تعقد موقف قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بشكل أكبر، بعد التصريحات التي قذف بها في وجه الكاميرا على الهواء خلال عزاء ضحايا تفجيرات الكنيسة البطرسية، أمس الاثنين، حينما قال إن المسئول عن التفجير هو شاب اسمه محمود شفيق محمد مصطفى، قام بارتداء حزام ناسف ودخل به الكنيسة، ليثير السيسي بتصريحات حالة من الجدل بعد استباق التحقيقات والاعتماد على المعلومات الأمنية التي يشوبها عدم المصداقية.
ومما وضع السيسي في وضع حرج يكشف عن استباق الأحداث وتلفيق القضية بشكل متسرع لتهدئة المسيحيين الغاضبين، وهو ما نشر بصحيفة الأهرام القومية يحمل تصريحات للدكتور هشام عبدالحميد رئيس مصلحة الطب الشرعي، الذي نسف بتصريحاته الرواية الأمنية التي شربها السيسي.
تصريحات الطب الشرعي
وقال الدكتور هشام عبدالحميد -مدير مصلحة الطب الشرعى، وكبير الأطباء الشرعيين، وهو الخبير الفنى الأول فى هذا الأمر، وهو الذى يشرف على عمليات التشريح وجمع الأشلاء، ويقدم وصفًا لمسرح الجريمة فى علاقاته بالتفجير، ونوع المواد التفجيرية المستخدمة، وطريقة استخدامها- التالى: (إنه يستبعد أن يكون التفجير عملية انتحارية أو بحزام ناسف، ويرى أن التفجير تم بطريقة تصاعدية من أسفل إلى أعلى، ويؤكد أن التفجير تم عن بعد، وأن الجانى الإرهابى وضع المتفجرات أسفل مقعدين فى الجانب الذى تجلس فيه النساء ولاذ بالفرار وبعدها وقع التفجير)”.
الأمر الذي يكشف تلفيق رواية السيسي من الأساس وعدم تحري الأجهزة المسئولة وعلى رأسها قائد الانقلاب العسكري لحقيقة المعلومات التي وردت فضلا عن استباق الاحداث.
فيما قال الدكتور يحيى القزاز -الأستاذ بكلية العلوم- إن إمكانية ظهور تحليل DNA لأي شخص تظهر في مدة لا تقل عن 24 ساعة، مؤكدًا صعوبة تحقق الرواية الرسمية التي قال إنها أجرت تحليل DNA وتعرفت على هوية الانتحاري الذي فجر الكنيسة البطرسية.
العرّاف كاذبا
وقال “القزاز” -في تدوينة عبر حسابه بـ”فيس بوك”- “كيف اكتشف العراف شخصية الإرهابى؟”.. مضيفًا: “يمكن معرفة شخصيية القتيل المشوهة جثته ومطموسة معالمها (سواء كان إرهابيا أو قتيلا عاديا) من خلال تحليل ال DNA وهذا التحليل يستغرق أسبوعا حتى تظهر نتائجه، لأن الجينات لازم تأخذ وقتها حتى يظهر تتابع وتسلسل الجينات.. لكن العراف قام بضرب الودع وعرف شخصية الإرهابى فى أقل من 24ساعة.. شفتوا الفرق بين العراف والعلم؟”.
وأضاف: “العراف أسرع علشان قلبه على أهله وعاوز يعرف الحقيقة ويروح يقف بينهم وبضحك عليهم ويقلهم ماكانش ممكن آجى من غير ما اجيب ابن الهرمه القاتل معايا أما العلم مالوش لا قلب ولا أهل ولا مصلحة علشان كده بيتأخر”.
كما استنكر الناشط المسيحي “بيتر يوسف” في تدوينة له عبر الفيس بوك اليوم الإثنين، هذه الرواية، قائلا: «في أقل من 24 ساعة اتعرف مين عمل تفجير الكنيسة .. في أقل من 24 ساعة عملوا تحريات وجمعوا أشلاء جثة المنفذ وجابوا تحاليل الـDNA معرفش منين، وعرفوا مين هو، وأعلنوا كل التفاصيل عنه، بس بعد سنين معرفوش مين اللي قتل الناس في يناير ومحمد محمود ومجلس الوزراء ومين دبر مجزرة بورسعيد؟!.
وتابع “بل كيف عرفوا رفقاءه في التفجير؟ وهل استيقظ من موته ودلهم على أصحابه المدبرين للعملية؟ حيث قال السيسي إنه تم القبض على اثنين وامرأة، وجار البحث عن اثنين آخرين!، فكيف تم التعرف عليهم بهذه السرعة الكبيرة؟!”.
المؤكد الذي تعززه التجارب السابقة مع أجهزة السيسي الأمنية وقدرتها العجيبة على اختلاق الاتهامات وتلفيق التهم، أن هؤلاء أيضا أبرياء من التهمة ومعتقلون في زنازين وأقبية السيسي، وجار “تستيف” الأوراق والأدلة لتلفيق التهمة لهم.