لماذا يوقف “الإرهابيون” تفجيراتهم عند انتخابات السيسي؟

عشية احتفالات رأس السنة عام 2011، شهدت كنيسة القديسين بالإسكندرية تفجيرًا قتل فيه 24 شخصا وأصيب أكثر من 100، وكاد أن يتسبب في فتنة طائفية عندما احتشد مئات المسيحيين أمام المسجد المقابل للكنيسة بهدف اقتحامه، لكن رياح الثورة غير المتوقعة أسقطت مبارك بعد أسابيع، لتُنشر لاحقا وثائق وشهادات تفضح وزير الداخلية حبيب العادلي، وأنه قام بتدبير ذلك التفجير ثم إلصاق مسئوليته بجماعة “جيش الإسلام” الناشطة في قطاع غزة.

يمكن القول على ضوء التطورات المتلاحقة في الساحة المصرية، بدءا من ثورة 25 يناير وتفجير كنيسة القديسين، وما تلاها من مسلسل الهجوم على الكنائس في فترات متقاربة واختيار المكان بعناية، ثم إحراق الأرض بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي بالبلطجية وتدبير الأزمات المتلاحقة وارتكاب المجازر بدءا من مجزرة استاد بورسعيد ورابعة والنهضة، وما تلاها، ونقل الفريق أحمد شفيق على طريقة المافيا ورجال العصابات، ثم اعتقال الفريق سامي عنان، واليوم محاولة خطف وقتل المستشار هشام جنينة، كل الخيوط تتجه صوب رجل واحد يتلقى الأوامر ويعمل على إخراج الصورة أكثر دموية، اللواء عباس كامل، أو قل رئيس عصابة ما يسمى بـ”الطرف الخفي”.

ويرى مراقبون أن السفيه السيسي ما زال- رغم كل إجراءاته القمعية- يخاف من غضبة شعبية إذا وجدت لها متنفسًا، خاصة وأن مصر تشهد الذكرى السابعة لثورة 25 يناير، التي ما زالت تمثل دعما كبيرا لكثير من الثائرين والرافضين للانقلاب، إضافة إلى رغبة السفيه السيسي بأن يضع السكين على رقبة كل من يمكن أن ينافسه في مسرحية الانتخابات التي تجري بعد أسابيع من الآن، ففي اليوم الذي تعلن فيه موعد الانتخابات، يقوم فيه برلمان الدم بمد الطوارئ وتتوقف التفجيرات، وهي رسالة واضحة بأن زر التفجيرات يقبع على مكتب اللواء عباس كامل.

صمت انتخابي!

وقبيل مسرحية انتخابات 2014، التي أراد منها السفيه السيسي الحصول على الشرعية، توقفت التفجيرات حتى إعلان النتائج وانتهاء مهرجان تنصيب القاتل على عرش مصر، نفس الشيء يحدث هذه الأيام مع اقتراب الفصل الثاني من المسرحية في مارس 2018، وما زال المصريون يذكرون عام 2013 عندما طالب السفيه الشعب بمنحه تفويضا لمحاربة “الإرهاب المحتمل”، وهو التفويض الذي اتخذه جسرا للانقلاب على سلطة رئيسه المنتخب محمد مرسي، لكن النتيجة بعد ذلك كانت انتشار الإرهاب لا القضاء عليه.

فقد تصاعدت الهجمات ضد الجيش والشرطة في شمال سيناء، وما زالت كنائس المسيحيين هدف “الإرهاب” المفضل، حيث كانت آخر محطاته داخل كنيستين بالإسكندرية وطنطا، ما يطرح شكوكا تتفاوت بين التواطؤ والعجز الأمني.

واللافت أن كنائس مصر باتت هدفا لمن يضغط على زر التفجير في مكتب السفيه السيسي، فمنذ مطالبته بالتفويض في يوليو 2013 وقعت أربع هجمات في كنائس وكاتدرائيات كبرى، وبات تنظيم داعش شماعة الانقلاب، كما بات الشماعة في عشرات الهجمات والاشتباكات المتواصلة في سيناء.

آخرها مسجد الروضة

وبعد جدل واسع وشكوك حول تورط السفيه السيسي بمذبحة مسجد الروضة الإرهابية في سيناء، خاصة بعد عدم تبني الحادث الإرهابي من قبل أي جهة أو جماعة، أكد الخبير الأمني العميد “عادل الشريف” أن السيسي يقف وراءه، وقال: “إن ما يجري بسيناء مخطط له ومدبر؛ بهدف إخلاء سيناء وتهجير أهلها، تمهيدا لصفقة القرن، وتمكين الكيان الصهيوني من كل فلسطين مقابل نقل الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما يصب في مصلحة الكيان الصهيوني في نهاية المطاف”.

وتوقع العميد السابق أن يتسبب فشل السيسي وإجرامه في اشتعال ثورة ضده، يشارك فيها كافة القوى الثورية في مواجهة إجرامه وفشله وخيانته لوطنه، وأن هذه الثورة ستكون دموية، ولن يقف أمامها أحد، وسوف تمتد إلى باقي المنطقة العربية.

وأشار إلى أنه منذ 3 يوليو 2013، ظهرت عدة جماعات تحت عدة مسميات، ولم يتم إلقاء القبض على أي واحد من هذه المجموعات، ما يؤكد أنها تخليقات مخابراتية تؤدي أعمالها في أمن كامل من أي ملاحقة، بما في ذلك حادث الواحات الأخير.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...