على الرغم من أن “السيول” تحكمها مجموعة من العوامل الطبيعية التي لا يستطيع الإنسان التدخل فيها، إلا أنه يمكنه أن يحولها من نقمة إلى نعمة؛ عن طريق دراسة مصادر القوة والضعف، والتدخل في الوقت المناسب بالطريقة الصحيحة؛ لتلافي السلبيات وتعظيم الإيجابيات لها.
بينما أثبت الانقلاب فشله الذريع في حل أزمة السيول التي أودت بحياة 30 شخصا وتسببت في إصابة 72 آخرين بعدة محافظات في مصر، حيث يعيش أهالي عاصمة البترول الأولى فى مصر “رأس غارب”، الواقعة شمال محافظة البحر الأحمر، أسوأ أيام حياتهم، التي تمتلئ باليأس والخيبة بعدما فقدوا الغالى والنفيس، وجردتهم مياه السيول الجارفة إلا من ملابسهم المبللة، وأفقدتهم أعز ما لديهم من أرواح.
وسبق أن حذرت هيئة الأرصاد الجوية- قبيل تلك الكارثة التي بدأت الخميس- من موجة طقس سيئ وأمطار غزيرة، تصل إلى حد السيول شرقي البلاد على محافظات البحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء. وكانت هيئة موانئ البحر الأحمر قد رفعت درجة الاستعداد للحالة القصوى في محافظات السويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر؛ نظرا لسوء الأحوال الجوية وما أعقبها من عدم استقرار في سرعة الرياح وسقوط الأمطار الغزيرة.
أمل جديد
ويشير الخبراء إلى أنه يمكن تفادي أضرار السيول بإنشاء مخرّات لتخزين المياه، والاستفادة من المياه العذبة، حيث إن كمية مياه الأمطار التي تهبط سنويا 51 مليار متر مكعب، والكمية المستغلة 1.3 مليار متر مكعب – 2.1%، والمساحة التي يمكن زراعتها بمياه السيول حوالي 6 ملايين فدان.
وأوضح الخبراء أن الإنتاج المائي في مصر كالتالي.. نهر النيل: 55.5 مليار متر مكعب سنويا= 95%، المياه الجوفية: 6.1 مليارات متر مكعب سنويا، الصرف الزراعي والصحي: 7 مليارات متر مكعب سنويا، تحلية مياه البحر: 0.1 مليار متر مكعب سنويا.
وتعد فوائد استغلال مياه الأمطار كبيرة، حيث تزيد الموارد المائية بنسبة 95% تقريبا، وأيضا زيادة الرقعة الزراعية بنسبة 88%.