لمَ تجاهل الانقلاب جريمة إحراق المسجد الأقصى؟

21_08_16_12_42_images

 

“أصدقاء.. وشركاء استراتيجيون” هكذا وصف السادات الصهاينة المحتلين ومن بعده مبارك وخلفهم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في طابور الخيانة العسكرية، وقبل هؤلاء جميعًا سبقهم جمال عبد الناصر الذي فضحه المفكر الراحل محمد جلال كشك مؤلف كتاب “ثورة يوليو الأمريكية”.

وتصادف الذكرى السابعة والأربعون على حريق المسجد الأقصى المبارك اليوم، لتعيد تذكير المسلمين وخاصة الفلسطينيين بالنكبة الكبرى التي أصابت أقدس مقدساتهم، ففي 21 أغسطس عام 1969 ارتكب الكيان الصهيوني جريمة نكراء ضد المسجد الأقصى، بإضرامه النيران في جنباته، ولاتزال يد الفساد تنخر تحت المسجد وتعبث في محتوياته وتدنس ساحاته.

ومن المقرر أن تعقد شخصيات فلسطينية قيادية في القدس المحتلة اليوم مؤتمرا صحفيا في المدينة في ذكرى الحريق تستعرض فيه آخر التطورات المتعلقة بانتهاكات الاحتلال المتواصلة والمتصاعدة بحق الأقصى ورواده والعاملين فيه .

حريق الأقصى

وبينما تحل ذكرى حريق الأقصى دعا المحلل الإسرائيلي المعروف للشؤون العربية “إيهود يعاري” إسرائيل إلى استغلال الظرف التاريخي الذي لن يتكرر لـ “تركيع” حركة حماس بالتعاون مع السيسي وسلطة محمود عباس.

وفي 21 أغسطس عام 1969، أقدم “دينس مايكل” الذي جاء إلى فلسطين بغرض الزيارة والسياحة، على أكبر جريمة صهيونية، حيث أشعل النار في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه.

جاء الحريق على كامل محتويات الجناح الشرقي بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر “نور الدين محمود” الذي صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره، ولكنه مات قبل ذلك ووضعه “صلاح الدين الأيوبي”، والذي كان يعتبر رمزًا للفتح والتحرير والنصر على الصليبيين، كما جاء على مسجد “عمر” الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، وتضرر أيضًا محراب “زكريا” المجاور لمسجد “عمر”، ومقام الأربعين المجاور لمحراب “زكريا”، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، والقبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبسية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها، والمحراب الرخامي الملون، والجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها، وثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجبس والزجاج الملون لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد.

كاد الحريق أن يلتهم قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة، إلا أن الفلسطينيين استطاعوا إنقاذ بقية الجامع من أن تأكله النار.

في نفس اليوم قطع العدو الصهوني المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس التي يسيطر عليها الاحتلال التأخير حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق ولكن بعد أن كانت النار قد أكلت معظم محتوياته.

ألقت إسرائيل القبض على الجاني ولكنها في الوقت نفسه سعت إلى إنقاذه من المحاكمة فادعت أنه مجنون وتم ترحيله إلى أستراليا، وما زال يعيش حتى الآن في أستراليا وليس عليه أي أثر للجنون أو غيره.

السيسي وحريق الأقصى!

ولا تخش إسرائيل اليوم من المصريين، في ظل انقلاب عسكري يضمن سلامتها وبقائها وتمددها، وتعرّف العلاقات مع القاهرة على أنها “تحالف استراتيجي”، وهي تأتي من حيث أهميتها للمصالح الأمنية القومية في المرتبة الثانية مباشرة بعد العلاقات الإسرائيلية الأمريكية الحميمة.

وتعتبر معاهدة السلام مع الصهاينة المحتلين والتي وقعت برعاية الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1979 أثناء حكم الرئيس أنور السادات والتي تمكنت من التغلب على العديد من العوائق والأزمات في عهد خلفه الرئيس حسني مبارك، جزءا أساسيا من الأمن القومي الصهيوني.

وكان من ثمار السلام والسكينة على امتداد ما يقرب من 200 كيلومتر من الحدود أن تخفف جيش الاحتلال الصهيوني من عبء الإبقاء على نسبة كبيرة من قواته منتشرة على امتداد الجبهة الجنوبية.

وبالمقابل، تمكنت إسرائيل من تخصيص نسبة أكبر من قواتها لمواجهة التحديات على امتداد الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، وكذلك من إرسال القوات لقمع المقاومة والانتفاضة في الضفة الغربية المحتلة.

العسكر وخيانة المقاومة

من هذه الناحية، يعتبر السيسي حليفًا مهمًا لا يكترث بحريق الأقصى أو حريق الخارطة العربية بأكملها، فمنذ انقلابه الأسود على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي قبل ثلاثة أعوام، ارتقت الروابط العسكرية والأمنية مع الاحتلال الصهيوني والتي تقوم على أساس من الانطباعات والمصالح المشتركة مع العسكر، لتصل إلى مستويات رفيعة تجاوزت بمراحل ما كانت عليه أثناء حكم المخلوع حسني مبارك.

وترى كل من حكومتي الانقلاب والاحتلال أن حركة حماس في قطاع غزة عدو مشترك، ويذكر أن السيسي وقادته العسكريون هم الذين سدوا المنافذ خلال الحرب الأخيرة بين الاحتلال الصهيوني و”حماس” في عام 2014 أمام كل فكرة لوقف إطلاق النار إذا ما كانت تشتمل على أدنى قدر من الإنجاز لحركة حماس.

ولذلك كان العناد المصري أكثر من الرغبة الإسرائيلية هو المسؤول عن إطالة أمد الحرب ومفاقمة معاناة المدنيين لواحد وخمسين يوما، وقلما فتح قادة العسكر منذ الحرب نقطة العبور الحدودية في رفح، ويقع عبء تزويد غزة بالمساعدات الإنسانية والمستلزمات اليومية على كاهل الاحتلال لا الشقيقة مصر!.

حصار السيسي

ويرى مراقبون أن السيسي وقادة الانقلاب لا يكترثون لحريق الأقصى ، ولا يعني لهم شيئاً، وفي الواقع تخضع غزة للحصار المصري أكثر مما تخضع للحصار الصهيوني، ومصر هي التي ترفض استخدام مينائها في مدينة العريش شمال سيناء لإيصال البضائع والتجارة إلى غزة، ما يبقي على ميناء أشدود الصهيوني بوابة الاذلال لخنق المقاومة في غزة.

وبرأي مراقبين فإن جرائم اليهود في حق الفلسطينيين بمساعدة العسكر في مصر باتت لا تعد ولا تحصى، أهمها الجريمة الكبرى وهي حرق أولى القبلتين وثالث الحرمين، والتي تعد حربًا تاريخية على الإسلام والمسلمين وليس على الفسلطينيين فقط، ومن يأمل خيرًا بهم فإنه واهم لأنهم يهود.

وتمر هذه الذكرى مرور الكرام على وسائل إعلام الانقلاب، فمنهم من يتجاوزها، ومنهم من يذكرها على استحياء، ومنهم من يتعامل معها كعنصر تاريخي وإعلام وثائقي وقليل من يتعامل معها كواقع وظلم واعتداء على دور عبادة حرمتها الأديان.

http://www.youtube.com/watch?v=61o34apLc-M

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...