قنديل: هذه أكثر الأسئلة المثيرة للضحك في مصر

3

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن أكثر الأسئلة إثارة للضحك في مصر الآن: “عندك بديل؟”، موضحا أن السائل لهذا السؤال حينما ترفض أن تبقى معه في ظل حكم هذا الانقلاب الفاشي، يشهرها في وجهك وكأنه لا يريد أن يتزحزح قيد أنملة عن النعيم الذي يرفل فيه، “في ظل سلطةٍ تحمل جوالاً على ظهرها، وتدور في أزقة السياسة الدولية. تمد  يدها، فإن عادت فارغة، مدت ألسنتها وأذرعها، تنهش من لا يستجيب لطرقاتها الطائشة على الأبواب والنوافذ”.

وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة “العربي الجديد”، اليوم الجمعة، أن طائرة العاهل السعودي قبل أن تحط في مطار القاهرة، كان عبد الفتاح السيسي يطلب من معاونيه إخراج صور وماكيتات “العاصمة الإدارية الجديدة”،  أكبر أوهامه منذ اعتلى السلطة، ويستدعي المصورين لصناعة لقطاتٍ مخصصة لاستقبال المانح الأكبر، قائلا: “لاحظ دلالة التوقيت، وقل لي: هل هناك أكثر من ذلك رخصاً؟ عندك بديل؟ يا له من سؤال، يكفي لإشباع ملايين الجوعى لوجبة كوميدية حريفة..تخيل أن شخصاً سقط في بيارة للصرف الصحي، ويعافر لكي ينجو بنفسه من روائحها الكريهة، وعفنها المنتشر، طالباً العون للخروج، فيردّون عليه: لماذا تريد الخروج، هل لديك بديل أفضل؟”.

وأشار قنديل إلى وصف صحيفة تايمز البريطانية لدولة السيسي في عنوانها “استبداد في القاهرة: مقتل جوليو رجيني يشير إلى العفن الذي ينخر في الدولة المصرية”، موضحا أنه عندما يصبح السؤال عن البديل ملتصقاً بمحاولات الخروج من الفشل والفساد والتغييب الكامل لحقوق الإنسان، فهذا يدعو إلى الأسى على هذه الحالة من التوحد مع المستنقع، بثقافته وقيمه ورؤيته للحياة، موضحا أنه قبل أكثر من تسعة أشهر، وفي ظرفٍ مشابه لما تعيشه مصر في اللحظة الراهنة، قلت إن البديل يُصنع في الداخل، ولا يُستورد من الخارج، لا يأتي فوق دبابة، ولا في جوف كيسٍ من الأرز، ولا يصل في حقيبة دبلوماسية، بل هو هناك تحت أقدام من يبحثون عنه، في تربةٍ لا تمنح زرعها إلا لمن يوفيها حقها من الكفاح”.

وتساءل “أي بؤسٍ تستقر في قاعه مصر، حين يحبس محسوبون على معسكر مناهضة الانقلاب أنفاسهم، مع زيارة ملك السعودية إلى القاهرة، تعلقاً بمبادرة للحل، أو لبديل للوضع الراهن يفرضه على سلطةٍ جاءت إلى الحكم بجريمةٍ سياسيةٍ وحضاريةٍ، شارك فيها كل داعمو الاستبداد في العالم؟.وأي انحطاطٍ أكثر من أن تتقافز قرود السلطة فوق أشجارها، وهي تخرج لسانها لمعارضي النظام، ويهتف أحدها، بخلاعةٍ تناسب راقصةً في علبة ليل، قائلا عن خطاب الملك في البرلمان “أنا متصور عند هذا الخطاب سيصاب كل الإخوان وأعضاء التنظيم الدولي الإرهابي بالسكتة القلبية؛ لأنه سيؤكد على عمق العلاقات التاريخية والمصيرية والمستقبلية بين البلدين”.
وتابع: “أي مهانةٍ قوميةٍ، حين يستبق أحد قرود السلطة اللاهية فوق شجرة الطائفية زيارة الملك بالقول”لو كانت مصر دولة اقتصادها مرتفع، ولم تحصل على مساعدات، لما استطاعت إيطاليا التصعيد ضده، ولو كان هذا الطالب (جوليو ريجيني) توفي في السعودية، لما استطاعت إيطاليا الرد على المملكة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...