إخوان الدقهلية الموقع الرسمي للإخوان المسلمين بالدقهلية
إن اللسان هو الأداة التي يعبِّر بها الإنسان عما يدور في فؤاده وفي هذه الأيام نرى الكثير ممن لا يدركون خطورة الكلمة وخاصة الذين يتصدرون المجالس ويكونون ضيوف البرامج في القنوات الفضائية أو ممن يكتبون في الصحف والمجلات أو حتى أحاديث الناس فيما بينهم فنجد بعض الناس يطلق للسانه العنان ويتكلم بدون بينة ولا برهان فيصيب هذا في عرضه وهذا في مبادئه وذاك في عقيدته وذلك في أخلاقه
إن الكلمة لها أثر خطير في حياة الإنسان فالمرء يدخل الإسلام بكلمة ويخرج منه بكلمة, و قد تحيى الكلمة إنسانا وقد تميت آخر, وقد تهدم أسرا وتخرب بيوتا وتدمر مجتمعات, ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى بيَّن في القرآن أن كل ما ينطق به الإنسان من خير أو شر سيحاسبه الله سبحانه وتعالى عليه, قال جل شأنه :” مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ] [قـ : 18] ” وقال جل وعلا يبيّن لنا حسرة المجرمين يوم القيامة: “ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ” [الكهف : 49] .
وقد وضح لنا رسول صلى الله عليه وسلم الأثر الذي يترتب على الكلمة فقال:
” إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله تَعَالَى مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجاتٍ ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلَمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تَعَالَى لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّمَ ” . رواه البخاري ” وقد وصانا النبي صلى الله عليه وسلم بوصية نحن أحوج ما نكون إليها في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها بلادنا والتي لو طبقناها ما رأينا الخراب والدمار الذي يحدث بين الحين والآخر في بلادنا فقال:”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” الحديث متفق عليه
ولقد امتثل المسلمون الأوائل بهذه الكلمات الطيبات فكان سيدنا أبو بكر يمسك بلسانه ويقول :هذا الذي أوردني المهالك مع أنه كان يذكر الله حتى أنه كان يضع حصاة على لسانه إذا دخل الخلاء ليقضي حاجته حتى لا يذكر الله وهو على هذه الحالة
وكان أحدهم يخاطب لسانه قائلا: يا لسان قل خيرا تغنم أو اسكت عن شر تسلم
وقد قال الشاعر:
احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الأقران
