يشعر بالخطر.. أسرار انقلاب السيسي على إعلام 30 يونيو

1

أثار انقلاب عبدالفتاح السيسي على عدد من إعلامي 30 يونيو، ردود أفعال واسعة اعتبر فيها بعض الإعلاميين أن ما يحدث هو نوع من أنواع التأديب التي يقوم بها السيسي ضد إعلام رجل أعمال الكنيسة نجيب ساويرس، وإظهار العين الحمراء التي لوح بها السيسي من قبل في عدد من خطاباته، حينما وجه انتقادات عنيفة لوسائل الإعلام، خاصة مقدمي برامج “التوك شو”، في ظل توسيع دائرة النقد لسلطات الانقلاب في ظل الأزمات الاقتصادية الأخيرة.

وقالت مصادر في حكومة الانقلاب خلال تصريحات خاصة لـ”الحرية والعدالة”، إن السيسي دائما يعلن عدم رضائه عن أداء إعلام الانقلاب، وزاد غضبه خلال الآونة الأخيرة في محاولة لتكميم الأفواه التي بدأت توسع دائرة الحديث عن الأزمات الاقتصادية، وقضية التنازل عن تيران وصنافير، مؤكدا أن ما يحد من وقف برامج بعض إعلامي 30 يونيو هو إظهار للعين الحمراء، خاصة في المرحلة المقبلة التي يرى النظام أن هناك حالة غضب شعبي أدى لانهيار شعبية السيسي وسط مؤيديه.

وأضاف أن انهيار هذه الشعبية وحديث بعض وسائل الإعلام المحلية والأجنبية عن إمكانية طرح بديل عن السيسي، خاصة بعد تصريحات مستشار حاكم أبوظبي وعدد من المسئولين السعوديين، أدى لتخوف نظام الانقلاب من ارتفاع هذا الصوت وترويجه بما يؤدي لإزاحته، الأمر الذي يواجهه السيسي بتأميم الإعلام وإزاحة كل الأصوات التي لا يرضى عن أدائها أمام الشاشات.

من جانبه، تنبأ المحامي والحقوقي طارق العوضي بأن العديد من الشخصيات العامة سيتم القبض عليهم في الأيام المقبلة.

وقال العوضي -في تدوينة عبر حسابه بـ”فيس بوك”، اليوم الثلاثاء- “القادم جميل؛ هيتقبض علينا كلنا الأيام الجاية”.
وأضاف ساخرًا: “أخيرا هنعرف ننام ونقفل الفيس”.

آخرون يستعدون للرحيل
من ناحية أخرى، أكد باسل عادل أحد إعلامي الانقلاب ومقدم برنامج آخر الأسبوع على قناة “روتانا مصرية”، أن إدارة القناة أبلغته بوقف برنامجه.
وأشار في تصريحات صحفية إلى أنه لا يعرف أي سبب حتى الآن لإيقاف البرنامج، مضيفًا: “لا توجد لديه أي معلومات حول تقديم برنامج جديد من عدمه”.
يأتي ذلك بعد أن تم وقف برنامج “من الآخر” والذي كان يقدمه الإعلامي محمد العقبي، ومن قبله وقف برنامج إبراهيم عيسى على شاشة قناة “القاهرة والناس”.
فيما أعربت إعلامية الانقلاب لميس الحديدي، “لدي إحساس بأننا نرغب في سماع صوت واحد، وأن يتكلم الإعلاميون بطريقة واحدة، وهذا لن يجدي ولن يتم، من الممكن إغلاق البرامج واستبدالها بالمسلسلات لتسلية المواطنين، وفي هذه الحالة لا نقول إن الإعلام لم يؤدِّ دوره، لا بد من سماع الأصوات؛ لأن الرأي الواحد من الممكن أن يغير المسار”.

وأوضحت أن شعور الإعلاميين بالتضييق أصبح كبيرًا، ولديهم رغبة في استكمال مهمتهم ودورهم، قائلة: “لازم تتسع صدورنا للرأي الآخر، وهي المعارضة إيه غير رأي مخالف، أرجوكم اسمعوا الأصوات المتعددة، لا تجعلوها بلد الصوت الواحد لأنها لا تبقى طويلًا اسمعوا الأصوات فهى أحيانًا مفيدة ونافعة، وسأنتظر عودة إبراهيم عيسى”.

انقلاب مكتمل
وفسر الكاتب الصحفي جمال سلطان ما حدث مع إعلام ساويرس وحزبه الذي تم الانقلاب عليه من خلاله “المصريين الأحرار” وإعلامه يشبه تماما “لعبة” أمنية ألفناها مرارا أيام صفوت الشريف والحزب الوطني المهيمن على كل شيء وقتها.. بدعم وإسناد كامل من داخلية حبيب العادلي.

وأشار سلطان -في مقاله بصحيفة “المصريون”- إلى أن هذا حدث في حزب العمل، الذين قسموه إلى نصفين وصحيفته التي تم غلقها، وحدث ذلك في حزب الغد الذي أسسه السياسي المعارض الدكتور أيمن نور، وحدث ذلك مع حزب الأحرار، وأوشكوا على فعله في حزب الوفد، واختفت هذه الظاهرة بعد ثورة يناير.

فيما كشف الباحث الأمريكي إريك تراجر السبب وراء وقف برنامج الإعلامي إبراهيم عيسى، على فضائية “القاهرة والناس”، معتبرًا أن تحول عيسى إلى انتقاد عبدالفتاح السيسي السبب الرئيسي لذلك.

وأشار الباحث الأمريكي إلى أن استضافة عيسى والإعلامية لميس الحديدي، السيسي في 4 مايو 2014 لم يشفع له وقتما كان مرشحا لرئاسة الجمهورية بعد الانقلاب.
ليس الأول أو الأخير
ولم يكن إبراهيم عيسى الأول من نوعه في وقف برنامجه، حيث توجد وقائع سابقة لوقف مذيعين من الظهور على الهواء، مثلما حدث لرانيا بدوي، التي كانت تقدم برنامج توك شو مشترك مع الإعلامي عمرو أديب، على فضائية أون تي في، حيث تم إقصاؤها من القناة بعد انتقادها وزيرة الاستثمار داليا خورشيد ووصفها لها بأنها الوزيرة الأسوأ.

وعلاوة على ذلك، توقف برنامج “واحد من الناس” الذي يقدمه الإعلامي عمرو الليثي بعد فيديو “سائق التوكتوك” الشهير الذي انتقد أوضاع المعيشة في مصر، ورغم إعلان الليثي أنه في إجازة من البرنامج، نافيا توقفه لكنه لم يتم استئنافه مجددا منذ الحلقة المذكورة.

وفي أكتوبر الماضي، تم منع إذاعة حوار للإعلامي معتز الدمرداش مع هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات الصادر ضده حكم بالحبس.

وفي يونيو 2016، أعلنت الإعلامية اللبنانية ليليان داود انتهاء عقدها مع فضائية أون تي في بعد فترة وجيزة من استحواذ رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة عليها. وبعدها بساعات داهمت السلطات منزل داود وقامت بترحيلها خارج مصر.

وفي مايو 2016، تم إيقاف مذيعة التلفزيون المصري عزة الحناوي بعد انتقادها عبدالفتاح السيسي.

ولعل بكاء طبال الإعلام يوسف الحسيني، على الهواء بعد إيقاف برنامج الإعلامي إبراهيم عيسى، معلقًا: “شيء محزن ومؤسف وبائس”، يؤكد إحساس إعلامي 30 يونيو بالإطاحة بهم جميعا.

وأضاف الحسيني -ببرنامجه على قناة “أون تي في”- “وحياة أمي أنا ما بدمع على إبراهيم، أنا بدمع على حال البلد اللي بقى وحش أوي، الحمل بقى تقيل وخفوا علينا شوية”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...