يحتفل قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي اليوم الثلاثاء بعيد الشرطة، الذي يتزامن مع ثورة 25 يناير، بعد انقلابه عليها في 2013 واختطاف أول رئيس لها وهو الدكتور محمد مرسي.
في الوقت الذي يحشد فيه السيسي مدرعاته وقواته في كل شبر من أرض مصر، ليرسل رسالته للشعب المصر مفادها، أن “هذه الثورة التي قمتم بها ضد النظام وضد انتهاكات الشرطة لم تجد نفعا معكم، وها هي الشرطة مرة أخرى بوجه أشد بأسا، وأكثر ظلما تنتشر في جنباتكم ومن خلفكم فأروني ماذا أنتم فاعلون”.
السيسي يحتفل بالثورة المضادة
يشهد السيسى وجنرالاته، مراسم احتفاله بعيد الشرطة، ليخرج لسانه للشعب المصري الثائر، بإلقاء كلمة يذكرهم فيها بأنه لا مكان سوى للثورة المضادة ولا تكريم إلا لأسر الشرطة وشهداءها، ولا عزاء لشهدائكم، ثم يشاهد فيلما تسجيليا حول ما يعتبره إنجازات الشرطة والتحديات التى تواجهها في الانقلاب على ثورة 25 يناير.
ومن المقرر أن يحضر الاحتفال على عبدالعال رئيس برلمان الانقلاب، وشريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والوزراء وكبار جنرالات العسكر والداخلية، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين المقربين.
وتأتى احتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة، والتى تتزامن مع الذكرى السادسة لثورة 255 يناير، فى ظل تشديد الأجهزة الأمنية وتأمين المنشآت العامة والحيوية.
ونقلت صحيفة “الشروق” عن مصدر أمنى اليوم الثلاثاء، إن مجدي عبد الغفار وزير الداخلية سيظهر العين الحمراء من خلال ما شدد عليه من تسليح جميع الكمائن الحدودية بأحدث الأسلحة لصد أى هجمات، مؤكدا ضرورة تشديد إجراءات التفتيش بتلك الكمائن وأخذ درجات الحذر والحيطة الأمنية أثناء تأدية الخدمات، ومراجعة إجراءات تمركز القوات.
وأضاف المصدر أن عبدالغفار وجه بتكثيف الحملات الاستباقية وتم نشر جميع مجموعات قوات الانتشار السريع لتأمين المحاور والميادين الرئيسية على مدى الـ24 ساعة، إضافة إلى تسيير مجموعات قتالية على الطرق السريعة والصحراوية.
وتابع المصدر أنه تم التنسيق مع القوات المسلحة لتأمين المنشآت المهمة والحيوية، ومن بينها مقار مجلسى النواب والوزراء واتحاد الإذاعة والتليفزيون والبنك المركزى، ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية ومدينة الإنتاج الإعلامى، على أن يتم غلق الميادين المهمة مثل التحرير والنهضة ورابعة العدوية بمدرعات الشرطة، حال رصد أى محاولات لتعكير الاحتفالات، إلى جانب الدفع بمجموعات قتالية للتصدى لأى محاولة للاعتداء على المواقع الشرطية، وتشغيل كاميرات المراقبة بمحيط أقسام الشرطة وربطها بغرفة العمليات المركزية بالوزارة لرصد الحالة الأمنية.
هل ضاعت الثورة؟
فيما اعتبرت وكالة “فرانس برس” ، أن الأوضاع الحالية بالنسبة للنشطاء السياسيين في مصر لا تبشر بكثير من الأمل، بيد أن كثير منهم يحمل قلقًا وهاجسًا مزمنًا مفاده أن الثورة “ضاعت”.
وأضافت الوكالة في تقرير لها، أنه في الاحتفالية السادسة للثورة المصرية يتهم عدد من الجماعات الحقوقية نظام عبد الفتاح السيسي بتضييق الخناق على حريات الرأي والتعبير، مدللين على ذلك بالكثير من النشطاء الذين يواجهون أحكامًا بالسجن، تجميد الممتلكات، علاوةً على وضع أسمائهم على قائمة الممنوعين من السفر.
ونقل التقرير، اتهامات المعارضة للنظام، كونه لا يطيق أي انتقادات توجهها له الأخيرة، مستشهدةً بكلمات الناشطة الحقوقية التي صدر ضدها أمر بالمنع من السفر، إسراء عبد الفتاح، الوضع الآن مأساوي، مستعيدة ذكرى ثورة يناير وتخييم المتظاهرون في ميدان التحرير حتى الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، لتعبر الأخيرة عن ندمها على كل نقطة دم سالت في الميدان.
وقال أحد متظاهري ثورة يناير، “قبل 6سنوات كنت مستعدًا للموت، اليوم كل ما أريده هو المغادرة”، متابعًا: “لقد تحول نضالي من السعي للحصول على الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى صراع يومي مستمر لتحصيل الاحتياجات الأساسية لأسرتي، إنه صراع يومي للبقاء”.
وأشار التقرير، حالة الغضب الكامنة لدى الشعب المصري من ارتفاع الأسعار الجنوني ومعدلات التضخم القياسية التي وصل لها، علاوة عن نقص مواد غذائية أساسية من السوق وإلغاء الدعم عن مصادر الطاقة، وهي مجموعة من الإجراءات المؤلمة التي اتخذتها الحكومة كجزء من محاولتها تأمين الحصول على قرض صندوق النقد الدولي.
من جانبها عارضت الناشطة الحقوقية والنسوية، مزن حسن وجهة النظر السابقة مشيرةً إلى أن الثورة عائدة إلى الميدان من جديد، معبرة عن خيبة أملها بقولها لقد وجدنا أنفسنا نحاكم بتهم لم نرتكبها، مشيرةً إلى تقرير لجنة العفو الدولية عن حالات المنع من السفر بالجملة أنها جزء من حملة أكبر لقمع الاستقلال والأصوات المعارضة داخل الدولة.