أهمية الصلاة ومكانتها من الدين

وما الحديث عنها الا حديثا عن الدين
فهي عمود الدين كما ورد وصفها فى حديث معاذ الثابت المرفوع
( …… رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ….) وهى راحة النفس من همومها وطهارة لها من أوزارها كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ( أنه كان إذا همه أمر فزع إلى الصلاة قائلا يا بلال أرحنا بالصلاة ) وهو القائل صلى الله عليه وسلم (.……. وجعلت قرة عيني فى الصلاة )ومن الشاهد المختار هنا على أنها
طهارة قلبية وزينة الباطن الواجبة أحاديث أربعة كلها صحيحة
كما ترى والحمد لله
1- أولها ما رواه الإمام البغوى فى شرح السنة بسنده – عَنْ ابن الهاد عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فيه كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، هَلْ يَبْقَى مِنْ درنة شَيْءٌ ؟ (قالوا لايبقى من درنه شئ ) قَالَ : فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا– ثم قال رحمه الله هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ أَخْرَجَهُ مُحَمَّدٌ (ويقصد البخارى) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ لَيْثٍ ، وبَكْرٍ ، كُلُّهُمْ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عن محمد بن ابراهيم التيمى ا ه
2- وروى الامام مسلم فى باب التوبة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ – قَالَ – فَنَزَلَتْ (أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَلِىَ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِى ».(ولايحفى عليك أخى الحبيب موضع القياس الحق)
3- قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح ( رمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة والصلوات الخمس كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) – (فالكبائر لها عبادة التوبة )
4- فى صحيح الترغيب والترهيب رحم الله صاحبيه (عن عثمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انصرافنا من صلاتنا أراه قال العصر فقال ما أدري أحدثكم أو أسكت قال فقلنا يا رسول الله إن خيرا فحدثنا وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم
قال ما من مسلم يتطهر فيتم الطهارة التي كتب الله عليه فيصلي هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارات لما بينها – وفي رواية أن عثمان رضي الله عنه قال والله لأحدثكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر الله له ما بينها وبين الصلاة التي تليها رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر له ذنوبه وفي رواية أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله – ولا عجب فى كونها كذلك ففيها الكثير من العبادات ففيها الطهارة بأنواعها وفيها تلاوة القرآن وذكر الله من التكبير والتسبيح والتحميد والتهليل وفيها الخشوع وما يتضمنه من خضوع وتذلل وفيها الدعاء ولذلك خصها الشارع الحكيم بنصوص من الوعيد على تركها والتهاون فيها بما لا تجده لغيرها من الشرائع- ويظهر ذلك بالحديث الموجز الآن فى درسنا هذا ان شاء الله عن حكمها الشرعي على النحو التالى : فمن المعلوم أنها ركن من أركان الدين لحديث ابن عمر رضى الله عنهما عند الشيخين فإقامتها فرض عين وتركها حرام مجمع عليه والتارك لها كسلا وتعمدا إختلف العلماء حول كفره وشقائه بذلك فى الآخرة مما هو موجود بشيء من الإسهاب فى كتب الفروع الفقهية ولكنى هنا أخى الداعية الحبيب أذكر بأمر لازم من وجهة نظري كما سبقت الاشارة اليه حول الأهمية الكبرى لاقامتها حيث أذكرك مرة أخرى للأهمية أخى أنك واياى وغيرنا مكون من جزءين وهما الجسد والروح أليس كذلك ؟ وغذاء الجسد معلوم من طعام وشراب ونكاح وضبط الطريق لنيل ذلك وقضاء الوطر لشهوتى البطن والفرج لذلك الغذاء بمنهج الله أساس الفلاح للخبر النبوى الثابت (من ضمن لى ما بين لحييه وفرجه ضمنت له الجنة ) اذن أليس للجسد كما رأينا غذاء معلوم ؟؟ فما غذاء الروح وهى المكون الثانى لكيانك أيها الانسان ؟؟ أنه بلا شك ما شرعه الله العليم الحكيم لنا من عبادات مخصوصة وعلى رأسها اقامة الصلاة ومن هنا ندرك الدلالة فى قوله تعالى فى سورة طه لسيدنا موسى عليه السلام (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)وفى سورة العنكبوت (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45 وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم
( يا بلال أرحنا بالصلاة) ( وجعلت قرة عينى فى الصلاة ) وانى أسألك ونفسى أخى الحبيب ما هو حالنا حقيقة بلا صلاة واعنى بذلك الحال حال القلب- والله يقول فى سورة الرعد (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)ومن رحمة الله بخلقه كان التحذيروالوعيد للمتهاون في أداء الصلاة شديدا- والله رءوف بعباده وبتحذيره لنا يريد سبحانه أن يتوب علينا كما قال سبحانه فى النساء (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...