الوقت هو عُمر الإنسان ، ورأس مالِه في هذه الحياة ؛ ذلك أنَّ كلَّ يوم يمضي على الإنسان يأخذ من عُمره ويُقَرِّبه إلى أَجَلِه ، فكان حري بالعاقل أن يستغلَّ هذا الوقت الذي مَنَحَهُ الله إياه فيما يرضي ربه ، وأن يحقِّق لنفسِه السعادة في الدُّنيا والآخرة . إنَّ للوقت أهمية عظيمة ، فالمسلم إذا أدرك قيمة وقته وأهميته ، كان أكثر حرصًا على حفظه واغتنامه فيما يُقَرِّبه مِن ربِّه ، والاستفادة من وقته استفادة تعودُ عليه بالنفع ، فيُسَارِع إلى استغلال الفراغ قبلَ الشغل ، والصحَّة قبل السقم ؛ فعن ابن عباس ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : « نِعْمَتانِ مغبونٌ فيهمَا كثيرٌ منَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ » [رواه البخاري ] .
من هدي القرآن
قال تعالى : ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران : 30] .
من نور النبوة
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « مَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ » [رواه الترمذي ] .
من روائع الوصايا
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ما ندمتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غرَبَت فيه شمسُهُ ، نقص فيه أجلي ، ولم يزدَدْ فيه عملي ) . وقال الحسن البصري : (يا ابن آدم ، إنَّما أنت أيَّام ، كلَّما ذهب يومٌ ذهب بعضُك) . وقال يحيى بن معاذ : (إضاعةُ الوقت أشدُّ منَ الموت ؛ لأنَّ إضاعةَ الوقت انقطاعٌ عن الحقّ ، والموتُ انقطاعٌ عن الخلق)
واجب عملي
بادر بالأعمال الصالحة قبل الحسرة والندامة عند الموت ، فساعتها تقول : ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون] ، ولن تعود .