من طبيعة المسلم السليم القلب الناضج الفهم أن يشعر بالروابط الأخوية بينه وبين كل مسلم على وجه الأرض ، وأن يتأثر بما ينزل بأخيه المسلم من خير أو شر ، وأن يحاول القيام بواجبه الذي تمليه عليه هذه الأخوة ، ويفرضه إيمانه وعقيدته الحية الباقية بمبادئ الإيمان وحرارته وقوته . ولذلك من الواجب علينا مواجهة الظلم ؛ فلا نكتفى أن نعرف الظلم ونسكت ، أو نجلس نتلاوم على الظلم الحاصل ، بل لا بد أن يكون لكل منا دورٌ في مقاومة الظلم والظالمين .
من هدي القرآن
يقول تعالى : ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ﴾ [إبراهيم] ، وقال تعالى : ﴿ وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ (113) ﴾ [هود].
من نور النبوة
قال صلى الله عليه وسلم : « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا ، أَوْ مَظْلُومًا ، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا ، كَيْفَ أَنْصُرُهُ ؟ قَالَ : « تَحْجُزُهُ ، أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ » [ رواه البخاري ] .
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اتّقوا دعوات المظلوم فإنّها تصعد إلى السّماء كأنّها شرار » [رواه الحاكم ] .
كلام مهم
من هنا ندرك خطأ بعض المسلمين وبشاعة جرمهم وهم يعلمون ما يلاقيه إخوان لهم ، من سجن وتعذيب وتقتيل واضطهاد ، وتيتيم للأطفال ، وترميل للنساء ، وهدم للدور ، وإزعاج للنفوس ، ومع ذلك لا يشعرون بهم ، ولا يحسون بآلامهم .
من روائع الوصايا
قال ابن تيمية : ( إن الله لينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ، ولا ينصر الظالمة وإن كانت مُسلمة. إن الدنيا تدوم مع العدل والكفر, ولا تدوم مع الظلم والإسلام ) .