همسة إيمانية “تعرف على قلبك”

القلوب ثلاثة:
(القلب الأول):قلب خال من الإيمان وجميع الخير، فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذ بيتاً ووطناً وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن.
(القلب الثاني): قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الاهوية، فللشيطان هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع، فالحرب دول وسجال.
وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر، ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر.
ومنهم من هو تارة وتارة.
(القلب الثالث): قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان، وانقشعت عنه حجب الشهوات، وأقلعت عنه تلك الظلمات، فلنوره في صدره إشراق، ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق.

وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت:
بيت خال صفر لا شئ فيه.
وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره، وليس جواهر الملك وذخائره.
وبيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره.

فجاء اللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق؟
فإن قلت من البيت الخالي كان محالاً لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق،
ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما: إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها، فقال: وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب؟
وإن قلت: يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع، فإن عليه من الحرس واليزك وما لا يستطيع اللص الدنو منه، كيف وحارسه الملك بنفسه؟ وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله؟
فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات.

فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فإنها على منواله.

“الوابل الصيب من الكلم الطيب”
ابن القيم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لو محتاجة حلويات فى اللانش بوكس.. إليك طريقة عمل الكوكيز

إعداد حلوى شهية وبسيطة هو أمر تبحث عنه جميع ربات البيوت المهتمات بتقديم كل ما ...