المتهم محكوم بالإعدام رغم إثبات برائته !!

قضية الحارس : أدلة البراءة في المواجهة الأخيرة مع قضاء النظام
ورد ضمن تقرير للمرصد العربي لمناهضة عقوبة الإعدام أن عقوبة الإعدام تعتبر قتل متعمد مع سبق الإصرار والترصد من قبل شخص ما لشخص آخر، وسواء قام بالقتل حكومة معينة أومجرم ما فلن يغير ذلك من حقيقة أننا نواجه حالة قتل متعمد، إن الغرض من العقاب هو إصلاح حال المجرم وليس الانتقام منه فما بالك بالحكم المغلظ على برئ ؟!
ونحن هنا بصدد نقل بعض البراهين والأدلة عن “لجنة الدفاع عن المعتقلين بالدقهلية” والتي تُثبت براءة مجموعة من الشباب المصري المتهم فى القضية رقم 781 لسنة 2014 كلي جنوب المنصورة، 26 لسنة 2014 جنايات أمن الدولة العليا، والمعروفة إعلامياً بـ “قــــتـــــل الــــحـــــــارس” ، والذين ينتظرون جلسة نقض حكم الإعدام الصادر في حقهم يوم الأربعاء القادم ٣-٥-٢٠١٧ .
بدأت القصة في 28 فبراير 2014 ، حيث أُعلن عن مقتل رقيب الشرطة “عبدالله متولي علي الحملي- 42 سنة – من قرية الحجايزة السنبلاوين” حارس منزل المستشار “حسين قنديل” قاض اليمين فى هيئة محاكمة الرئيس المصري المحتجز “محمد مرسي”، جراء إطلاق الرصاص الحي عليه من قبل ملثمين لم يتم التعرف عليهم وفروا هاربين.
عقب ذلك شنت الداخلية حملات أمنية أول مارس 2014، على جميع مراكز محافظة الدقهلية ، وأسفرت عن القبض العشوائي على21 شاباً ، دون سند قانونى أو أية أدلة تثبت تورطهم فى الجناية، وتعرضوا بعدها لإختفاء قسري بمدد متفاوته لاقو فيها جميع أصناف التعذيب الجسدي والنفسي، وأكدوا ذلك جميعاً خلال تحقيقات النيابة، وكان هدف التعذيب إكراههم على الاعتراف بجريمة قتل الرقيب المذكور.
ليظهر المتهمون في فيديو من تصوير أجهزة الأمن سجلوا فيه اعترافهم بالتهم الموجهة إليهم وقد ظهرت عليهم آثار التعذيب الواضحة ، وظهرت أمامهم ترسانة أسلحة ليس لها أي علاقة بالأحراز المقيدة لاحقاً في محضر القضية.
https://www.youtube.com/watch?v=4S7DMgku9lo
في 15 يونيو 2014 قرر النائب العام إحالة القضية لمحكمة الجنايات .
وفي 18 أغسطس 2014 عقدت أول جلسة محاكمة للمتهمين بمحكمة جنايات المنصورة تحت رئاسة المستشار “منصور صقر” ونقلت القضية بعدها للمستشار “أسامة عبدالظاهر”، ثم توالت التأجيلات للنطق بالحكم إلى تاريخ 9 يوليو 2015، أي بعد 16 شهر من الاحتجاز ، أحال ” عبد الظاهر” أوراق 8 من الشباب حضورياً إلى المفتي.
الشباب المتهمون هم :
إبراهيم يحي عزب
خريج كلية الصيدلة والمُعتقل منذ أن كان طالباً بالفرقة الرابعة،
في الخامس من مارس 2014، اتصل صديق إبراهيم به؛ طالبًا لقاءه في إحدى العقارات بالمنصورة، ليُعاين طفلًا مريضًا. ذهب إبراهيم للقاء صديقه، ثُم انقطعت الأخبار عنه، وعن صديقه أيضًا.
في 20 يونيو 2015، وقبل صدور حكم الإعدام النهائي بحقه، نُقل إبراهيم إلى زنزانة الإعدام في سجن العقرب !
أخت إبراهيم تتحدث عنه بعد عامين من اعتقاله “مرفق صورة”
أحمد الوليد الشال
طبيب امتياز، تم اختطافه في السادس من مارس 2014 من أمام كليته بجامعة المنصورة،
في مقطع فيديو حكت والدة الشال تفاصيل القبض على نجلها، وتعرضه للتعذيب، واختفاءه قسرياً لمدة عشرة أيام
أثناء تلك المدة كانت السلطات المصرية تنفي أي علم لديها عن مكان الوليد.
https://www.youtube.com/watch?v=L-BEHAYgJJs
عبد الرحمن عطية :
طالب بالفرقة الرابعة طب جامعة الأزهر، اعتقل ، في الثامن من مارس 2014، أثناء استقلاله مترو الأنفاق، بحسب رواية والدته. ولمدة أسبوعين لم يُعرف عنه شيئًا، حتى ظهر في فيديو الاعترافات.
و بحسب والدته، فإن نجلها كان مُشيعًا لجنازة ابن عمه يوم مقتل رقيب الشرطة ، مع وجود شهود عيان سُجّلت شهادتهم أكدوا ذلك أيضًا، إلا أن المحكمة رفضت الأخذ بتلك الشهادات، وأيّدت حكم الإعدام عليه.
خالد جاد عسكر
خريج كلية العلوم وطالب دراسات عُليا، وبحسب رواية أسرته، فإن خالد قد اعتقل في السادس من مارس 2014، دون أن يعرف ذووه مكان احتجازه، وأحيل خالد لاحقًا لمحكمة الجنايات، وهُناك سرد على القاضي ما حدث له من تعذيب؛ كي يعترف بالتهم المنسوبة إليه، وخلع أمام القاضي قميصه ليريه آثار التعذيب، لكن دون فائدة.
باسم محسن الخريبي
يبلغ من العمر27 عام، يعمل مهندس لدى شركة “ERIS” ،التابعة لهيئة السكك الحديد، أعتقل في الرابع من مارس 2014 من أحد شوارع المنصورة ،استطاع فورًا الاتصال بأهله ليخبرهم أنه قد اُلقي القبض عليه، لكنه بعد ذلك اختفى تمامًا ، ولم تعلم أسرته عنه شيئًا لثلاثة أشهر، كان مُحتجزًا خلالها في سجن العازولي بالإسماعيلية.
مداخلة والدة المهندس باسم محسن المختطف منذ 4 مارس 2014
https://www.youtube.com/watch?v=ZPy4RLOO0M8
أحمد محمود دبور
مهندس تبريد وتكييف. أُلقي القبض عليه في الأوّل من مارس (آذار) 2014م، ليختفي لشهر قبل أن يُعرض على النيابة. بحسب رواية اُسرته، فإن نجلها تعرّض للصعق والجلد والتعليق على الجدران خلال فترة اختفائه، كما أخبرهم، وذلك ليعترف بالتهم المنسوبة إليه.
محمد علي العدوي
طالب بـآداب جامعة المنصورة- ، أُعتقل في الرابع من مارس (آذار) 2014م. لم يعرف أحد مكان احتجازه لثمانية أيام، وبحسب رواية ذويه، فإن نجلهم تعرض لألوان مُختلفة من التعذيب في أيام «الاختفاء القسري» .
محمود ممدوح وهبة
الطالب بالفرقة الثانية كلية الهندسة وأحد أوائل دفعته- في الثاني من مارس 2014، أُلقي القبض على وهبة الذي لم يعرف أهله عنه شيء.
الثغرات التي أعلنها دفاع الشباب لبطلان الاتهامات ضدهم منها وليس حصراً :
بحسب تقرير الائتلاف العالمي للحريات والحقوق، عن هذه القضية، فإن أحرازها في المحضر الرسمي، تحتوي على ماسورة صرف صحي، وبندقية قديمة لم تُستخدم من قبل، ولا يوجد لها أي أعيرة نارية ، بالاضافة إلى أن شريط المراقبة المستخدم في المحكمة قد اختفى. يُضاف إلى ذلك أن ثلاثة من المتهمين في القضية، والمسجونين في سجن العقرب، نُقلوا إلى عنبر الإعدام قبل إصدار الحكم عليهم !!
وكانت الأجهزة الأمنية، قد أعلنت أنها ألقت القبض على المتهمين في شقة بالمنصورة، كما سبق وذكرنا، وهو الأمر المُخالف لشهادة الشهود وأسر المتهمين، الذين قالوا: إن المتهمين قد أُلقي القبض عليهم بصورةٍ عشوائية، وفي أماكن وأوقات مُتفرقة.
وتواريخ إلقاء القبض على الشباب الثمانية جميعها تسبق تورايخ العرض على النيابة ،ولم تسقط المحكمة شيئا من الدفوع ببطلان القبض والتفتيش.
السلاح المستخدم في قتل المجني عليه
حيث ذكر تقرير الطب الشرعي أن الطبنجة التي أُدعي ضبطها عيار9مم حلوان ،بينما أن الفارغ الذي عثر عليه بجوار المجني عليه تُبين إطلاقه من سلاح نارى عيار 9مم طويل صناعة أجنبية ، وهذا ما أغفله القضاء .
بطلان اعترافات المتهمين لأنها وليدة إكراه
وكان الطاعنون جميعا قد أبلغوا النيابة في أثناء التحقيقات بوقوع التعذيب عليهم وإكراههم على الإدلاء بما اعترفوا به من أقوال تحت وطأته، وتعرف بعضهم على شخص من عذبه وذكر اسمه ولم تلتفت النيابة إلى ذلك جملة.
تقرير الطب الشرعي لجثة الحارس
التقرير الطبي لمقتل رقيب الشرطة، يذكر أنه قُتل في وضع قائم، ما يعني أن القاتل كان يسير على قدميه أثناء إطلاق النيران على الضحية، ولم يكن مُستقلًا دراجة بخارية. بهذا فإن التقرير الطبي يُخالف اعترافات أحمد الوليد في المحضر!.
من شهادات الأهالي بالانتهاكات التي يتعرض لها أبنائهم
والدة “خالد عسكر” :
“هنشممكم دمهم وهنعدمكم زيهم”
“صرخة أوجهها لكل الحقوقيين لكل من يعرف أن هناك شيء اسمه الانسان وكل من يبحث عن كرامة الانسان زرت محمد ابني امس لاعرف ما حدث له في برج العرب عندما قاموا باعدام خمسة من الجناءيين وبعد اعدامهم قالوا للشباب : ” هنشممكم دمهم وهنعدمكم زيهم ”
تقول والدة “العدوي ”
غرفة التأديب التي يسجن فيها ابني عبارة عن غرفة ليس فيها أي شيء سوى بعض الحشرات ولا يوجد فيها جردل لقضاء الحاجة ولا يوجد بها حمام ولا مياه للشرب والمياه عبارة عن زجاجة لتر ونص فقط في اليوم تملاء كل يوم، والطعام الذي قدم لهم عبارة عن رغيف عيش فوق منه نصف قطعه حلوه
ساعات قاسية تفصل الثمانية شباب وأهلهم عن الحكم النهائي بتأكيد أو بطلان حكم الإعدام في النقض المقدم والذي تم ترحيله من 19 إبريل من الشهر الماضي حتى 3مايوا .. فهل سيستعيدون حقهم في الحياة ؟

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...