“عنصرية وازدواجية معايير”.. واقع انقلابي لشعار “الدم كله حرام”

1

يتجلى معنى العنصرية بكل شموله وأبعاده من ممارسات وسلوكيات سلطات الانقلاب وأذرعه الإعلامية بل ومناصريه ومؤيديه.

فضحايا الكنيسة وأهاليهم وجدوا من يبكيهم ويبرز مأساتهم، أما ضحايا رابعة والنهضة والفتح ورمسيس و6 أكتوبر فلا بواكي لهم.. بل التحريض والتشويه والرصاص الحي يصب من فوق رؤوسهم، يقتل ويصيب، عن سبق الإصرار والترصد، وهي أيضًا من الدماء التي عصمها وحرمها الله عزوجل.

ويستحضر الكثير من المصريين عبارة “الدم المصري كله حرام”، ولكن في خلفية الشعار- الذي بات عنوانًا للمقالات ومنشورًا على تويتر وفيس بوك- سوادًا عنوانه “إزدواجية المعايير”، فدماء مصرية لا يذكرها أحد إلا للشماتة أو بإلقاء عبارة “يستاهلوا” عند سماع خبر إعدام أو اغتيال معارضين سياسيين، أو موت في السجون بالإهمال الطبي لأعداد بالمئات؛ كذبت “الاسوشيتد برس” التي وصفت حادث الكاتدرائية بأنه الأكبر منذ عقود؟!

فمجزرتا رابعة والنهضة شهدتا قتل وحرق نحو 4 آلاف شهيد في يوم واحد، ونحو 200 شهيد في أحداث رمسيس الثانية وخمسين شهيدًا في 6 أكتوبر 2013… إلخ، لم يجدوا من ينعيهم.

قيمة الضحايا ليست سواء.. فضحايا الكاتدرائية قدر الواحد منهم لدى حكومة الانقلاب بـ100 الف جنيه وضحايا سيول راس غارب بـ10 آلاف فقط فيما ضحايا حوادث القطارات بـ5 آلاف وهنا يقف الدم الحرام مختلفًا في النوعية عن دم لم يفتح فيه تحقيقًا منذ 14 أغسطس 2013 وحتى اليوم.

الفشل جريمة

ويتعجب محمد الأمين من الازدواجية في النظرة للدماء، قائلا: “الدم كله حرام..ولكن العجب كل العجب لمن فرحوا وشمتوا في هؤلاء وغضبو لهؤلاء ،بسبب الإعلام التحريضي”.

ويرى أن “من يعمل في المسجد –يقصد حرقه ما في رابعة – كدا هو من يعمل كدا في الكنيسة”.

وقال عصام الكينج: “بنفس المبدأ وبنفس اللسان الدم كله حرام، مضيفا أن قتل مصلين (أبرياء آمنين بحكم الدين والدستور) جريمة أكبر من كونها فعل مرفوض، والسكوت على من حصل لأبرياء الكاتدرائية ذنب في رقبة كل إنسان عرف وسكت عن قول الحق”.

وأضاف أن “الشماتة في موت المسيحيين جوا ساحة كنيستهم بالغدر جريمة تخرج أي شامت عن معايير الانسانية وتستوجب المحاكمة”، لافتًا إلى أن “مجرد فشل النظام الحاكم في حماية المسيحيين في الكاتدرائية يخليه مشترك في الجريمة إن لم يكن هو فاعلها كما سبق في كنيسة القديسين”.

وفي إشارة إلى المذابح التي صاحبت ثورة يناير وبعد الانقلاب العسكري قال “الكينج”: “متنسوش حنفية الدم انفتحت من بدري والكل “هينعاص” بيها ومهما كنت بعيد الدم “هيطرطش” عليك ويطولك دم أبرياء الكاتدرائية في رقبة كل إنسان عرف بيه، ربنا يحرق من حرقهم ويفجر من فجرهم وينتقم من كل من ساعد في هذه الجريمة القذرة حسبنا الله ونعم الوكيل”.

المستفيد واحد

واعتبر بلال نعمان أن مجتمعنا يعاني من “ازدواج المعايير واندحار القيم”، موضحا “لما يقتل جنود على الحدود أو يقتل أي حد أمني تابع للنظام تلاقي كل من هب ودب داخل يستنكر الذي يحصل ويقولك الدم كله حرام انا معاك ومعترض ع الذي يحصل بس بلاش ازدواجية في المعايير”.

وأضاف “عمال تقولي الدم كله حرام وانت اصلا ما بتستنكرش كل الدم، مع إن من يقتل واحد والمستفيد واحد من قتل الجنود هو من يقتل الإخوان وهو المستفيد ومش تستنكر الدم بس دا انت كمان بتشمت ف دم اي حد يقتل من الإخوان، وكمان بتشمت في كل معتقل يعتقله النظام الانقلابي الخائن وانت عارف ان فيه أسر بتتشحطط وبتتبهدل وبيطلع عين من جابوها بسبب موضوع الاعتقالات ده”.

وخلص إلى قوله: “بلاش ازدواجية معايير..وزي ما قولت خلي بالك المستفيد واحد في النهاية?”.

ليسوا سواء

الصحفي صلاح الامام رأى أن حادث الكاتدرائية أوضح عدة أمور أنه “يوم مجزرة رابعة، وهو من أسود أيام الدنيا، تصورت أن شيوخ الفضائيات من أمثال: حسان ويعقوب والحويني والمصري والعدوي ..الخ، سينتفضوا وخلفهم ملايين تهدر ترفض هذه المجزرة التي لم يقترف اليهود مثلها.

كانت ساعات النهار تمر ثقيلة وتجر من خلفها ساعات ملل.. وأنا أمني نفسي أن يخرج هؤلاء بشعبيتهم الجارفة ليقولوا (لا) للظلمة..ومرت الساعات، ومن بعدها الايام ثم الاسابيع والشهور ثم السنين..والسادة الشيوخ غارقون في الفتة”. وأضاف “الشعب الذى رفعكم فوق رؤوسه سيكون خصيمكم يوم القيامة”.

نسيج واحد

وعلق الناشط “شريف بدر” قائلا: “عارف ليه المسيحيين ضربوا الاعلاميين؟، مش عشان فهموا، و مش عشان الوعي، ولا الكلام الفاضي ده”. موضحا أن “المسيحيين فاهمين اصلا من الاول، وعارفين ان الاعلام بيطبل للنظام، و بيعرض علي الاخر “بس لما جات عند المسيحيين، فالمسيحيين مشيوا بمبدأ “هو اللي بنعمله في الاخوان هيطلع علينا”.

ورأى أن موقف المسيحيين مما يحصل؟ سيكون “هيزيطوا شوية، و هيرفصوا شوية، وبعدين يطلع تواضروس يقول: “كلنا نسيج واحد وشعب واحد، ومش هنسيب فرصة للإخوان توقع بينا وبين السيسي والمصريين، زي ما بيحصل كل مرة، وشكرًا على كده”.

مضيفًا أنه يقولك ذلك “عشان متتحمقش قوي على قتلهم وتفضل تكاكي وتحزق قوي وأنت بتقول، الدم كله حرام”. معتبرًا أننا في “مستنقع مصر”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...