثرة شكر الله على نعمه: إن الشاكر لربه ونعمه صاحب نفس طيبة وروح شفافة مؤمنة تقية، ولذا جعل ثواب من شكر الزيادة والبركة؛ فقال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) فاشكروا الله على نعمه يزيدكم نعمة على نعمة.
10. التبكير في طلب الرزق كل صباح بركة: لقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن قام في البكور بالبركة، (صلاة فجر + الخروج سعيًا على الرزق مبكرا = بركة ليس بعدها بركة) ويقول الرسول وفمه أشرف وأطهر فم عرفته الدنيا يدعو ربه فيقول: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)
هذه مفاتيح مؤكدة للبركة، تلك عشرة كاملة، فمن استعان بها وفقه الله للبركة الكاملة، ونسأل الله تعالى أن يزيدنا وإياكم بركة ورزقا واسعا وفضلا كريما.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...