“موعدنا معهم الجنائز”، ما تزال مقولة الإمام أحمد تتردد في كل الجنائز، التى اغتالت ميلشيات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى أصحابها، بدءًا من مذبحة المنصة، مرورا بمذبحتى رابعة والنهضة، وانتهاء بجرائم الاغتيالات الجسدية لمعارضى الانقلاب، فرغم المخاوف الأمنية يخرج الآلاف من المصريين لتشييع هؤلاء الشهداء، رغم الحصار الأمنى ومخاوف الاعتقال والقتل العشوائى للمشاركين فى هذه الجنائز.
واليوم، برهنت الحشود الهائلة على وعي المصريين مجددا، وذلك لدى تشييعهم، ظهر اليوم، “سعيد السيد علي”، 53 عاما، من أبناء قرية “البستان” مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وأثبتت الجنازة أن ما يتعرض له الإخوان المسلمون في سجون الانقلاب هو عين الظلم والادعاء الكاذب من قبل نظام جوّع الشعب وأذله، حيث توفي “المهندس سعيد” بجلطة في المخ بمحبسه بقسم شرطة المحور بمحافظة الجيزة، مع تعمد الإهمال الطبي بحقه، حتى لقي ربه شهيدا بإذن الله.
وشدد بيان أصدرته جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة البحيرة على ذلك، محتسبة عند الله الشهيد سعيد السيد علي، بعد تدهور حالته الصحية بمقر احتجازه بقسم “المحور.
ثبات أسرة
وبحشود لا تقل مهابة عن جنازة المهندس سعيد السيد، كانت جنازة أخرى من ريف مصر من قرية القباب الصغرى مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، حملها أخوة الشهيد عبدالله هلال ووالده الشيخ هلال المتولي، وزحف بها الشباب لتصطف السيارات على جانبي الطريق حتى “الجبّانة”، لم تصدق أعين راكبي السيارات رؤية هذه الحشود التي تهتف ضد حكم القاتل عبدالفتاح السيسي، وبقي السؤال في أعينهم يدور: “هو في حد يقدر يشتم الطاغوت”، فيهتف الشباب: “يا شهيد نام واتهنى واستنانا على باب الجنة”.
فالمهندس عبدالله نال ما تمناه من منزلة الشهداء، بعد رحلة اختفاء قسرى من قبل الداخلية، منذ شهر أكتوبر الماضى، وأودع بمشرحة زينهم قبل 15 يوما من استلام جثته، وأهله لم يعرفوا عنه شيئا.
يكشف والده الشيخ الجليل عن جسد ابنه- حافظ كتاب الله- المسجى ليغسله، فيجد 5 رصاصات في صدره وآثار تعذيب واضحة.
زميله المهندس
وعصرا، استلمت أسرة الشهيد رجب حنطور، ابن أبوحمص- البحيرة، جسد أبنهم على أمل من داخلية السيسي عبدالغفار أن تفلح تنبيهاتهم على الأهالي بمنع حشود الجنائز، يعلمون ولكن لا يدركون أن القتل يفلت العيار، فالنعش كان طائرا تتلقفه أيادي الأصدقاء لتسرع به إلى مقره ومستقره.
وكان يرعى- رحمه الله- أمه المريضة بالسرطان، بل ويحمل عنها “أكل الطير” كما تقول، ليخفف عنها رعايتها لهم، وتستقبل هي آلاف المعزين، لتقول: “الحمد لله، ابني لم يمت، ابني شهيد، أنا فرحانة له لأنه طلبها ونالها، ابني اتقتل عشان بيقول كلمة حق عند سلطان ظالم، رجب كان بمثابة بلسم لشفاء جروحى، أنا ماعنديش بنات بس رجب كان معوضنى بالحنان”.
وتضيف الحاجة أم رجب “كان من المفترض استلامه فى النهار، ولكن باتصال من أمن الدولة أجلوا خروجه لمنتصف الليل؛ حتى لا يكون فى انتظاره أحد، وعلى الرغم من ذلك لما رجعت وجدت أعدادا غفيرة فى انتظاره، فقلت لهم (ابنى عريس الليلة، زفة ابنى الليلة، لا تبكوا عليه ولكن زغردوا، ابنى طلبها ونالها وأنا فرحانة إنه فرحان، ابنى عرضت عليه أزوجه، فقال لى (لن أتزوج من الدنيا سأتزوج ٧٢ من الحور العين)”.
جنازات الجيزة
كما شيع الآلاف من أهالي بني مجدول وكرداسة منذ أيام 4 شهداء كانت الداخلية قد أعلنت عن تصفيتهم بزعم أنهم إرهابيون، وهم: عبدالرحمن محمد النائى، 3 ثانوي، من منطقة شرق البلد بقرية بني مجدول بالجيزة، وابن منطقته عبدالحكيم العكيزى، سائق توكتوك، وسامح محمد فرحات حساسين، 30 سنة، وأمين إبراهيم عيسى، 2 ثانوى، من طريق كفرة أبوحميدة.
زهر شراب
وخرجت القرية الشرقاوية في مركز منيا القمح عن بكرة أبيها، والقرى المحيطة بزهر شراب أو زهرة شراب، لتشييع ضحية التصفية أحمد محفوظ على يد كلاب الشرطة بطلقات فى البطن، بعد اختفائه لأكثر من ٤٠ يوما، والعثور على جثته صدفة بمشرحة زينهم، وقد احتجزت من يوم قتله في 26 فبراير، إلى يوم دفنه في 9 مارس.
وشهدت أمس قرية زهر شراب، التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، جنازة حاشدة في تشييع الشاب المصري “أحمد محفوظ”، لتأتي الحشود الهائلة شاهدة على إجرام العسكر وطغيان انقلاب السيسي، الذي لا يزال يقتل ويصفي في أخلص شباب هذا الوطن، بعد قيامه بالمذبحة الكبرى وجريمة العصر في رابعة العدوية قبل ثلاثة أعوام.
* جنازة المهندس سعيد السيد
* جنازة الشهيد رجب الحنطور