استمرار قمع الآراء.. آخر أمل لتغطية الكوارث

2

 

في الوقت الذي كان العديد من المغيبين يستلقون على بطونهم ضحكا إثر هزليات “باسم يوسف” وسخريته من الرئيس المنتخب ، كانت الدولة المصرية تحلق في سقف مرتفع من الحريات الإعلامية لم تشهده من قبل ، ثم هوى بها الانقلاب العسكري في أسفل سافلين ، فكمم الأفواه وأغلق الصحف والقنوات ، وما زال يقمع أصوات الأحرار، لكنه راح ينسج الحجج ويؤلف الأسباب.

السيناريو المكرر الذي لجا إليه عسكر مصر هو القمع الممنهج بعد عمليات غامضة لمقتل مجندين ، فقبل عامين كان هجومي كرم القواديس الذي استهدف الجيش المصري بسيناء وراح ضحيته 33 جندي ، هو الذريعة التي قام بعدها الانقلاب بفرض الطوارىء والتضييق على الصحف والقنوات ، حيث اجتمع السيسي مع رؤساء تحرير كبرى الصحف وفرض الرقابة على الصحف الخاصة ومنع بعض الكتاب من النشر.

وما أشبه الليلة بالبارحة ، فقبل أيام وقع هجوم كمين زقدان ، فسارع الانقلاب إلى اجتماع جديد برؤساء التحرير وفرض الرقابة على الإعلام الرسمي.

x

رسالة سلبية

اختفاء أسامة الغزالي عن الأهرام ، وعمرو الليثي عن قناة الحياة كانتا أحدث رسائل تحذير الانقلاب للكتاب والصحفيين من الخروج عن خط القمع المرسوم . وهو الأمر الذي انتقده يحيى قلاش نقيب الصحفيين ، مؤكدا أنها رسائل مسيئة عن المجتمع المصري.

وقال “قلاش” في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن “رحيل قلم د.أسامة الغزالي عن الأهرام والغياب المفاجئ لبعض الإعلاميين عن برامجهم.. رسائل سلبية تسي لنا جميعا، الحرية هي التي تولد المسؤولية”.

وأصدرت شبكة قنوات “الحياة”، السبت الماضي، بياناً صحفياً ، تعقيباً على إيقاف برامج الإعلامي عمرو الليثي، بعد أزمة فيديو “خريج التوك توك” التي عرضها الليثي.

ويحاكم قلاش نفسه ، وجمال عبد الرحيم سكرتير نقابة الصحفيين ، وخالد البلشي عضو المجلس، بتهمة إيواء مطلوبين للعدالة، وهما عمرو بدر ومحمود السقا.

انتكاسة الحريات

يقول الكاتب الصحفي محمد القدوسي إنه خلال فترة حكم مرسي لم تكن الصحافة في أوج حريتها فقط ، لكنها كانت تتجه نحو الديمقراطية، في مقابل الاتجاه الآن نحو مزيد من الدكتاتورية.

وأوضح أنه منذ الانقلاب الذي نفذه الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي قتل عشرات الصحفيين واعتقل آخرين، بينما أصيب أكثر من مائة صحفي وأغلقت 12 قناة فضائية، وعدد من المراكز الإعلامية والصحفية، ومُنع صحفيون من العمل، ومنع آخرون من كتابة مقالاتهم ومن بينهم من صنعوا وشاركوا فيما يسمى حراك 30 يونيو الماضي.

واعتبر القدوسي أن ما تتعرض له الصحافة والصحفيون في مصر “سياسة منهجية”، وهو التوصيف الذي ذكرته عدد من الهيئات والمنظمات المعنية بحرية الصحافة والحريات في العالم، معتبرة أن النظام والسلطات المصرية الحالية تسعى لإخافة كل الصحفيين وعرقلة نشر الأخبار بشكل مستقل.

واستشهد ببيان لمنظمة العفو الدولية قالت فيه إن مصر تشهد انتكاسة كبرى لحرية الصحافة، ووصفت الصحفيين بأنهم “سجناء رأي”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...