سد النهضة.. فاضل على العطش “تكة” ومصر تدخل عصر الجراكن!

“هل عندك جركن ميا.. لا تتحرج ولا تتكبر واحتفظ بجركن قبل أن تبدا المعركة”، الأمر ليس مزحة أو “ألش رخيص” بل موجة خراب قادمة بقوة يلخصها صراخ “عربي القزاز”، أحد المواطنين بالشرقية الذي قال لـ”الحرية والعدالة”: “منه لله السيسي الله ينتقم منه هايضيع البلد، بنى سد النهضة واحنا قاعدين نتفرج عليه، الأرض بارت والزراعة خلاص هاتنتهي والدور جاي على العطش في كل المحافظات واللي المشاكل مش وصلاه انهارده هاتوصله بكرة وكله هايفوق بس بعد فوات الأوان”.

هكذا إذن تتفاقم أزمة سد النهضة وتطفو على السطح تطورات خطيرة، في ظل رفض إثيوبيا مد سلطات الانقلاب بأي معلومات بشأن السد، حيث شكا المكتب الفرنسي، الذي يتحاكم إليه الجنرال “بلحة”، لحسم الخلاف بينهم حول “سد النهضة” الإثيوبي، من أن المعلومات التي قدمها الجانب الإثيوبي حول السد ما زالت ناقصة وإن إثيوبيا “مسقعة”!

وطالب المكتب الفرنسي “BRL”، (ومساعده “أرتيليا”)، المُكلف بتنفيذ دراسة الآثار السلبية لسد “النهضة” الإثيوبي على دولتي المصب مصر والسودان، الحكومة الإثيوبية، بتصوير أجزاء محددة من السد باستخدام الأقمار الصناعية، وتقديم تقرير أشمل من الموجود في الوقت الحالي.

وأوضح المكتب، في بيان له نشرته صحيفة “أديس أدماس”، الناطقة باللغة الأمهرية، أن المعلومات التي قدمها الجانب الإثيوبي بشأن السد ناقصة، مشددا على ضرورة الموافقة على المطلوب تصويره في غضون ساعات، حتى يتمكن المكتب من إنهاء عمله، وتقديم تقرير شامل للجنة الفنية الثلاثية المعنية بمتابعة دراسات السد مع المكتب الفرنسي، التي تضم 12 عضوا من الخبراء، وذلك في نهاية الشهر الحالي. ويتضمن هذا التقرير “الاستهلالي”عن السد، مراجعة كل الدراسات الوطنية والبيانات والمعلومات المقدمة من الدول الثلاث” مصر، والسودان، وإثيوبيا.

وأشار المكتب الفرنسي إلى أن التقرير الاستهلالي الذي سيقدمه سيكون محايدا، وسيضع قواعد ملء الخزان الخاص بسد “النهضة” بشكل أولي، مضيفا أنه ستتم مناقشته في اجتماع القاهرة المقرر حضور وزراء مياه الدول الثلاث فيه: مصر والسودان وإثيوبيا.

ويُعقد اجتماع القاهرة نهاية الشهر الحالي، وفقا لدورية الانعقاد للجنة الثلاثية الوطنية، وسوف يقوم بتقويم الموقف الحالي للدراسات المقدمة من الدول الثلاث حول السد، والخطة التنفيذية لخارطة الطريق المتفق عليها من قبل أعضاء اللجنة، وطريقة عمل خبراء المكتب في الفترة المقبلة، وتحديد الجدول الزمني لزيارات السدود، والخزانات في الدول الثلاث، تنفيذا للمطلب المصري، وكذلك موقع السد الإثيوبي.
السيسي من بنها!
لكن رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي تجاهل هذه التطورات، فيما يتعلق بسد “النهضة”، والخطورة التي تمثله، في لقائه، الأحد، بوفد من الصحفيين والإعلاميين الأفارقة، ينتمي إلى 25 دولة، من المشاركين في حلقة عمل نظمتها الوكالة المصرية للمشاركة من أجل التنمية، بمقر رئاسة الجمهورية.

وفي اللقاء قال السيسي كلاماً مستهلكاً لا يسمن ولا يغني من العطش، من قبيل :”إن مصر مثلما كانت حريصة في السابق على دعم تحرر الدول الإفريقية، وحق شعوبها في تقرير مصيرها، فإنها حريصة في الوقت الحاضر على دعم التنمية الشاملة والمستدامة في إفريقيا، وتعزيز التطور الاجتماعي والاقتصادي لشعوب القارة”.

وشعر الصحفيون ومراسلي الوكالات بالنعاس وهم يتابعون السيسي، الذي أضاف: “أن جهود تفعيل التعاون بين مصر ودول حوض النيل، تستند إلى العمل على تحويل نهر النيل إلى محور للبناء والتنمية والتعاون بين دول الحوض كافة، بما يحفظ جميع حقوق الدول الشقيقة في التنمية، ويحفظ حق الشعب المصري في الحياة، أخذا في الاعتبار أن نهر النيل يعد المصدر الأساسي للمياه في مصر”.

إسرائيل تحمي السد
وكشفت مصادر عن استغلال إثيوبيا المحاولة الفاشلة لاستهداف سد النهضة واستعانت بأسلحة ثقيلة لحمايته، خوفًا من تعرض السد مجددًا لأي اعتداء، كما عقدت صفقة لشراء أجهزة تجسس اصطناعية جديدة من فرنسا لرصد أي تحرك حول السد.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت إثيوبيا أن قواتها أفشلت هجومًا مسلحًا كان يستهدف سد النهضة، وتحدثت مصادر عن وقوف جماعة معارضة تتهم إريتريا بإيوائها وراء هذه العملية.

ولجأت أديس أبابا أيضًا إلى الاستعانة بقوات من كيان الاحتلال الصهيوني لتدريب القوات الخاصة المكلفة بحماية سد النهضة، على التصدي السريع في التعامل مع أي هجوم مستقبلي، وهو ما يعني أن هناك دعمًا علنيًا من إسرائيل لبناء السد، وفقًا لصحف إثيوبية.

وحسب مراقبين، إن إثيوبيا لجأت إلى كيان الاحتلال الصهيوني على وجه التحديد في “رسالة متعمدة”، هدفها توصيلها لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، خصوصًا وأن هذا الأمر يعني أن إسرائيل دعمت بالفعل إقامة السد، وهي رسالة خطيرة “جدا” وعامل قلق بالنسبة لمصر.
مرحلة “شد الحزام المائى”
هذا وحذر الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى بحكومة الانقلاب، من أن مصر تواجه تحديات مائية بسبب زيادة الطلب على المياه، وهو ما انعكس على انخفاض نصيب المواطن من المياه بصورة واضحة، ما يؤدى إلى استمرار معدلات الفقر المائى بسبب زيادة أعداد السكان.

وأضاف الوزير، فى كلمته، خلال الاحتفال الذى نظمته كلية الهندسة بجامعة القاهرة، بمناسبة مرور ٢٠٠ عام على إنشائها، أمس السبت، أن الحكومة بصدد إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصحى لتغطية الطلب لأغراض الزراعة ومياه الشرب والأغراض الأخرى.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...