المونيتور: بعد 3 سنوات.. شهادات جديدة في “فض” رابعة وجراح لم تندمل

23_08_16_09_58_index

 

نقل موقع المونيتور الأمريكي شهادات عدد من الصحفيين الذين شاركوا في تغطية أحداث فض رابعة العدوية، وأهالي بعض الشهداء الذي قضوا في “رابعة” قبل ثلاث سنوات، وخلص التقرير إلى أنه “بعد 3 سنوات جراح الفض المميتة لم تنته بعد في مصر”، و”لا يزال العديد في حداد على فقدان أحبائهم”، في وقت غفل فيه الكثير عن معاناتهم.

وخلصت إلى أن آثار فض رابعة هو استمرار تلك الحملة ضد عشرات الآلاف من قادة الإخوان المسلمين وأنصارهم الذين اعتقلوا وحوكموا في “محاكمات صورية”، بحسب منظمات حقوقية. كما لم يقل أحد ممن شهد الفض أنه وجد الاعتصام مسلحا إلا من بعض العصي الخشبية والحجارة.

يوم مرير
التقرير أعدته شهيرة أمين، نائب رئيس قناة النيل الفضائية سابقا، ومراسلة عدد من الصحف والمحطات التلفزيونية منها (CNN)، حيث أوردت في بداية التقرير شهادة (ب-إبراهيم) المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، عبر حسابه على وسائل التواصل عن الذكرى الثالثة لمقتل شقيقته 21 عاما بدم بارد في يوم الفض قائلا: “عرفت حينها أنني لم أعد أنتمي إلى هنا”.

واضافت “كان إبراهيم يشير إلى يوم الفض في 2013، عندما قتل (817) من المحتجين بوحشية من قبل قوات الأمن في فض دموي لمخيمهم في ساحة رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة بضاحية مدينة نصر”.

رابعة وقيظها
وتابعت “المتظاهرون -ومعظمهم من أنصار “الإسلاميين” والرئيس محمد مرسي- عسكروا في ذلك الميدان بعد “زوال” أول رئيس مصر المنتخب ديمقراطيا من السلطة عن طريق الاحتجاجات المدعومة من قبل الجيش يوم 3 يوليو، 2013″.

وهو الاعتصام الذي كالبوا فيه ب “العودة إلى الشرعية “واستمر أكثر من خمسة أسابيع خلالها حول المتظاهرون المؤيدون للمرسي محيط المسجد إلى مدينة من الخيام، تحدوا فيه حرارة الصيف الحارقة وكان غالبية المتظاهرين يتابعون أنشطتهم من الفجر إلى الغسق وصولا إلى صيام رمضان. وكان الكثير من المعتصمين من محافظات خارج القاهرة، وكانوا مقتنعين بأنهم كانوا يقاتلون “الجهاد دفاعا عن الإسلام”.

ورأت “أمين” أن منصة رابعة شهدت “خطبا حماسية” و”تحريض على العنف ضد قادة الانقلاب”،. مشيرة إلى ما قاله الداعية الإسلامي صفوت حجازي “مرسي كان يريد أن تكون مصر أفضل بلد في المنطقة ولكن عبد الفتاح السيسي والضباط الفاسدون أسقطوه”، ونبهت إلى أنه تم إلقاء القبض على “حجازي” بعد أسبوع واحد من فض رابعة وتوارى منذ ذلك الحين في أحد السجون، جنبا إلى جنب مع عشرات الآلاف من أنصار الإخوان المسلمين”.

موقف مخز
وأضافت “على الرغم من خسارة مئات الأرواح فيما وصفت من قبل جماعات حقوق بأنها “أسوأ عمليات القتل غير القانونية في التاريخ المعاصر”، قليلون في مصر على استعداد للاعتراف بأن ما حدث أثناء فض رابعة كان “مذبحة”. مشيرة إلى أن “كثير من “الليبراليين” في مصر كانوا يخشون صعود النظام الإسلامي إلى السلطة في يونيو 2012، يدفعون عن أنفسهم ويجتجون بتصنيف الإخوان ك”منظمة إرهابية” كما صنفتها السلطات الذي حلت محل الرئيس مرسي، وأن الإخوان مجموعة فاشية من شأنها تحويل مصر إلى أطلال”.

وتابعت “كذلك هم يرفضون تقارير وسائل الاعلام الغربية التي ساوت بين الفض العنيف لاعتصام رابعة المؤيد لمرسي، والقمع المسلح في 1989 على الحركة المؤيدة للديمقراطية في ميدان تيانانمين في بكين، ويصرون على أن قوات الأمن وفرت للمتظاهرين ممرا آمنا للخروج من الميدان، وبعضهم كرر شكاوى سكان المنطقة من أن المحتجين أغلقوا الشوارع المؤدية إلى الميدان، وتعطيل حركة المرور وجعل الحياة صعبة بالنسبة للسكان المحليين. نقلا عن تقارير وسائل الاعلام المحلية أن المتظاهرين استخدموا “أسلحة” ضد الشرطة، وأعلن آخرون بمكابرة أن المتظاهرين الإسلاميين قد “حصلوا على ما يستحقون”.
مستدلة بتبرير أحمد معروف وهو مصرفي سابق ومؤيد للنظام الحالي “استخدام القوة المفرطة ضد أولئك الذين يحملون السلاح ضد الشرطة أو الجيش”.

شهادات
واستعرضت شهيرة شهادتها ل”المونيتور” “قتل ثمانية من رجال الشرطة في فض رابعة. على الرغم من تحدث تقارير -بعض المصادر موثوق بها- أن هناك مخبأ للأسلحة في اعتصام رابعة، وأتذكر بوضوح أنني عندما ذهبت للتحقق من “المعسكر الإرهابي” في 23 يوليو 2013، كنت قد رأيت فقط بعض المتظاهرين يحملون هراوات خشبية عند أحد مداخل الميدان. لمجموعة المفترض أنهم كانوا يهدفون ويعدون لتفادي أي محاولة من جانب الشرطة لاقتحام اعتصامهم، ولكنهم بدوا غير مستعدة بالمرة”.

واستحضرت شهيرة شهادة المصورة إيمان هلال، التي كانت في مكان الحادث في يوم الفض إلى “المونيتور” وقالت “هلال” إنها “رأت النساء يكسرن الحجارة للرجال على الخطوط الأمامية لرشق قوات الأمن”. وأشارت إلى أن قميصها كان عليه أثر تناثر دم المحتجين الجرحى الذين تم إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة”.

مقتل مايك دين
واستحضرت الصحفية المصرية والمسؤولة السابقة بالتلفزيون المصري، شهادة الصحفي الذي كان بصحبة المصور (ميك دين) مصور شبكة سكاي نيوز، عندما أطلق النار على الأخير وقتل على يد قوات الأمن، وروى (الصحفي) ما شاهده في بضع الساعات “الجهنمية” في رابعة.
وقال ل”المونيتور”، مشترطا عدم الكشف عن هويته، “عندما وصلنا إلى هناك في 06:30، بدا أن الاشتباكات قد بدأت على الأقل قبل ساعة من وصولنا. وأن الشرطة لا تسمح بدخول أي صحفي، وكنا نسمع صوت إطلاق النار من مسافة اقترابنا”.

وتابع “بعد أن رفضت الشرطة دخولنا عند نقطة التفتيش، لم يكن لدينا خيار سوى أن نشق طريقنا على أسطح المنازل في المباني القريبة من المكان حتى وصولنا إلى الميدان. وكنا نسمع طلقات نارية صاخبة من جراء إطلاق النار التي بدت وكأنها قادمة من كل اتجاه”.

وأضاف “مسافة طويلة قطعناها ومررنا بأعجوبة سالمين وصولا إلى المستشفى الميداني داخل المسجد. كانت مليئة بالفعل بعشرات المتظاهرين المصابين معظمهم بطلق ناري في الرأس أو الصدر. مع عدد من الأطباء المتطوعين. ومعظمهم يتأوه من العذاب ما زالت صرخاتهم ترن في أذني حتى يومنا هذا”.

وأشار إلى أنه “نفذ إلى حيث جثث القتلى في “مشرحة” مجاورة حيث الجثث تتراكم بسرعة. رائحة الدم الفوار تملأ الجو. بالفعل، كان هناك الكثير من الجثث هناك، والعدد كان صعبا على الإحصاء بالنسبة لنا”.

وقال “قررنا أن نخرج لالتقاط مزيد من الصور، وقد اجتمع ذلك على الفور مع جولة جديدة من الرصاص. وكان مرعبا أن تكون في مساحة مفتوحة بدون غطاء. والانحناء منخفضا، والركض بأسرع ما نستطيع من خيمة إلى أخرى، ثم تسعى أخيرا إلى مأوى في ممر ضيق بين المنصة وسلم المسجد. شعرنا أكثر أمنا هناك من في الفضاء المفتوح، وبعد حوالي 20 دقيقة، قرر ميك للخروج مرة أخرى لمزيد من الصور، إنها فقط دقيقة مضت، وعاد “دين” يصرخ وهو يركض عائدا، لقد تم إطلاق النارعلي، وكان لا يزال على قدميه، ومع ذلك، فإننا نفترض أن إصابته ليست خطيرة، وهرعنا إلى المستشفى الميداني حيث قال لنا الطبيب أن الرصاصة أصابته في صدره، وقريبة من قلبه ونصح الطبيب باصطحاب ميك دين – الذي كان لا يزال واعيا – إلى مستشفى في مدينة نصر”.

وتابع “حاولنا الخروج لكن مجموعة من المتظاهرين الذين كانوا يحتمون وراء أكوام الرمل حذرونا من أن قوات الأمن تطلق النار بشكل عشوائي وهو ما من شأنه أن أي شخص يحاول الخروج من رابعة سيصيبه الضرب (إطلاق النيران)”.

وشهد “الصحفي” أنهم في إشارة للمعتصمين “حاولوا مساعدتنا، ورفع زجاجات المياه لتشتيت الانتباه عنا ونحن ركض تحت وابل من الرصاص”.

وعن مشهد وفاة الصحفي الأجنبي قال “مرة واحدة سقط “مايك” على الأرض، وسحبناه من قدميه حتى وصلنا إلى الخروج. واستمرت المحنة عدة دقائق. كنت أرى أن حالته ساءت. كان يرتجف حينها وكان صوته مسموع بالكاد. مما لا شك فيه ان قوات الامن تحاول بلا رحمة القضاء على الجميع هناك يقصد “رابعة”، وصلنا بعدها بدقائق لمستشفى مدينة نصر في وقت لاحق، بعد فوات الأوان، حيث توفي ميك بعد وقت قصير من وصوله إلى غرفة الطوارئ”.

قتلوا المصابين
وسجلت “شهيرة” الصحفية رقية، وكانت آخر من كان في رابعة، وهي من طلبت أن يذكر اسمها الأول فقط، وقالت إنها شاهدت قوات الأمن تصب البنزين لإشعال الناء في المستشفى الميداني. قائلة “ليس كل من كان هناك –في المستشفى الميداني- قتلى، وأضافت ل”المونيتور”: “كان هناك العديد من المتظاهرين المصابين الذين كانوا أضعف من أن يخرجوا”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...