غاية الاخوان المسلمين إسلامية صميمة ، و لا تخرج عن الاسلام و لا تحيد عنه قيد شعرة و ذلك : أنهم يعتقدون أن تعاليم الاسلام الحنيف و مبادءه الصالحة هي أفضل ما يضمن للناس السعادة ، و يوصلهم إلى ما يبتغون من خير و يحل أمامهم عويص المشاكل و يخرجهم من الظلمات إلى النور .
و حين أنزل الله هذا القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم أنزله – نوراً – يهدي البشرية التائهة – وروحاً – يحيالقلوب الميتة ، و يبعث الهمم الخامدة .
و شفاء لما في الصدور المريضة ، و هدى و موعظة للمتقين ” { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ )
” كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ”
” يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ”
فما على الأمة التي تبغي نهضة صحيحة ، و حياة سعيدة كريمة ، إلا ان تتصل بالقرآن و تعتمد على تعاليم الإسلام ، فتجد في ضوء القرآن الهداية ، و تجد في روحانية القرآن الحياة ، و يبعثها الله بعد فناء ، و يهديها الله بعد حيرة و ضلال ….
” أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ” ؟
و هذه التعاليم الإسلامية الكريمة بأيدينا نحن المسلمين ، فلماذا لا نرفع بها علم الهداية أمام أعين التائهين و الضالين ؟
و لماذا لا نكون أئمة نهدي إلى الله بأمره ؟
و لماذا لا نحرك مفتاح الخير العجيب لنفيد أنفسنا و نفيد الناس معنا … ؟!
حسن البنا